ذكرت من قبل ان حريقاً هائلا شب في المخزن الذي يحتوي على جميع بضائعي واتي على معظمها و اصبت نتيجة لذلك بإضرار مادية كبيرة كادت ان تقضي علي كرجل أعمال لولا إيماني بالله و صمودي و مثابرتي للنهوض مرة اخرى افضل مما كنت.
بعد ذلك الحريق قررت ان اتوسع في أعمالي التجارية حتى لا ينحصر تعاملي في مجال واحد وكلنا نعلم ان البضائع هى الموتور الذي يحرك التجارة فإذا احترقت البضاعة انهار التاجر و بدأت أنفذ ما اعتزمت عليه بحثت عن شركات جديدة فوجدت شركة فورد للسيارات تبحث عن وكيل لسياراتها فأخذتها وانا عازم في قرارة نفسي على ان اثبت لهم كفاءتي في تسويق سياراتهم وهو ما حدث في السنوات التالية.
التحق أبني الاكبر فاروق في عام (1966م) بالمؤسسة بعد ان اكمل دراسته في مجال هندسة السيارات بإنجلترا وكان ولا يزال سنداً كبيراً لي في إدارة اعمالي التجارية حيث يحتل حاليا منصب مدير عام المؤسسة و منذ ذلك الوقت و نحن نعمل معاً انا بخبرتي الطويلة و نظرتي البعيدة للمشاريع التجارية بإسلوب قائم على الدراسة و كسب السمعة الطيبة وهو بإفكاره الشابة الطموحة ،الامر الذي ضاعف المردود المادي للمؤسسة و اكسبها سمعة تجارية رفيعة المستوى.
كان عام (1967م) عام النفقات بالنسبة لعملنا التجاري فقد قمنا بنقل مكاتبنا الرئيسية من شارع التجار الى عمارة المؤيد و حمل إلينا ايضاً ذلك العام الخسائر المالية فقد فوجئنا بفرض المقاطعة العربية على شركة (فورد) للسيارات و شركة (فلكو) المعروفة بإنتاجها للأدوات الكهربائية و التي كانت في أوج ازدهارها في ذلك الوقت و تشكل مصدراً كبيراً للسيولة النقدية في المؤسسة وعادت مواردنا المالية الى الوراء و بدأنا نبحث عن شركات اخرى لنصبح وكلاء لها في البحرين.
علمنا من اعلان بإحدى الجرائد الخليجية ان شركة يابانية تدعي(إن .إي.سي) تريد وكيلاً لها في البحرين لبيع منتوجاتها فطلبنا تلك الوكالة ووافقوا عليها إلا إننا بعد أن أصبحنا وكلاء لهم اكتشفنا أن تركيزها لم يكن على إنتاج الأدوات الكهربائية المنزلية و انما على انتاج الكمبيوتر و اجهزة الاتصالات اللاسلكية و الاقمار الصناعية لذلك لم
تكن منتوجاتها من الاجهزة الكهربائية المنزلية في مستوى الشركات اليابانية الاخرى التي بدأت تغزو السوق بإنتاجها الجيد.
كنا قد قررنا ان نعيد التفكير في سياسة المؤسسة الاقتصادية قبل ان نصبح وكلاء لهذه الشركة حيث قررنا ان نركز تعاملنا التجاري على السيارات و الأدوات الكهربائية وأثاث المنازل و المكاتب الى جانب المعدات الثقيلة و اعمال المقاولات.
وبينما كنا نبحث عن شركة اخرى للسيارات لنصبح وكلاء لها وجدنا شركة (نيسان) اليابانية الجديدة في مجال إنتاج السيارات الخفيفة و الثقيلة وكانت هذه الشركة قد بدأت تغزو السوق بسياراتها الممتازة الصنع ووافق المسؤلون في الشركة ان نصبح وكلاء لهم في البحرين عام (1967م) واستطاعت سياراتها الخفيفة (داتسون) و سياراتها الثقيلة (نيسان) أن تكتسح سوق مبيعات السيارات في سنوات قليلة بسبب جودة صنعها و المعاملة الحسنة التي اتبعتها المؤسسة في التعامل مع زبائننا وتوفيرنا لقطع الغيار بشكل لم يسبق له مثيل في سوق السيارات بالبحرين.
في عام (1960م) حصلنا على وكالة شركة (توشيبا) اليابانية للأجهزة الألكترونية وكانت هذه الشركة متخصصة في إنتاج المعدات الثقيلة الى جانب الادوات المنزلية الكهربائية ,ولاقت بضائع هذه الشركة رواجاً كبيراً في سوق البحرين الى جانب تحسين المسئولين في الشركة إنتاجهم حسب النصائح التي نقدمها لهم كوكلاء من واقع مبيعاتنا في السوق وكمثال على ذلك إتجاههم الى انتاج مكيفات
(توشيبا) الكبيرة (السنترال)استجابة لطلبنا عندما لمسنا حاجة السوق الكبيرة لها ثم قاموا بتطويرها إلى ان اصبحت تحتل 70% من سوق المكيفات في البحرين حالياً ولم يتوقف المسؤلون في الشركة عن تطوير بقية انتاجهم حتى اصبحت (توشيبا) علامة بارزة للإنتاج الممتاز في جميع المجالات التي تخصصت بها سواء بالنسبة للمعدات الثقيلة او الاجهزة الكهربائية المنزلية أو المعدات الطبية وكنا قد اصبحنا من قبل وكلاء لشركات اخرى ناجحة مثل شركة (إجنس) الايطالية للأجهزة الكهربائية المنزلية و شركة ( يورك) الامريكية للمكيفات و المبردات (السنترال).
وعندما عادت في عام (1985م) شركة (فورد) للسيارات بعد المقاطعة العربية تم اختيارنا من قبل المسئولين في الشركة ,لنصبح وكلاء لجميع منتوجاتها من السيارات , لتجربتهم السابقة الممتازة معنا , ولاقت سيارات (فورد) الناجحة الصنع رواجاً كبيراً في سوق البحرين اما شركة (جي.إي.سي) البريطانية المتخصصة في انتاج المعدات الكهربائية المنزلية فقد انهينا وكالتنا لها مؤخراً بسبب تخفيضها للصناعات الخفيفة و توجهها الى الصناعات الثقيلة كالمولدات الكهربائية و مفاتيحها الى جانب عدم اتفاق آرآئنا مع كادر إدارتها الجديد.
كنت قد قررت في عام(1972م) ان اجعل أبنائي و بناتي و زوجتي عائشة شركاء في المؤسسة على ان يكون نصيب الذكور ضعف نصيب الإناث مثلما نصت الشريعة الاسلامية وقد توالى أبنائي على
العمل معي في المؤسسة فاروق ثم منى التي استقلت الان بعملها التجاري الخاص بها ثم فريد الذي التحق بالعمل عام(1974م) وبعد ان تدرب في أعمال المؤسسة اصبح الان مساعداً لفاروق ونائباً عنه في غيابه ثم ليلى التي أصبحت الان مسئولة عن العقارات وصيانتها وهم جميعاً أياد مخلصة تسندني في تحقيق المزيد من التقدم و النجاح في أعمالنا التجارية التي بدأتها منذ عام (1940م) لتصبح اليوم مؤسسة كبيرة ناجحة تتمتع بسمعة طيبة تحت اسم (يوسف خليل المؤيد (وأولاده)
واذا عدنا الى الوراء عشرين عاماً لنرى ما كانت عليه المؤسسة و كيف اصبحت اليوم لوجدنا ان سبب نجاحنا ,يكمن في المبادئ الرئيسية التي سرنا عليها وكان لها دور كبير في تطور عملنا التجاري وازدهاره وهي:
- احترام الزبون و الصدق في معاملته.
- كسب سوق واسعة لبضائعنا ,عن طريق الأرباح المعتدلة.
- دراسة أي مشروع تجاري, دراسة مستفيضة قبل الشروع في تنفيذه.
- توفير قطع غيار للبضائع الني تقوم المؤسسة بتسويقها في الوقت الذي كان سوق البحرين يعاني من نقص قطع الغيار رغم ما يتطلبه من تكلفة مادية مرتفعة الا أننا وجدنا ان هذه السياسة ستشكل على المدى البعيد سمعة جيدة لنا الى جانب المردود المادي الذي سيعود إلينا بسبب اقبال الناس على بضائعنا بعد أن يطمئنوا انهم سيشترون البضاعة بقطع غيار متوفرة عندما يحتاجون اليه خصوصا وأن قطع
الغيار يطيل من عمر البضاعة فلا يضطر المشتري الى استبدالها ببضاعة اخرى كما انه سيضمن بذلك عدم انخفاض سعرها كثيراً عندما يضطر الى بيعها وبالذات ما يتعلق منها بالسيارات وهو ما حدث بالفعل عندما قمنا ببناء كراج على اساس ان يكون من اكبر و افضل الكراجات حجماً و خدمة في البحرين و قد حقق ما كنا نتطلع اليه حيث غطى هذا الكراج احتياجات المؤسسة بالنسبة لتوفير الخدمة و قطع الغيار حسبما يتطلبه سوق السيارات.
- وضعنا ونحن نطور أعمالنا أوضاع الموظفين النفسية و المادية أمام اعيننا لاننا نعلم ان احترام الموظفين و تشجيعهم بالحوافز المادية و المعنوية نهاية كل عام سيجعلهم يبذلون جهداً مضاعفاً لتطوير أدائهم خصوصاً وان كل انسان يسعى الى توفير دخل افضل له ولإسرته.
-سهولة وصول الزبون لإي من المسئولين مباشرة من المبادئ الهامة التي سعينا الى تطبيقها و كانت عاملاً هاماً في نجاح المؤسسة لاننا نقوم بالاستجابة للشكوى مباشرة و بصورة حاسمة لكسب رضى الزبون.