وعندما جاء عهد عمر بن الخطاب قال علي بن أبي طالب والعباس للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما يريدون إرث الرسول صلى الله عليه وسلم ..لكنه رد عليهما رضوان الله عليهم قائلاً :
"أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض ،هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "الأنبياء لا يرثون، ما تركناه صدقة"وعندما سأل علي والعباس إذا كانا يعلمان بذلك أقرا بذلك.
فقال عمر "فإني أحدثكم عن هذا الأمر،إن الله قد خص رسوله صلى الله عليه وسلم بشيء لم يعطه أحداً غيره "ثم قرأ عليهم الآية (٦) من "سورة الحشر ثم قال
" لقد جعل الله هذه الأرض خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ووالله ما احتازها دونكم (لا أستولي عليها منكم)"
وقد يدعي البعض أن النبي سليمان ورث والده النبي داود حسب قول الله سبحانه "وورث سليمان داوود " والإرث هنا ليس المال إذ كان للنبي داوود عدد كبير من النساء والأبناء حسب عادات ذلك العصر، فكيف يرث النبي سليمان وحده إرث النبي داوود ؟.
إذن الإرث كان هو النبوة و الحكمة اللتان أورثهما النبي داوود لابنه النبي سليمان .
لقد كان أبو بكر الصديق وعمر رضي الله عنهما يعطيان هذ المال من إنتاج الأرض إلى آل الرسول صلى الله عليه وسلم ..ولم يأخذوا منه شيئاً .
وظل الأمر كما هو بعد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ورفض الخليفة علي بن أبي طالب أثناء حكمه أن يرث الأرض لإن الصحابة من قبله لم يفعلوا ذلك حسب وصية الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك فعلا الحسين والحسن رضي الله عنهما .إذ لم يقبلا بهذا الإرث وظل للإنفاق على آل البيت .
ولم تقتصر علاقة علي بن أبي طالب الحميمة بعمر بن الخطاب على الصداقة و الإخلاص والمحبة بينهما وإنما وصلت إلى حد المصاهرة ،حيث تزوج عمر بن الخطاب أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب من زوجته فاطمة الزهراء، رضي الله عنهما .. وكان قبول علي بن أبي طالب بذلك الزواج اعترافاً بمحبته لعمر بن الخطاب ،ودليلاً على محبته واعتزازه بشخصيته القريبة من نفسه .
وكان عمر بن الخطاب بزواجه من أم كثوم رضي الله عنها يعطي أصدق دليل علي محبته لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الذي أحب الرسول الكريم وأخلص له وكان بجانبه دائماً في كل مراحل كفاحه من أجل نشر الدين الإسلامي .
قال عمر بن الخطاب لعلي بن أب طالب وهو يخطب ابنته
"والله ما على الأرض رجل يرصد من حسن صحبتها ما أرصد "
فقال على بن أبي طالب "قد فعلت "
وأنجبت أم كلثوم من عمر ابنة وابن ،فسمت ابنتها رقية وابنها زيد
لكن زيد بن عمر بن الخطاب توفى في سن الشباب عندما حضر مشاجرة في قوم من بني عدي بن كعب ليلاً فخرج زيد بن عمر إليهم ليصلح بينهم ،فأصابه أحدهم بضربة شجت رأسه ومات فوراً ..وحزنت أمه أم كلثوم رضي الله و توفت بعد وفاته مباشرة ،ودفنت بجانب ابنها .