نشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية اليوم الجمعة مقالًا مطولًا عن الاقتصاد الأسترالى الأكثر نجاحًا فى العالم والدروس المستفادة من تلك التجربة الهائلة.
وتساءلت "إيكونوميست" ما هي أكبر مشكلة تواجه أمريكا؟ أو اليابان؟ أو بريطانيا؟ أو فرنسا؟ ومع اختلاف الآراء لكن هناك مخاوف من تباطئ نمو الدخول المتوسطة للعاملين بتلك الدول مع تضخم الديون العامة وتزايد أعداد السكان وخاصة كبار السن ممن يحتاجون الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية ما أسفر عن حالة من الغضب بسبب عدم معرفة التعامل مع تلك الأزمات في الولايات المتحدة الأمريكية وجميع الدول الأوروبية.
وعلى النقيض أشارت المجلة البريطانية إلى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في أستراليا حيث ارتفاع دخل الفرد وانخفاض الدين العام وتوفر جميع وسائل الرفاهية بالدولة وهو حلم بعيد المنال في معظم الدول الغنية.
وتابعت المجلة أن أستراليا تعيش أجواء الرفاهية والاستقرار الاقتصادي ربما لأن تلك الدولة بعيدة تمامًا عن باقى جيرانها ويعبش بها 25 مليون نسمة فقط.
وأوضحت "إيكونوميست" أن الاقتصاد الأسترالى هو الأكثر نجاحًا في العالم بين الدول الغنية حيث ظل ينمو منذ 27 عاما دون ركود وهو رقم قياسي بالنسبة للدولة المتقدمة.
وأكدت المجلة أن النمو التراكمي لأستراليا خلال الـ 27 عام تجاوز ثلاثة أضعاف ما حققته ألمانيا بنفس الفترة وارتفع متوسط دخل الفرد أربع أضعاف المواطن في أمريكا وأستقر الدين العام لنسبة 41 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي وهو أقل من نصف النسبة في بريطانيا.
وقالت "إيكونوميست" أن أستراليا تتمتع بالمصادر الطبيعية لخام الحديد والغاز الطبيعي الأمر الذى يضعها فى الصدارة بنفس المرتبة مع الصين التي تكتسح العالم بهذا المجال.
وأشارت المجلة إلى أن السلطات الأسترالية قامت عام 1991 بوضع نظم وإصدار قرارات صائبة تهدف لإصلاح نظامي الرعاية الصحية والمعاشات وأسست صناديق الاستثمار الخاصة حيث يقوم الأستراليون من خلالها بالادخار مقابل تقاعدهم ما دفع الاقتصاد الأسترالي للنمو رغم المعارضة الشديدة التى تعرضت لها الحكومة الأسترالية في بداية تنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي.