آخبار عاجل

إصرار على النجاح بقلم: سلوى المؤيد .. الحلقة 13

29 - 11 - 2019 7:55 4692

وبعد نقاش طويل أقتنع والدي بوجهة نظري وبدأت أعمل لحسابي الخاص كان قد اجتمع لدي من تجارتي الصغيرة في الحلويات وما ادخرته من مصروفي اليومي ( ٧٥٠ روبية ) سبعمائة وخمسون روبية أضفتها إلى ( ٢٥٠٠ روبية ) ألفين وخمسمائة روبية التي منحني إياها والدي بعد رحلتي الموفقة إلى الهند و أصبح لدى رأسمال و قدره ( ٣٢٥٠ روبية ) ثلاثة آلاف ومائتين وخمسين روبية أي (ألف دولار تقريباً)ستخدمتها في شراء الأدوات الكهربائية التي قمت باستيرادها من الهند..

كانت الأدوات الكهربائية قد وصلت البحرين مع دخول الراديو سنة (١٩٣٤ م )وقد أفزع هذا الجهاز الناس بسبب إصداره للأصوات ،حيث انتشرت بينهم إشاعات، أنه جهاز سحري لذلك أخذ الناس في البداية يستخدمونه سراً حتى لا يتهمون بالسحر، لكن اهتمام المواطنين ازداد بهذا الجهاز لإنه كان وسيلة لنقل أخبار الحرب العالمية الثانية إليهم .

وفي عام ( ١٩٤١م)جلبت الحكومة إلى البحرين أول مولد كهربائي ، ولم يكن يوجد مثيل له في الخليج كله، وكان الناس حتى ذاك الحين يستخدمون المراوح الهندية في الصيف.

و المروحة التي أعنيها مصنوعة من القماش الخام، وفيها ثقل بمؤخرة القماش و تسحب بواسطة ( دحروج ) به حبل ويسحبها موظف أو خادم يتقاضى ( ٨ روبيات) شهرياً، ويعمل ١٠ ساعات في اليوم أما الخدم الآخرون فقد كانوا يتقاضون ( ٦ روبيات ) في الشهر مع توفير الوجبات الغذائية لهم.

 

تعاملت في بداية عهدي بالتجارة مع بعض التجار في البحرين مثل خامباي التاجر الهندي وسلمان بن عبدالله الزياني.

 

وبسبب فقد عدد السكان، فكرت في بيع أشياء أخرى إلى جانب الأدوات الكهربائية، لقلة استخدامها في تلك الفترة من عهد البحرين أذكر أنني أشتريت من عبدالعزيز العلي البسام ٥٠ كيساً من الأرز ، و٥٠ كيساً من السكر وكان سعر كيس الأرز ( ٦ روبيات ) وكيس السكر ( ٨ روبيات ))، ثم أخبرني أحد التجار أن اقلام ( الكدو ) أو ( النارجيلة) لها مواسم، وأستطيع شراءها في ذلك الوقت بسعر رخيص، ثم أبيعها عندما يزداد سعرها بعد (٣ ) أشهر لذلك نفذت إحدى هذه العمليات مع الدلال عبدالرحمن المير.

 

وهكذا جلست في متجري محاطاً بهذا الخليط من الأشياء ،أقلام النارجيلة و السكر و الأرز والأدوات الكهربائية ولم يكن لدى سوى فراش، كنت أدفع له راتباً قدره ( ٨ روبيات ) في الشهر.

 

وبعد شهرين من الانتظار و الصبر، لم أستطع بيع شيئ من بضاعتي حتى مللت، ولكني تمكنت فيما بعد من تصريف كيسين من السكر، و ربحت في كل كيس ( ٨ روبيات )، و كيسين من الارز، وربحت في كل كيس ( ٦ روبيات )أما اللمبات الكهربائية التي تمكنت من بيعها، استطعت أن اربح منها ( آنتين ) كنت أجلس (٨ و ٩ ساعات ) كل يوم أنتظر الفرج .. لكنني لم اتوقف عن التفكير في

تطوير تجارتي لذلك قررت أن أكون وكيلاً مثل عبدالعزيز البسام وبدأت أبحث عن تاجر أجنبي للأغذية أكون وكيلاً له في البحرين وشاء حسن حظي أن أذهب في عام ( ١٩٤٠ م ) إلى متجر عبدالعزيز العلي البسام لإحاول إقناع تاجر هندي يدعى جاسم جوراج كان هذا التاجر يتفاوض مع عبدالعزيز البسام على شراء كمية من السكر و القهوة التي يقوم باستيرادها من شرق أفريقيا، لكي يقوم بتسويقها في البحرين، وخرجت قبله من المتجر لانتظره عند باب متجري ،وعندما مر علي استوقفته قائلاً:

" أنا يوسف خليل المؤيد والدي تاجر لؤلؤ في البحرين ونحن عائلة معروفة بودي لو تشرفني في متجري، حتى تتعرف على تجارتي".

رحب التاجر بالدعوة و جاء إلى دكاني كان في سن والدي رحبت به و دعوته للجلوس سألني عن تجارتي ثم بادرني

قائلاً" لماذا لا تكون يا أخ يوسف وكيلنا في البحرين، تبيع لنا القهوة و السكر التي نرسلها لك من الهند؟"

سعدت باقتراحه إلا أني وجدت نفسي حائراً بماذا أجيبه فأنا لكي أكون وكيلاً له لابد أن يكون لدى مخازن لتخزين القهوة و السكر حتى أقوم بتسويقها وأنا لا توجد لدى هذه المخازن لكنني لم أخبر التاجر جاسم جوراج بما كنت أفكر به حتى لا أفقد الصفقة ووافقت على طلبه وبدأ يتحدث معي عن سعر الفائدة التي سأحصل عليها من وراء عملية البيع.

قال لي" عبدالعزيز البسام يتقاضى مني فائدة قدرها ٢٪ إذا كنت على استعداد أن تقبل التعامل معي بفائدة لا تزيد عن ١،٥ ٪ فأنا سأترك وكيلي السابق و سأجعلك وكيلي وكما ترى فإنك لن تدفع رأس مال وما عليك إلا تخزين بضائعي و سأدفع

لك إجار المخازن".

قلت لنفسي" أنا في بداية الطريق وعلى أن أقبل خصوصاً وأن العملية قد تصل إلى مبالغ كبيرة لذا سأستفيد بسعر الفائدة التي حددها التاجر الهندي ١،٥٪ دون أن أخسر شيئاً "

و توكلت على الله ووقعت الإتفاقية مع جاسم جوراج و أعطاني أوراق الشحن التي تتعلق ببضائعه التي كانت تصل إلى البحرين في سفن كبيرة تسمى المحامل وبعد شهر من سفر التاجر الهندي وصلت البضاعة فذهبت إلى دائرة الجمازك لاستلامها وأدخلتها إلى مخازني التي استطعت تحضيرها ..و بدأت أبيع القهوة و السكر على عملاء كثيرين مثل دلال أسمه جتربوي وآخر يدعي سلمان المرزوق رحمه الله ووجدت أن عمولتي قد وصلت بعد شهر واحد إلى (( ١٢٠٠ روبية )) ألف ومائتين روبية فاستبشرت بالربح خصوصاً أنه جاء دون أن أضطر إلى دفع رأسمالي بسبب كوني وكيلاً أبيع بضاعة غيري .

و أرسل لي جاسم جوراج برقية يشكرني فيها على حسن معاملتي ثم أرسل بضائع أخرى فيما بعد منها أخشاب كبيرة مثل ( جندل ) الذي كان يستخدم في بناء سقوف المنازل في ذلك الوقت، ثم أرسل أيضاً سكر و قهوة و استمر في إرساله لبضائعه لإقوم أنا بتصريفها.



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved