جاءت جلستها صدفة بجانب صديقتها .. كانت من قبل تجد ألف حديث تتبادله معها
كانت تحبها وترتاح لها .. لم يكن ذلك يمنع من أختلافهما في الرأي أحيانا .. فيثور بينهما نقاشاً حاداً سرعان ما يزول كسحابة صيف ..
لماذا حدث هذا الخصام المؤلم بينهما هذة المرة ؟ هل من المعقول أن تتحول المشاعر الدافئه الحميمة التي كانت تجمعهما إلى هذا الأحساس البارد الذي تشعره وهي بالقرب منها .. قد يكون القلب متألماً لما حدث بينهما .. لكنها لا تجد جملة واحدة تتبادلها معها .. يمكن أن تذيب هذا الصقيع الذي تراكم على علاقتها .. وأخذ يخنقها .. ليجعلها تشعر وكأنها إنسانة غريبة عنها .. لا تلك الصديقة التي أحبتها كل هذا الحب .. وشاركتها أفراحها وآلامها سنوات طوال .
كمآلمها ذلك الشعور .. وكم أرهقها نفسياً لمدة تجاوزت العام .. كانت دائماً قريبة منها .. قد تختلفان في بعض الصفات الثانوية إلا انهما كانتا متشابهتان قي العديد من الطباع .. قي الصدق والصراحة , وعدم القدرة على التصنع .. كانت إذا التقت بأنسانة تحبها بدا ذلك واضحا من خلال الأستبشار الذي يرسم تقاسيمه على وجهها .. وإذا صادف أن تواجدت مع شخص لا تطيقه .. فإن ذلك الشعور بالنفور بيدو ساطعاً على ملامحها وأسلوب حديثها معه .
صادقة ومخلصة في حبها لصديقتها ..من لعب لعبته الخبيثة وشوه تلك العلاقة الرائعة ؟ كيف تحولت تلك الأنسانة المحبة في يوم وليلة الى كتلة من المشاعر الغاضبة الثائرة الجارحة ..؟ لماذا ؟ ما الذي أستدعى حدوث ذلك .. لماذا خسرت قلب أحبها من الأعماق
وأذابت أحاسيس الألفة والمحبة التي نسجت خيوطها الدقيقة بينهما خلال سنوات طويلة من الصداقة الغنية الدافئة .
إلا أنها لو عادت بذاكرتها الى الوراء وتعمقت في فهم العلاقة التي كانت تربطها بتلك الصديقة .. لأكتشفت أن ما حدث بينهما من فجوة أخثت تتفاقم مع الوقت .. مل يكن سببه سوء تفاهم أشعلته نفس أخرى لم تكن تضمر لها خيرا .. ولم يكن حدث طارئ كسر جوهر علاقتهما القديمة .. ومزق خيوط
المحبة النابعة من أعماقها والمتشابكة في إطار تلك الصداقة التي ظنت خاطئه أنها وطيدة وخالدة .. بينما كانت في حقيقتها هشة لم تستطع أن تحتمل أول إعصار قوي يجتاحها .. كانت تلك الصديقة قد إنساقت وراء نفس خبيثة .. وأصغت لما تحاول أن تبته من سموم قاتلة لصداقتهما .. وتأثرت بما حاولت هذه الأنسانه الحاقدة أن تزرعه في نفسها من سوء نية نحو تصرفات صديقتها المحبة .. حول إختلاف في بعض الآراء بينهما .. كانت ديانا تلاحظ أحياناً من حديث هدى ما ينم عن إعجابها بأنها أستطاعت مع الوقت أن تكون إسماً خاصاً بها قائم على مقدرتها كمحامة إلا أنها مثل غيرها ترى بريق إسمها .. لكنها لا تعلم بما تبذله من مجهود مرهق لكي تنجح في القضايا الموكلة إليها .. لتصبح بها محامية معروفة .. كما أنها لا تملك روح الإصرار الشديدة التي ربتها ديانا في نفسها منذ سنوات طويلة .. لقد عودت نفسها على أن تكون ملتزمة في كل عمل تتقوم به سواء كان يخص بعملها أو عمل تطوعي أجتماعى تقوم به لخدمة القضايا التي تهمها في مجتمعها ..الغريب في الأمر أنها لاتستطيع أن تحقد على أحد .. حتى لو أساء إليها .. وتكررت إساءته لها عدة مرات .
قالت لها يوماً أختها لطيفة :
" كيف يمكن أن تسامحي شخصاً أبدى لك سؤ نيته عدة مرات .. وجرحك كثيراً.. بهذه السهولة ..؟
وكانت ديانا ترد على أختها :
" لا أدري قلبي يسامح من يسئ إلي بمجرد أن يبدى شيئا من الطبية نحوي فأنسى ما فعل بي وأعتقد أنني سأفتح صفحة جديدة تقوم على حسن النوايا .. لكن الناس لا تتغير .. ومن لديه طبع يقوم على الحسد والنميمة لن يتغير .. وهنا تكمن نقطة ضعفي .. إذا سرعان ما أنسى ما سببه لي ذلك الشخص من جرح وغدر وآلام .. لأفتح قلبي من جديد .. لا أستفيد من تجاربي أبداً .."
لو تعلم صديقتها هدى أنها لا نصمر لها إلا كل الخير .. وتتمنى لها السعادة الزوجية وراحة البال .. لتصفو نيتها نحوها ,, لكن هل يمكن لعلاقتهما أن تعود قوية كما كانت .. ديانا تعلم أنها قادرة على أن تسامحها لو أنها إستطاعت أن تفهم شخصيتها ونواياها الطيبة حتى وهي تنتقد أمراً لا يعجبها لأنها لا تستطيع أن تتخلص من صداقتها وصراحتها عندما يكون التصرف
فيه إضرار للصالح العام .. لكنها أيضاً لا تجهل نفسها حكماً على تصرف الآخرين .. لأنها لا تصدر أحكاماً على أحد .. ولا تتدخل في شؤن غيرها الخاصة .. مهما تجاوز في إستخدام صلاحيات وظيفتة .. إلا إنها لا تسكت أيضاً على التجريح وإهانة الآخرين الذين يجعلون من أنفسهم قضاة يصدرون أحكاماً على الآخرين دون أن يدركو تجاوزاتهم في تصرفاتهم اليومية .. لأنهم لو فعلو لأدركو أن ليس من حقهم الحكم على الآخرين .. لأنهم يفعلون نفس ما يفعله غيرهم بدرجات مختلفة وتحت مسميات أخرى .
لقد أزدادت الشروخ النفسية عمقاً في نفسها .. إذ لا يمكن للكأس التي إنكسرت أن تعود كما كانت في صفائها .. كم تمنت أن يستفيد الناس من طاقاتهم في أمور منتجة .. بدل أن يتظرو إلى غيرهم .. ويحاسبوهم على ما يفعلون .. إن صفات صديقتها الحسنة تختفي تحت ركام تلك المشاعر السلبية
إن تلك الصديقة تملك صفات نادرة في أيامنا الحاضرة .. نفس محبة ومخلصة وأصيلة .. تنفعل بمشاكل غيرها وكأنها مشاكلها .. لديها صفات رأئعة .. لكنها تطمرها بما تتفوه به من كلام جارح . يخرج عنها عندما تكون في حالة إنفعال... أو تحت أي ضغط أسري وإجتماعي .. الناس يختلفون .. هدى عكس صديقتها .. تعامل الناس بلطف وتتفاعل مع مشاكلهم .. وتسعى إلى إيجاد الحلول لها .. لكيتنسى مشاكلها .. أو أي أمر يعكر صفو بالها .. وما أكثر المتاعب في حياتها وما أشد إرهاقها لنفسها .. يصل أحياناً إلى درجة المرض العضوي .. لكنها لم تدعها تؤثر أبداً على علاقاتها مع الآخرين .. هذه نعمة من الله أنعم بها عليها وتحمد الله عليها .. لكنها ما تمنت أبداً أن تتدهور علاقتهما بصديقتها القريبة من نفسها دائماً هكذا الى درجة الإبتعاد عنها تفادياً للمشاكل التي أصبحت تنتج عن أحتكاكهما .. لا تدريلماذا تشعر بأن هناك شخص آخرساهم الى حد كبير في زرع الحزازات بينها وبين صديقتها .. أما لماذا إنقادت صديقتها لهذه الإيحاءات الخبيثة .. وكسرت صداقة رائعة بينهما .. علم ذلك عند الله ومفس هذه الصديقة .. التي كانت تحبها كل الحب .. وتشاركها أفراحها وآالمها ولم تكن تعلم أن ذلك سينقلب يوماً على رأسها .. فتسيئ النية نحو كل تصرف تقوم به وكل كلمة تتفوه بها .. والنفس عندما يداخلها الشك في نوايا من تحب .. دون أن يكون لديها دليل إلا كلام الحاسدين تفقد بذلك عامل هام تنهار بعده الصداقة .. وهي
المحبة الصافية ... كثيراً ما سألت هدى نفسها .. كيف هان على صديقتها أن تخسر قلباً يحبها بكا هذا الصفاء ولأخلاص الذي عرفت به صداقاتها مع صديقاتها المخلصات الأخريات .. إلا أنها تعود وتذكر نفسها .. أن قوة الصداقة وضعفها تبرز في هذه المواقف .. وبيدو أن الصداقة التي كانت تعتز بها كثيرأ من قبل كانت هشة وضعيفة غير قادرة على مواجهه أي عاصفة .. فأنهارت وتهشمت عندما عصفت بها عاصفة القيل والقال والنوايا السيئه من طرفمن لا يحمل لها حباً ومودة .... ورحلت تلك الصداقة مع أدراج الرباح .. لأنها لم تكن عميقة الجذور .. ثقوم على المصارحة والتفاهم وحسن النية .. واليوم من الصعب جداً أن تلتئم الجروح تماماً بعد أن غرزت سكاكينها في نفس هدى .. وأصابتها بصدمة . جعلتها تبكي أياماً وأيام حسرة على ما حملته من حب وإخلاص لصديقتها .. ومع الوقت تعودت على عدم تواجد هذه الصديقة بجانبها بعد أن عوضها الله بمن يفهمها ويحبها من أعماق قلبهن من صديقات .. وضعهن القدر في طريقها ليملئن حياتها متعة وسعادة نفسية قائمة على الحب والتفاهم والإخلاص المتبادل ..