آخبار عاجل

بلاد الجزائر الجميلة هل ستوفر الحكومة الجديدة بقلم :سلوى المؤيد

09 - 08 - 2019 10:30 746

مستقبلً مشرقاً لشعبها

لم أستبعد ما حدث في الجزائر من مظاهرات بسبب الفقر وارتفاع الأسعاروتم من خلالها عزل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لإنني لمست فيها فقراً شديدا عندما ذهبت لزيارتها

ما آلم نفسي أن تكون طبيعة هذا البلد العربي بهذا الجمال المبهر ولم تصبح بعد دولة سياحية شوارعها قديمة .. و علامات الفقر واضحة في الأماكن التي زرتها في العاصمة .. فأين موارد هذه الدولة الغنية جداً بالنفط والغاز والمعادن والمناظر الطبيعية الخلابة ..إن السياحة وحدها من الممكن أن تكون مصدر دخل اقتصادي هائل لو أراد المسؤلون ذلك ..؟ فلماذاكل هذا الإهمال ؟..ودولة الإمارات التي تعد أقل دخلاً منها بكثير تحولت رغم صحراويتها إلى دولة سياحية بسبب سياسة الدولة واهتمام المسؤلين بها بالإنفاق على مشاريع تجميلهاوإعدادها كدولة حديثة عالمية .

فلماذا أهمل الرئيس الجزائري طوال فترة حكمه الذي دام لخمس فترات رئيسية بلاده وهو المسؤول الأول عنها ..إن هذه الدول ابتليت برؤساء بعد ثوراتها سمحوا لإنفسهم بسرقة أموال الشعب ولم يهتموا بتطويرها رغم كل ما حباها الله من مصادر عديدة للدخل ..كلنا نذكر تضحيات الشعب الجزائري الكبيرة .. حيث ضحى أبنائها كثيراً من أجل استقلالها حتى وصلوا إلى المليون شهيد ..ورغم ذلك ولم يحصلوا حتى اليوم على الحياة المادية المريحة والديمقراطية الشفافة والإطمئنان النفسي .

لقد واجهت الجزائر لسنوات كثيرة ظاهرة المذابح المرعبة التي استهلكت الكثير من أموال الدولة للقضاءعليها .. ولا أعتقد أن هذه الأفكار المدمرة كانت ستوجد لو انتشر التعليم بها ووجدت بها مؤسسات وفرت الديمقراطية واستغلت ثرواتها في تطوير الحياة الإقتصادية والتعليمية والصحية والفكرية منذ استقلالها ..إن هذا التعصب لا ينتشر إلا وسط الفقر والجهل والبؤس وعدم تواجد الأمل حينها يتمكن المتعصبون من نشر هذه المفاهيم الخاطئةوإغراء العقول الغير متعلمة من الرجال والنساء والشباب بالإستشهادوالحصول على الجنة ومغرياتها التي لا يجدونها في الحياة من أجل إنشاءالدولة الإسلامية بينما الدين الإسلامي بريء من هذه المعتقدات .

كانت الشواطئ الجميلة برمالها البيضاء ممتدة لآلاف الكيلومترات ..كم من المشاريع السياحية من الممكن أن تكون هنا لو وضعت القوانين لتيسيرها ،، تأملت جبالها الخضراء والغابات العالية الكثيفة تنتشر على أرضها الخضراء ..وجوها الجاف الجميل الذي انعش نفوسنا ونحن نجوب في شوارعها وعلى شطئانها..أين استغلال كل ذلك للسياحة حتى الأماكن التاريخية التي أخذونا إليها كانت مهملة جداً والفقر الشديد منتشر فيها وواضح على وجوه الأطفال القابعين على أبواب منازلهم المظلمة المهملة في حي القصبة الشهير بالكفاح والنضال ..ماأدهشني وآلم نفسي أن يكون هذا الحي الذي دارت فيه المعارك من أجل الإستقلال وعرف بتضحية سكانه التي بلغت في ذلك الوقت مئات الآلاف من الشهداء ..هل هذا جزائهم وجزاء عائلاتهم .؟.هذا الفقر المدقع ..ولماذا يأتوا بالزوار إلى هذا الحي مادام بهذا الفقر وبهذه الروائح الكريهة مع الذباب والحشرات التي تتطاير على القاذورات المرمية على الأدراج في هذا الحي التاريخي ..كنت أتصور أنني سأرى حي قام المسؤلون بتنظيمه وتجميله ليتم مكافئة سكانه علي تضحياتهم بإرواحهم من أجل الإستقلال ..مثلما شاهدت القرى الجميلة في اسبانيا عندما زرتها في الصيف ..لم أتوقع ذلك الإهمال الشديد..كانت

مظاهر الفقر هي الغالبة في أي مكان زرناه ..رغم أن الجزائر تعتبر من الدول الغنية جداً في العالم العربي .

لذلك لم أندهش من ثورة الشعب الجزائري مؤخراً على رئيسه عبدالعزيز بوتفليقة وإصرار المتظاهرون على التخلص من الطقمة العسكرية الفاسدة والإتجاه إلى تأسيس حكومة مدنية ديمقراطية ..إذ يكفي أن نعلم أن هذا الرئيس لم يشبع من الحكم لخمس فترات فنراه مصراً على انتخابه للمرة السادسه رغم تقدمه في السن ومرضه الشديد

ماهذا الجشع في نفوس هؤلاء الحكام العرب الذين ما أن يحصلوا على الحكم حتى يستبدوا في الحكم ويمنعوا حرية الرأي ويقوموا بسجن المعارضين والإستفادة من خيرات بلادهم لهم ولإسرهم ويعيش شعوبهم في بؤس وفقر ناتج عن الفساد وعدم الإنفاق على المشاريع العامة التي تتقدم بالبنية التحتية للشعب وتوفر مستقبل مشرق لسكان هذه الدول العربية التي تخلصت من الإستعمار بتضحية شعوبها لتقع في أيدي الطقمة العسكرية التي عاث رؤسائها فساد في الحكم تسبب في هجرة آلاف الشباب إلى الدول الأوربية هرباً من الفقر والبؤس والمستقبل القاتم وكم مات منهم بين أمواج البحر بدل وصولهم إلى هذه الدول .

إنني أأمل في تطوير حياة المواطنين الجزائريين الذين لا حظت عليهم عزة النفس رغم الفقرمن خلال حكومة ديمقراطية شريفة خلال السنوات القادمةتستغل خيرات هذه الدولة الغنية من أجل راحتهم ورقيهم



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved