كلنا كمسلمين نحب الأذان ..لكننا نحبه عندما نسمعه بصوت جميل منخفض إلى حد ما ..لكي نشعر بروحانية جميله ونحن نسمع صوت المؤذنين ينساب إلينا وهم يعلنون عن وقت الصلاة .
ما يحدث حالياً في الجوامع والمساجد البحرينية في السنوات الأخيرة .. لا يمس بصلة لهذا الإحساس الروحاني لديننا الإسلامي .
بل أن استخدام الميكرفونات في رفع صوت الأذان عالياً أدى إلى استيقاظ الأطفال وهم نائمون صباحاً وشعور جيران أي مسجد أو جامع بالانزعاج خصوصاً عندما يكون الجامع قريب جدا من البيوت حوله .
كما إني اعتقد أن هذا السلوك يتعارض مع دعوة الدين الإسلامي إلى مراعاة الجيران في عدم إزعاجهم والتعامل معهم بتسامح ومحبة حتى أن الرسول الكريم لم يوصى على الجار الأول فقط وإنما إلى سابع جار للمسلم في حسن تعامله معه وعدم ازعاجه .
كما أن الميكرفونات لم توجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم للصلاة ..فكان بلال بصوته الرخيم يرفع يديه إلى جانب إذنه ويقوم بإداء الأذان ..فلماذا كل هذه التضخيم لصوت المؤذن بالميكرفونات العالية ..وأين دائرة الأوقاف السنية والجعفرية. .لماذا لا تنظم عمل المساجد حسب قوانين يجب أن
يلتزم بها كل مسجد ويعاقب أصحاب المسجد بغرامة يدفعها إذا خالف مسجده القوانين الموضوعة لمصلحة الدين الإسلامي وسمعته كدين حضاري لا يقبل بإزعاج الآخرين من خلال ممارسة فروضه .
..فأين تطبيق إدارتي الأوقاف السنية والجعفرية لقول رسولنا الكريم ..وهم يعلمون أن هذه الميكرفونات العالية الصوت ..وعدم اختيار مؤذنين يتمتعون بصوت جميل أصبح يضايق جيران المساجد كثيراً .
ولا يقتصر الأمر على ذلك .. وإنما أصبحت خطب الجمعة في المساجد تذاع بالميكرفونات العالية الصوت ..ولا نعلم لماذا ..لإن خطبة الجمعة موجهة إلى المصلين في المسجد فقط ..فالناس في بيوتهم لا يستطيعون أن يفهموا هذه الخطبة . ..ويتمادى أصحاب المساجد أكثر ويتطاولون على وصايا الرسول في ضرورة تلاوة الآيات أثناء الصلاة بصوت منخفض فنرى الإمام يتلو الآيات في الصلاة بالميكرفون الخارجي وبصوت عال يوم الجمعة ولا أدري لماذا والإمام يصلي بالنيابة عن كل المصلين في المسجد .. ويجب أن يكون ذلك بصوت منخفض كما دعانا الرسول الكريم في تلاوة الآيات
إن استخدام الجوامع والمساجد والمآتم في السنوات الأخيرة للميكرفونات الخارجية للخطب والصلوات يوم الجمعة أو في مناسبات دينية أخري ذكرتها ..تشوه صورة الدين الإسلامي الحضارية . .فنحن دولة يؤمن المسؤولين فيها بالتسامح بين
الأديان .. فلماذا نسبب لهم إزعاجا لا معنى ولا فائدة منه حتى للمسلمين بواسطة هذه الميكرفونات العالية الصوت في المناسبات المختلفة بالنسبة لكل الطائفتين السنية والشيعية ..مادامت تلك الخطب موجهة لمن يكون داخل المساجد والمآتم وليس للناس في بيوتهم .
إن ما يهمني حقاً تطبيق تعاليم الدين الإسلامي با سلوب حضاري يراعي مشاعر الساكنين في المناطق المحيطة بالمساجد والمآتم حتى يرتاح السكان وينعم جميع المواطنين من كل الأديان بالهدوء والراحة النفسية في بلادنا الحبيبة البحرين.