يحتفل العالم سنوياً بيوم المرأة في الثامن من شهر مارس، وذلك للدلالة على الإحترام العام وتقدير المرأة لإنجازاتها الإقتصادية والسياسية والإجتماعية. وبهذه المناسبة أجرت صحيفة الأثير حواراً مع القائم بأعمال سفارة مملكة البحرين في ماليزيا سعادة المستشار مرام أنور الصالح التي أشارت إلى أهمية تسخير "القوة الناعمة" في عمل المرأة بالمجال الدبلوماسي لتعزيز التعاون الثنائي بين الدول، إضافة إلى جملة من النصائح التي قدمتها للمرأة الدبلوماسية من خلال تجربتها الشخصية.
نعلم أنّ سقف الحرية في مملكة البحرين مرتفع خصوصاً بالنسبة للمرأة، هل لك أن تحدثينا عن دور حكومة مملكة البحرين في إسهام عمل المرأة دبلوماسياً؟
البحرين بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى وحرمه الأميرة سبيكة من خلال المجلس الأعلى للمرأة قدموا دعماً كبيراً للمرأة، وساعدوها في مجالات كثيرة، مثل الأحوال الشخصية، والوظائف والمناصب في جميع القطاعات الخاصة والحكومية، حيث يوجد لدينا وزيرات، وبرلمانيات، وعضوات في مجلس النواب، وسيدات أعمال..
وأخص بالذكر هنا تقدير الأميرة سبيكة للمرأة من خلال تكريمها سنوياً في مجالات عديدة مثل الطب والتعليم.. وفي هذا العام سيكون التكريم في مجال العمل الدبلوماسي، حيث يعتبر هذا العام عام تمكين المرأة في العمل الدبلوماسي بالبحرين.
حدثينا عن بداياتك في السلك الدبلوماسي من خلال تجربتك الشخصية في الهند والبحرين؟
عرض علي العمل في سفارة الهند وكان هذا شيئاً غريباً علي، وقد علمت أنّ هناك زملاء رفضوا ذلك لوجود صعوبات وتحديات في بلد مثل الهند. لكنّي قبلت هذا التحدي ولم أكن أعرف ماذا يخبئ المستقبل لي.
كانت لدي رغبة في خوض هذه التجربة، ولقيت دعماً من العائلة ومن وزارة الخارجية لقبول هذا العرض، وقد كانت وكيلة الوزارة الشيخة رانا بنت عيسى آل خليفة أول من أسهموا بدعمي.
خضت التجربة فعلياً في عام 2013، ووجدت أنّ أول ستة أشهر كانت صعبة علي لعدة اعتبارات منها، العادات والتقاليد، واختلاف الديانات والأعراق، وغيرها من التحديات، ولكني تغلبت عليها ونجحت نجاحاً باهراً على مدى سبع سنوات، حيث ترقيت في منصبي سريعاً، وأحمد الله أنًه تم تعيين في بلد مثل الهند التي أكسبتني العديد من العلاقات والخبرات وكيفية مواجهة التحديات.
تم تعيينك في ماليزيا كرئيسة للبعثة الدبلوماسية منذ منتصف العام الماضي، ماهي أهم الفروقات في العمل الدبلوماسي بين دولة ماليزيا والهند؟
قضيت إلى الآن سبعة أشهر ونصف في ماليزيا.. هذا البلد الجميل والهادئ، والذي يختلف كلياً عن الهند، فعلاقاتنا مع ماليزيا تتركز على السياحة لإقبال العديد من السياح البحرينيين لهذا البلد، كما تتركز على التعليم لوجود أكثر من 300 طالب بحريني يدرسون في مختلف المؤسسات التعليمية هنا.
إضافة إلى ذلك، تسعى سفارة البحرين في ماليزيا إلى توطيد التعاون الإقتصادي والإستثماري والدبلوماسي بشكل أكبر، فيما كان التركيز بالهند على التجارة والعمل القنصلي والعمالة الهندية في البحرين، علماً أنّ العلاقات البحرينية الهندية الإقتصادية ضاربة في التاريخ منذ مئات السنين.
بمناسبة يوم المرأة العالمي وعام تمكين المرأة في مملكة البحرين، ماهي النصائح المهمة التي تقدميها للمرأة الدبلوماسية من خلال تجربتك الشخصية؟
أنصح المرأة الدبلوماسية بالقراءة بشكل مستمر في كل المجالات منها التاريخ والسياسية حيث أنّ القراءة تثري الفكر وتنير العقول. كما أنصح أيضاً بالتعلم من تجارب الآخرين والإستفادة منها.
ثم إنّ ممارسة الصمت وانتقاء الكلمات والعبارات بالنسبة للمرأة الدبلوماسية يعتبر أمراً مهماً، حيث أنّ هذه الوظيفة حساسة ويتوجب أن تكون العبارات والكلمات موزونة ومبنية على معلومات دقيقة ومنظمة.
كما أنصح المرأة الدبلوماسية بالإعتناء بالمظهر والشكل الخارجي بما يمثل صورة البلد الذي قدمت منها المرأة، لأنّها تمثل بلدها في جميع أنحاء العالم لاسيما من خلال وسائل الإعلام.
وأنصح أيضاً إبراز تاريخ وثقافة البلد من خلال البرامج والأسواق الخيرية وعروض الأزياء بوصفها "قوة ناعمة".. وأنا أثق بأنّ المرأة الدبلوماسية تتمتع بمهارات كبيرة يمكن تسخيرها في المجال الدبلوماسي وتعزيز التعاون الثنائي بين الدول.
وأختم نصائحي للمرأة الدبلوماسية بالإخلاص في العمل وتقديم الأفضل، وإحترام العمل، من خلال تقديم مقترحات بناءة لحكومتها وبناء جسر العلاقات مع بلدها، وأن لا يقتصر على العمل المكتبي فحسب، حيث يتوجب عليها حضور المهرجانات والمؤتمرات واللقاءات الصحفية والمشاركة في الأعمال الخيرية، وتحقيق نتائج وإنجازات ملموسة.
في ختام حوارنا هذا، ماهي رسالتك بمناسبة يوم المرأة العالمي؟
بمناسبة يوم المرأة، أود أن أتقدم بالشكر إلى الرجل البحريني الذي كان العون والسند للمرأة البحرينية، ومن خلال تجربتي الشخصية فقد قدم رجال البحرين الذين التقيت بهم كل الدعم والمساعدة بشكل أو بآخر، ابتداءاً من أفراد عائلتي والمسؤولين في وزارة الخارجية والسفراء الذين تعاملت معهم.
الرجل البحريني شخصية متفهمة قدم دعمه للمرأة في كافة المجالات بشكله الصحيح.. وأنا أؤمن بمبدأ تكافؤ الفرص، وأؤمن بأن الرجل والمرأة يكملان بعضهما بعضا، لاسيما في عمل يمثل الوطن مثل العمل الدبلوماسي.