لص آثار الحرمين التركي الذي يتم التحقيق معه في المملكة لا يمثل حالة فريدة من محاولات تركيا السطو على تراث السعودية الإسلامي؛ فقد سبقتها عدة محاولات تركية للسرقة.
ونشرت صحيفة إندبندنت عربية وثائق بريطانية تثبت سرقة تركيا لمحتويات الحجرة النبوية في المدينة المنورة؛ ما يؤكد أن أنقرة ضالعة في جرائم سرقة التراث والآثار الإسلامية.
فخري باشا وسرقة الحجرة النبوية:
وتدور تفاصيل الواقعة بين عامي 1916 و1917 عندما أصدرت الدولة العثمانية أمرًا بإرسال فخري باشا إلى الحجاز، وذلك بحجة حماية الأراضي المقدسة، بعدما شعروا ببدء اقتراب الانتفاضة العربية ضد الاحتلال التركي.
وصل فخري باشا إلى المدينة المنورة عام 1916 وظل بها حتى عام 1919، ولكن قبل أن يغادرها وتحديدًا في عام 1917، أمر جنوده بنقل محتويات الحجرة النبوية من ذهب وقناديل ومصاحف على متن قطار إلى إسطنبول.
برر فخري باشا نقل هذه المقتنيات الثمينة إلى تركيا لحمايتها مما قد يلحق بها، وتعهد بإعادتها بعد انتهاء الحرب، ولكن في الحقيقة بلاده كانت تريد الاحتفاظ بها، وما زالت حتى الآن تعرضها في متاحف إسطنبول.
تركيا تعترف بجريمتها:
وفضحت مراسلات رسمية بريطانية نشرتها الإندبندنت اعتراف تركيا بتلك الجريمة، وكانت هذه المراسلات عام 1923 بين المندوب البريطاني وممثل الإمبراطورية الذي حضر توقيع معاهدة لوزان، وبين مكتب الخارجية في لندن.
وأوضحت تلك المراسلات رفض الوفد التركي الامتثال لطلب الحكومة البريطانية بإعادة تلك القطع الثمينة، وادعوا أنها هدية لخليفة المسلمين وليست تابعة للحجرة، كما توجد مراسلات أخرى تثبت أن فخري باشا هو من نقلها وتعهد بإعادتها.
محاولات تركيا تزييف التاريخ:
وتفاعل آلاف المغردين مع هذه الواقعة عبر وسم “وثائق بريطانية بسرقات تركيا” حيث قال إبراهيم بن عطا الله: “عمد الأتراك طيلة حكمهم على صياغة التاريخ بشكل يسيء للعرب، وعمدوا إلى اختلاق القصص الكاذبة لتبرير القتل والتصفية؛ لكي يقنعوا الناس أن جرائمهم دفاع عن المسلمين، حتى سرقة مقتنيات الحرمين برروها بأنه لو لم يسرقوها سيأخذها الإنجليز وهم حلفاء للألمان”.
وقالت إسراء الجمال: “التاريخ الأسود من عنف الأتراك تجاه العرب مسجل في الوثائق البريطانية التي سجلت عام 1923، واليوم وبعد مرور قرن أردوغان يقرر نفس الجريمة مع نفس الضحايا”.
وتابع محمد الهجري: “لا تتغير أطباعهم حتى مع التاريخ يا أخي، حتى لو رحت لتركيا تشوف تفشي السرقة والاحتيال، والحين تظهر الحقيقة الغائبة عن الناس فأردوغان لا يختلف عن شعبه في نهب ثروات المسلمين والعرب خصوصًا، الله يحفظ المسلمين من هذا الخائن الحرامي”.
انتهاك حرمة المقدسات:
بينما غرد خالد السلطان قائلًا: “انتهاك حرمة أي بيت يعتبر جريمة، فما بالكم بمن انتهك حرمة بيت الله سبحانه وسرق أجزاء من الحجر الأسود، ومن انتهك حرمة بيت رسول الله وسرق حاجاته وأغراضه الشخصية، ويروج فيها سياحة بلده”.
وغرد عزوز القرني: “الأتراك معروف عنهم وتاريخهم الأسود مع المسلمين من قتل واحتلال وتشريد، والشيء المغيب عن الإعلام أنهم اعتدوا حتى على مقتنيات مكة والمدينة وسرقوها وحطوها في متاحفهم في اسطنبول حتى إن بعضها انسرق وهم ينقلونها لتركيا”.