طرح اكتتاب أرامكو التي تعتبر واحدة من أكبر الشركات في العالم حيث يعتبر ذلك حدثا تاريخيا واستثنائيا.
ويعود تأسيس أرامكو إلى عام 1933 حيث بلغت إيراداتها في عام 2018 حوالي 355 مليار دولار أمريكي، وأنتجت في ذات العام حوالي 13.6 مليون برميل يوميا، ووصلت قيمتها السوقية إلى حوالي 2 ترليون دولار أمريكي. ويعتبر هذا الاكتتاب الأكبر على المستويين الإقليمي والعالمي، ومن المتوقع أن يكون مستقبل السهم ممتازا جدا لأننا نتحدث عن لاعب رئيس في مجال النفط عالميا.
وبالمقارنة فإن نسبة ربحية الأسهم العادية عادة ما تكون عالية عكس نسبة الاكتتاب هذا والذي من المتوقع أن تصل ربحيته إلى 5% أو 6 % بداية، ليرتفع سعر السهم ليصل إلى سعر معين وبعدها يستقر بثبات.
هذا ولدى البعض مخاوف حول مستقبل النفط كاستخدام، لكن هذا الأمر يحتاج فترة زمنية طويلة لأن الصناعة العالمية ما زالت تعتمد على النفط كمصدر للطاقة حتى مع وجود مصادر أخرى للطاقة البديلة.
ويتساءل البعض عن طرح الاكتتاب في أرامكو وخاصة في هذا الوقت بالتحديد، وفي ظل وجود تحديات اقتصادية عالمية وجيوسياسية، ولكن من المؤكد أن هنالك رؤية وإستراتيجية مختلفة وضعتها الحكومة السعودية للاكتتاب في أرامكو. وتعتبر هذه خطوة ذكية تتماشى مع رؤية المملكة 2030 ومن المحتمل أن تطرح أسهم أرامكو في الأسواق الخليجية في المستقبل القريب. هذا ويصعب التنبؤ بسعر السهم في الوقت الحالي.
إن أي شركة كشركة أرامكو عندما تأخذ خطوة نحو الاكتتاب فمن المؤكد أنها ستوفر باستمرار معلومات شفافة للمستثمرين عن الاكتتاب الذي يقدر بحوالي ١% - 2% من رأسمال الشركة وطبعا نتحدث هنا عن مليارات الدولارات.
وبالتأكيد فإن الكثير من الناس تعرف الكثير عن أرامكو خاصة أنها شركة ذات سمعة عالمية كبيرة وشركة مستقرة اقتصاديا إلى حد كبير.
ويمكننا إلقاء الضوء على بعض الجوانب الإيجابية في هذا الاكتتاب وهي كما يلي:
أولا: الأرباح: نتحدث عن شركة أرباحها مستقرة في السنوات الأخيرة عكس شركات عالمية تكون قد تعرضت إلى انتكاسات كبيرة.
ثانيا: الإدارة: إن استقرار الإدارة بأرامكو مكنها من اتخاذ خطوة جريئة بطرح الاكتتاب؛ مما يبين أن هناك رؤية لمشاريع تطويرية وتوسعية في أرامكو.
ثالثا: وصلت احتياطات أرامكو إلى 256.9 مليار برميل من النفط في نهاية العام الماضي، وهو ما يكفي لمدة 52 عامًا، مقارنة بالشركات الأخرى الكبرى التي تملك احتياطات تكفي بين 9 و17 سنة.
رابعا: كلفة الإنتاج المنخفضة والتي وصلت في العام الماضي 2018 إلى 2.8 دولار أمريكي للبرميل الواحد، ويعتبر هذا السعر استثنائيا.
طبعا وجود 1% من ملكية الشركة من آخرين خارج السعودية يجعلهم في وضع مسؤولية تجاه استقرار وتطور الشركة.
ومن هنا فإن على المستثمر أخذ الخطوة الصحيحة بعد الاطلاع ومعرفة المعلومات الكافية عن هذا الاكتتاب والتعرف على كل التفاصيل والضمانات المطروحة. كما ننصح بعدم تحمل أعباء مالية والاستثمار خارج المضاربات؛ كون أن مثل هذا الاكتتاب هو استثمار طويل المدى وسيكون مجديا إذا ما قورن بالأنواع الأخرى من الاستثمارات ذات الربح السريع.