آخبار عاجل

إصرار على النجاح بقلم:سلوى المؤيد .. الحلقة 12

26 - 10 - 2019 3:26 615

التقيت في تلك الرحلة عن طريق أحد الدلالين بإحد تجار اللولؤ وكان يدعي المسترهير..كانت قيمة ما لدي في صرة اللؤلؤ لا يتجاوز ( ٢٥ ألف روبية)

( خمس و عشرون ألف روبية) وقيمة الجو الواحد من اللؤلؤ يساوي (٥٠ ألف روبية) لذلك بدأت استخدم ذكائي لكي أكسب هذه الصفقة التي كانت السبب في اتخاذي لقراري ببدء العمل التجاري الخاص بي. بدأت في إقناع المستر هيرا بالانجليزية بجودة اللؤلؤ الذي في حوزتي،ووصفته بإنه أفضل أنواع اللؤلؤ لإنني أتيت به من البحرين، وقلت له بإنني مررت بمتاعب كثيرة حتى حصلت عليه عن طريق والدي، وأدعيت أمامه أن رأسمالي في شرائه كان (٩٠ روبية)بالنسبة للجو الواحد ، وظن المستر هيرا نفسه تاجراً ماهراً وهو يجيبني قائلاً:

"هل تريد أن تخدعني يا سيد يوسف وأنا أكبر منك بثلاث مرات، أن شرائي للجو الواحد بهذا السعر يعني خسارتي ١٠ روبيات في الجو وهذا ليس إنصافاً".

وتدخل الدلال مؤيداً لكلامي:

" أعتقد أن سعر يوسف المؤيد مناسب".

وقبل مستر هيرا بسبب لطفي معه في الكلام أن يشتري اللؤلؤ بهذا السعر

و أرسلت برقية إلى والدي أخبره فيها أنني استطعت أن ابيع الجو الواحد بمبلغ (٩٠ روبية )أي أنني ربحت ( ٤٠ روبية ) في الجو، وهذا يعني ربحي ( ٣٥ ألف روبية ) في الصفقة .ولم يصدق والدي في بادئ الأمرمثل هذا الربح الكبير، لإنه لم يتعود على مثله.

 

وأذكر أنني أسرفت قليلاً على نفسي في تلك الرحلة، بسبب أرباحي الكبيرة

وعندما عدت إلى البحرين، استقبلني والدي أفضل استقبال، ومنحني مكافأة ( ٢٥٠٠ روبية )(ألفين وخمسمائة روبية )وواصلت عملي مع والدي سنة أخرى، رحلت خلالها إلى بومباي مرة أخرى، لكنني لم أوفق بها مثلما وفقت في الرحلة السابقة بسبب تدهور تجارة اللؤلؤ، فبعت نصف اللؤلؤ الذي كان لدي بأسعار منخفضة وأذكر أنني ذهبت في هذه الرحلة إلى المستر هيرا، الذي ربحت منه الصفقة السابقة، فقال لي

("أهلا بك يا سيد يوسف مثلما ترى الدنيا قد تغيرت، و اللؤلؤ هذه الايام لا يساوي شيئاً لقد خدعتني بسعرك العام الماضي، وصرتك لا تزال عني، ولا تساوي اليوم أكثر من ( ٤٠ روبية ) وقد اشتريتها منك بمبلغ ( ٩٠ روبية ) للجو الواحد."

قلت له ضاحكاً:

" التجارة هكذا يا مستر هيرا يوم لك و يوم عليك ".

 

وعدت إلى البحرين وواصلت العمل مع والدي، لكنني وجدت أن هذه المجال لا يحقق طموحي التجاري ، بسبب تذبذب تجارة اللؤلؤ لذلك أخذت المبلغ الذي منحني إياه والدي، وبدأت أولى خطواتي في تأسيس تجارتي، التي أصبحت اليوم مؤسسة ناجحة ضممت إليها أولادي و بناتي و زوجتي لتصبح ( مؤسسة خليل المؤيد و أولاده).

 

لم أقطع صلتي بعمل والدي في بداية عملي بالتجارة عام ( ١٩٤٠ م ) كنت أعمل معه في الصباح. وأزاول عملي التجاري في المساء بمكتبي الذي أستخدمته "مكتبة الهلال" فيما بعد مقراً لها قبل أن تنتقل إلى جوار مجمع كانو.

إلا أنني قبل أن أقرر التفرغ لتجارتي الخاصة، ذهبت إلى والدي محاولاً إقناعه

بتحقيق رغبتي.لكنه لم يقبل ذلك في بادئ الامر.

إذ قال لي:

"أنا لا أوافقك على تركك لتجارة اللؤلؤ، فهذه التجارة لا يعمل بها إلا الناس الأكابر الطيبون".

قلت له:

" وما فائدة أن أكون من الناس الأكابر الطيبين، ولا يوجد مال في جيبي إنني سأحصل على هذه المال إذا مارست التجارة".



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved