آخبار عاجل

كيف يتعلم الأبناء قوانين آبائهم .. لـ « سلوى المؤيد »

17 - 05 - 2020 11:06 4220

الحلقة الـ 8 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا  تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة  : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :   كيف يتعلم  الأبناء قوانين آبائهم   .

..............................                                                              

لا يولد الأطفال بفهم غريزي   للقواعد المطلوبة منهم للسلوك الصحيح ..من يقوم بهذه المهمة هم الآباء ..ولكي يقوم بها الآباء فإن عليهم أن يدركوا الدور الخطير الذي يلعبوه في حياة أبنائهم .. بإن يتعلموا الطرق السليمة في توجيه هؤلاء الأبناء إلى التصرفات الصحيحة  إلى جانب  دورهم في زرع الإحساس بالإطمئنان والثقة في أعماقهم ..والرغبة في تطوير أنفسهم  بإنفسهم .
  والسؤال الهام هنا ..متى يتعلم الأبناء هذه القواعد من آبائهم ؟.
 يؤكد خبراء التربية أن من واجب الآباء أن يبدأوا في ذلك التعليم منذ سنوات الطفولة بإسلوب واضح ومفهوم ..فيتعود عليها هؤلاء الأبناء عندما يكبروا ..وتصبح جزء من سلوكهم اليومي .
  كلنا نعلم أن الأطفال لديهم فضول غريزي للمعرفة ..وأحب الأشياء إليهم أن يكتشفوا  الأجهزة  المتواجد ة حولهم في البيت ..من تلفزيونات وأجهزة تسجيل وراديو هات ..كل تلك الأزرار..  والألوان تستهويهم ..فتمتد آياديهم للإمساك بها ..فماذا يكون رد فعل آبائهم ..؟ هناك آباء يوجهون إليهم نظرة غاضبة ويضربوهم على آياديهم حتى لا يمسكوا ذلك الشيء مرة أخرى .. و يكررون كلمة لا تمسك أو لا تفعل ذلك ويشرحون ويفسرون لهم دون أن يعاقبوا أطفالهم حتى يضعوا  حداً  لعبثهم المضر بإجهزة البيت أو لتصرفاتهم الأخرى الغير صحيحة .
أما بعض الاباء فيضع أمام طفله خيارات محدودة  آخرى  لكي يتوقف عما يفعل بحزم على أساس أن ما وضعوه أمر جازم لا يناقش ولا عودة بعد اختياره لما طلبه   من والديه ..وبذلك يتوقف عن سلوكه الخاطىء .
هذه الطرق الثلاثة في التربية هي الإطار الذي تحدثت حوله في الحلقات الثلاثة السابقة لكن الأبناء يستمرون في اختبار آبائهم ومدى قوتهم   وضعفهم في الإلتزام  بحدودهم  ..وتستمر هذه المحاولات أكثر من عشرة مرات أحياناً حتى تترسخ هذه الحدود في مفهومهم وتصبح جزء طبيعي  من سلوكهم اليومي ..وتتطلب هذه الفترة من الإختبار من الآباء صبرا  وإصراراً  وفهماً واحتراماً  لشخصية  هؤلاء الأبناء  حتى ينمو لديهم القدرة على اتخاذ القرار وتحمل مسؤليته .   
 كما علينا أن لا ننسى أهمية أن تكون  الرسالة التي يوجهها الآباء إلى أبنائهم واضحة ..وتطبيق  حدودهم  لردع السلوك السىء ثابتة  ..وبتكرارها سيتعلم هؤلاء الأبناء كيف يحترمون تلك الحدود ويكونوا مسؤلين عن تصرفاتهم ونتائجها السلبية أو الإيجابية .
ولنضرب مثال على ذلك ليسهل على الآباء فهم ماذكرته وتطبيقه .. لنفترض أن أم قالت لإبنها أن موعد نومه الساعة الثامنة والنصف ..وتأخر في نومه إلى الساعة التاسعة ..وتعود على ذلك ..ماذا سيتعلم الطفل هنا ؟ سيتعلم أن موعد نومه الساعة التاسعة وليس الساعة الثامنة والنصف .. لكنها إذا قالت لإبنها أن موعد نومه الساعة الثامنة والنصف ..وأصرت على أن ينفذ  هذا الموعد في الوقت الذي حددته له بالضبط ..فإنه عن طريق التكرار سيتعود على أن موعد نومه لن يتغير وعليه أن ينفذه كما هو ..وإصرار الأم هنا على تنفيذ الموعد هو الفعل الذي يؤكد القول بإن موعد نومه الساعة الثامنة والنصف ..وبذلك سيذهب الطفل فوراً إلى الفراش ..لإنه يدرك أن أمه تعني ما تقول ومصرة عليه وسيجد عقاباً إذا لم يطبقه .
 وعندما تتطابق أفعالنا مع أقوالنا كآباءباستمرار..سيتعلم  أطفالنا أن يأخذوا كلماتنا بجدية وسيدركوا القواعدأو الحدود التي وضعناها ..وعندما لا تتطابق  أقوالنا مع أفعالنا سيتعلم  أطفالنا كيف يتجاهلونها على أساس ما لديهم من خبرة بالنسبة لتساهلنا معهم عندما قاموا بكسرها من قبل ...وهذا  الأساس  في عدم القدرة على الإتصال بيننا وبين أبنائنا  هو مصدر إنهيار عملية التعليم والتعلم بالنسبة  للطرق التي نستخدمها لتعديل سلوك أبنائنا من خلال وضع الحدود لهم ..لكن أكثر الآباء لا يدركون  ذلك ..ويواصلوا تعليم قواعدهم لابنائهم بنفس الكلمات التي لا تدعمها  أفعالهم بينما يتعلم هؤلاء الأبناء من هذه الأفعال .



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved