آخبار عاجل

العلاقة الرائعة بين الفاروق عمر والإمام علي رضي الله عنهما " الجزء الأول"

29 - 03 - 2020 9:51 3354

يشهد التاريخ الإسلامي بعمق  العلاقة الحميمة بين الفاروق عمر بن الخطاب والإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهما .
كان على بن أبي طالب   يعتبر عمر بن الخطاب مثل أباه الروحي وكان ملاصقاً له طوال حياته الطاهرة ..حيث وجدت الكثير من الأدلة التي تثبت ما ذكرت سأوردها جميعاً في هذه الحلقات  إلى أن أنتهي من جميع ما حصلت عليه من معلومات عن هذين الصحابيين الجليلين.                                                                   بدأت هذه العلاقةالروحية الحميمة منذ أن أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. وكانت أعز أمنيات النبي صلى الله عليه وسلم  أن يسلم هذا الرجل القوي المتعلم المخلص لما يؤمن به ..وكان علي بن أبي طالب يشارك الرسول الكريم هذه الأمنية لينتشر الإسلام بإقويائه .
لذلك قال على بن أبي طالب رضي الله عنه عندما سمع بإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه.    
“ذلك أمرؤسماه الله الفاروق فرقّ به بين الحق والباطل ،وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "أللهم أعز الإسلام بإحد العمرين "أخرجه الترمذي
 وكان الني صلى الله عليه وسلم يقصد بالعمرين ،عمر بن الخطاب وعمر بن هشام نظراً لما علم منهم من علم وثقافة وخلق.
وعندما حانت هجرة المسلمين من مكة إلى المدينةةلما تعرضوا له من أذى كانوا يهاجروا بالخفاء لكي لا يتعرضوا لهجوم الكفار ، لكن عمربن الخطاب  رفض أن يفعل  ذلك وأعلن إسلامه وهجرته وسط أهل قريش
فقال عنه على بن أبي طالب رضي الله عنهما
“ما علمت أن أحد من المهاجرين هاجر متخفياً إلا عمر بن الخطاب ..فإنه عندما أهم بالهجرة تقلد  قوسه وانقضى في يده سهماً ،ومضى إلى الكعبةوالملأ من قريش في فنائها فطاف بالبيت سبعاً متمكناً ثم أتى المقام "مقام إبراهيم "فصلى ثم وقف وقال لهم
شاهت "قبحت" الوجوه ،من أراد أن تثكله أمه (تفقده) أو يرمل زوجته فليتبعني وراء هذا الوادي "
وفي منا سبة أخري تحدث علي بن أبي طالب رضي الله عنه  عن اعتزاز الرسول الكريم  بعمر  وأبوبكر الصديق رضي الله عنهما  حيث قال
“كنت جالساًعند رسول الله صلى الله عليه وسلم .فأقبل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فقال  عليه السلام
“هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين
عليهم السلام ،ولا تخبرهما يا علي "
وكان علي رضي الله عنه يقول أنه طالما سمع الرسول الكريم يقول "جئت مع أبو بكر وعمر ورحت مع أبو بكر وعمر " .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد ربى عمر بن الخطاب  عى التفقه في الدين الإسلامي ،لإنه كان  يميل إلى تأمل الأشياء والتفكر  قبل أن يصدر الحكم على أحد ،وكانت أحكامه تعبر عن حكمته وسعة أفقه وعمق مداركه وذكاء قلبه وغزارة علمه وتبصره الدقيق في الناس والحياة.
و كان لعمر بن الخطاب مكانة كبيرة في الجاهلية وفي الإسلام
كان علي بن أبي طالب يؤيد اجتهاد  عمربن الخطاب رضي الله عنه فيما يتعلق بإحكام الدين الإسلامي التي لا يوجد لها نص أثناء حكمه
فعندما أصبح عمر بن الخطاب رضي الله عنه خليفة للمسلمين دعى إلى صلاة التراويح بعد أن كان يرى المسلمين  يصلون فرادى في رمضان
فقال لهم "والله لإظن لو جمعنا هؤلاء على قاريءواحد (أي إمام واحد )لكان أمثل " أفضل" “ ،
فأمر أبي بن كعب أن يكون إمامهم في رمضان .
ثم أرسل إلى حكام سائر بلاد الدول الإسلامية يدعوالناس لصلاة التراويح في شهر رمضان .
ومر علي بن أبي طالب رضي الله عنه  بالمساجد في رمضان فرآها مضيئة وعامرة بالمصلين، وكانت من قبل تغلق أبوابها بعد صلاة العشاء في رمضان،
فقال"نوّر الله لعمر في قبره،كما نور المساجد بالقرآن "
وهكذا أصبح الناس يصلون التراويح في رمضان ويقرأون القرآن ويتدبرون فيه  خلاله.
وكان الخليفة  عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد اختار منذ توليه الخلافة الإسلامية  على بن أبي طالب رضي الله عنه ليكون المستشار الأول أثناء حكمه كخليفة للمؤمنين ،وعندما كان يسافر يقوم بتعيينه  خلفاً له لإعجابه بفقهه وحكمته وكان يقول دائماً                                              " أقضانا علي"                                                                         وكان عمر بن الخطاب يقول أيضاً                                                   "أعوذبالله من معضلة ليس لها أبو الحسن "                

إذ كان عمر  يعتبر  على بن أبي طالب في عهده ،عالم المدينة،وعبدالله بن مسعود عالم الكوفة ..أما عالم الشام فكان إبن الدرداء

وإذا التقى العلماء الثلاثة كان الإثنان يسألان علي ولا يسألهم هو رضي الله عنهم جميعاً.

كان علي بن أبي طالب إلى جانب عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أثناء حكمه يشد من أزره ولا يبخل عليه برأيه ويجتهد معه في أمور الدولة الإسلامية وفي الأمور القضائيةوالإدارية والسياسية

ولنبدأ بالأمور القضائية التي تناولها علي بن أبي طالب في أثناء حكم  عمر بن الخطاب      

*إمرأة تعتريها نوبات من الجنون :                                                 حكم عمر برجم إمرأة مارست الزنى فذهب الجمع ليرجموها..فالتقى بهم على بن أبي طالب رضي الله عنه فسألهم

"من هذه؟ "

أجابوا "إمرأة زنت فأمر عمر برجمها "

لكن علي انتزعها من بين أيديهم وردهم .

رجع الناس إلى عمر بن الخطاب وأخبروه أن على بن أبي طالب رفض رجمها

أجاب عمر "ما فعل علي هذا إالا لشيء علمه "

فأرسل عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنهما  ليأتي له

جاء على وهو شبه غاضب

فسأله عمر "مالك ياعلي رددت هؤلاء؟"

فرد على "أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول”رفع القلم عن ثلاثة:النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر،وعن المبتلي حتى يشفي" "

رد عمر  "بلى"

فقال  على  "هذه المرأة مجنونة،وقد أتاها صاحبها دون أن تعلم"

فقبل عمر برأي علي رضي الله عنهما  ولم يرجم المرأة لإنه لم يكن يعلم بإنها مجنونة.

 

*حكم عمر بن الخطاب على سيدة بالرجم لإنها زنت واعترفت بذلك وكانت حامل،لكن على  أبي طالب اعترض على حكمه قائلاً

“إن لك سلطان عليها ،لكن ليس لك سلطان على ما في بطنها.أي (يجب أن تنجب إبنها أولاًثم أرجمها )"

وسأله علي بن أبي طالب إذا كان قد نهرها أو أخافها وهو يحاسبها كقاضي ،رد عمر بن الخطاب بأنه قد فعل ذلك.

       أجاب علي رضي الله عنه "ألم تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول

"لا حد على معترف بعد بلاء ،أنه من قيدت أو حبست أو تهددت فلا إقرار لها"

       فخلى عمر سبيل المرأة ،ثم قال

“عجزت النساء أن تلد مثل علي بن أبي طالب ،لولا علي لهلك عمر"

ولا يدل هذا الحديث علي عجز عمر عن  بن الخطاب عن القضاء .وإنمايدل على  إيمانه بالمشاورة مع من لديه علم غزير في القضاء الإسلامي مثل علي بن أبي طالب والتسليم برأيه وهو يعلم بقول رسواالله صلى الله عليه وسلم "أنا مدينة العلم وعلي بابها " أي أنه تعلم أحكام الدين الإسلامي  والتشريعية والفقهية على يد الرسول الكريم  .

فأي تقدير هذا وإعزاز أكثر من ذلك من الخليفة عمر بن الخطاب  لرفيق دربه ومستشاره الأول  على بن أبي طالب رضي الله عنهما .
كان على بن أبو طالب  بصفته المستشار الأول في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ،وساعده  الأيمن في القضاء وتسيير شؤون الدوله بعد أن توسعت الفتوحات الإسلامية في أثناء خلافته .

ولقد ذكرت من قبل بعض القضايا الشرعية  التي كان يستشير   الخليفة عمر بن الخطاب مستشاره الأول علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وهي :

 *تزوجت إمرأة  من شخص أثناء عدتها ..ففرق عمر بينها وبين زوجها وأعاد الصداق إلى بيت المال.

وصل ذلك الحكم الذي قضاه عمر إلى علي بن أبي طالب فجاء لعمر بن الخطاب وقال له

“وإن كان قد جهل الزوجان هذه السنة ،فلها المهر فيما استحل من فرجها..ويفرق بينهما .فإذا انقضت عدتها .،فهو خاطب لها من ابن الخطاب "

فوافق عمر على حكم علي في هذه القضية 

*وقفت سيدة أمام الخليفة عمر بن الخطاب ليحاكمها بعد أن تعلقت بشاب من الأنصار ..وعندما لم يقبلها ،احتالت عليه ،بإن أخذت بيضة وألقت بصفارها ،وصبت البياض على ثوبها وبين فخذيها ..وصرخت وهي تقبل على الخليفة عمرلتشتكي اعتداء الشاب على عرضها قائلة :

"هذا الرجل ،غلبني على نفسي ،وفضحني بين أهلي ،وهذا عمله "

فسأل عمر النساء فقلن أنهن رأين على ثوبها وفخذها أثر المني .

فأراد عمر عقوبةهذا  الشاب ،لكنه استغاث مدافعاً عن نفسه بإنه لم يمسها بعد أن حاولت إغرائه .

احتار عمر وكعادته استشار  علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قائلاً

"يا أبا الحسن ما ترى من أمرهما "

نظر علي إلى ما على ثوب المرأة ،ثم جاء بماء حار شديد الغليان وصبه على الثوب فجمد ذلك البياض ،ثم أخذه وشمه وذاقه فعرف طعم البيض، وزجر المرأة فاعترفت بكذبها .

*مر عمر ببيت في المساء كعادته في تفقد شئون رعيته ،فسمع صوت رجل وإمرأة يبدو من أصواتهما أنهما يمارسان الجنس ،وعند الصباح سأل عنهما ،فقيل له أنهما غير متزوجان،فأمر عمر بتطبيق عقوبة الزنى عليهما

لكن علي بن أبي طالب قال له

"أجئت عليهما بإربعة شهود "

فقال عمر" أنه شهدهما وحده".

فقال علي" لله أنه لا يحق عليه أن يحكم بعلمه وحده فعسى أن يكون قد شبه له ،أو أخطأ،لذلك لابد من تواجد الشهداء الأربعةكما نص القرآن وجرت السنة "

فوافقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه،وكان يشدد في العقوبة بسبب تفشي الفاحشة  بسبب الفتوحات الإسلامية وتغير الظروف الإجتماعية ،ولم يكن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أقل منه تحرجاً وتشدداً،لكنه أراد أن يحمي الناس من الأخذ بالظاهر  

*وكان عمر يعتز بفقه علي الديني ويبحث عنه في القضايا المعقدة ..وفي يوم  جاءت إلى عمر بن الخطاب قضية معقدة لكي يفتي بها شرعياً ،فجمع إليه الصحابة رضي الله عنهم  ،وعرضها عليهم قائلاً"أشيروا لي"(انصحوني)

فقالوا جميعاً " ياأمير المؤمنين ،أنت المفزع  وأنت المنزع "

فغضب عمروقال "اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً"

فقالوا "ياأمير المؤمنين ما عندنا مما تسأل عنه شيء"

فقال عمر رضي الله عنه :أما والله أعرف من لها "

فقالوا" كأنك تعني علي بن أبي طالب "

قال عمر "إنهضوا بنا إليه في بيته يؤتي الحكم"

فذهبوا إليه فوجدوه جالساً في بستان يقرأ الآية الكريمة

"أيحسب الإنسان أن يترُك سدُى" يرددها وهو يبكي

قال له عمر بن الخطاب وهو يشير إلى صاحب المشكلة

"أتى هذا الرجل فذكر أن رجلاًأودعه أمرأتين لكنه توفى عنهما ،فكانت كلتاهما تدعي الإبن لها وتنفي البنت من أجل الميراث .فطلب علي بن أبي طالب قدحاً،وقال لإحدى المرأتين

"إحلبي " فحلبت ،ثم طلب من الأخرى أن تحلب للطفل ،فوجد مقدار حليبها نصف المرأة الأولى ، فقال لها "خذي أنت إبنتك "

وقال للأولى "خذي أنت ولدك "

ثم قال" لبنة البنت نصف لبن الولد وميراثها نصفه "

فأعجب عمر ومن حوله بحكمة قضاء  علي وقال له "يا أبا الحسن ،لا أبقاني الله لشدة لست لها ،ولا لبلد لست فيها ".

 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved