نظمت المؤسسة الاتحادية للشباب حلقة شبابية افتراضية بعنوان «بناء المستقبل الذي نريده»، وذلك في إطار دعم الإمارات لمبادرة UN75 # التي تنطلق بالتزامن مع احتفالات منظمة الأمم المتحدة بالذكرى الـ75 لتأسيسها، وتطرح رؤية ورسالة الشباب الإماراتي ليتم مناقشتها عالمياً وعبر منصة الأمم المتحدة، للمساهمة في إيجاد أفضل الوسائل والآليات لدعم الشباب وتأهيلهم ليكونوا ركيزة رئيسة في حوار عالمي فاعل لمواجهة التحديات العالمية الكبرى، وابتكار الحلول المناسبة لعالم ما بعد أزمة «كوفيد 19» والوصول إلى تصورات لبناء مستقبل أفضل للعالم.
وشهدت الجلسة حضور معالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب، رئيسة مجلس إدارة المؤسسة الاتحادية للشباب، وسعيد النظري مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب، وفابريزيو هوتشيلد المستشار الخاص للأمين العام بشأن التحضير للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لمنظمة الأمم المتحدة، والدكتورة دينا عساف منسق الأمم المتحدة المقيم بدولة الإمارات، بالإضافة إلى عشرات الشباب من داخل دولة الإمارات.
تعاون
وأكدت معالي شما المزروعي في كلمتها التي ألقتها في هذه المناسبة، على الأهمية الكبيرة للتعاون مع منظمة الأمم المتحدة في هذه المبادرة العالمية التي ستشكل مشاركة الشباب في فعالياتها إضافة مهمة لتعزيز مساهمة الشباب في ابتكار أفضل الحلول للقضايا العالمية، كما أنها ستشكل في الوقت ذاته تأكيداً على الدور الكبير للشباب في صياغة منظومة العمل المستقبلي لجميع القطاعات الحيوية.
وقالت معاليها: «يمثل الاحتفال بالذكرى الـ75 لتأسيس الأمم المتحدة منصة لتلاقي العقول وتلاحم الشعوب للمشاركة بصياغة رؤية موحدة لمستقبل البشرية من خلال حوار شامل وبناء، والذي سيلعب فيه الشباب دوراً رئيسياً في تقريب وجهات النظر والتحدث بلغة عالمية تهدف إلى معالجة التحديات الأكثر تعقيداً في العالم والمساهمة في تحقيق السلام والتقدم والازدهار لشعوب العالم».
وبينت معاليها أن شباب العالم اليوم يقفون على مفترق طرق وعلى الجميع التكاتف والتعاون لمواصلة الجهود لتعزيز العمل المشترك متعدد الأطراف، وقالت معاليها: «المرحلة المقبلة تتطلب مساهمة أكبر من الشباب حول العالم، والذين كان لهم دور فاعل في دعم ومناصرة التوجهات العالمية لمواجهة القضايا والتحديات العالمية الكبرى، مثل تغير المناخ والعنصرية وعدم المساواة بين الجنسين والرعاية الصحية وتحقيق السلام والفوارق الاقتصادية بين دول العالم».
عطاءات
وأكدت معاليها أنه لا مستقبل بدون قطاع عالمي للشباب وبدون صوت مسموع للشباب، مشيدة بالدور الذي قام به الشباب للمساهمة الفاعلة في تخطي أزمة «كورونا»، وقالت معاليها: «كان الشباب العمود الفقري لخط الدفاع الأول بعملهم في القطاع الصحي وغيرها من القطاعات الحيوية وابتكار أفضل الحلول خلال تطبيق الإجراءات الاحترازية المصاحبة لأزمة كورونا في مختلف دول العالم».
وأضافت معاليها: «الشباب يشكلون النواة للعالم الجديد، ولن نتمكن من إحداث التغييرات المطلوبة إلا من خلال الاستماع لصوتهم، وتوفير الفرص المناسبة لهم للتعبير عن آرائهم ومقترحاتهم وتوظيفها بالشكل الأمثل في جميع المجالات والقطاعات».
وأكدت معاليها أن دولة الإمارات تفخر بشباب الوطن، وتضع قضايا الشباب ضمن أول اهتماماتها لإيمانها المطلق بأنهم الثروة التي تضمن من خلالها الوصول للمستقبل الذي تريده، وقالت معاليها: «تشكل الحلقات الشبابية منصة تجمع الشباب في دولة الإمارات لمناقشة موضوعات محددة وتترك لهم المجال لتقديم الأفكار وابتكار الحلول للتحديات الحالية، والتي أصبحت اليوم ركيزة رئيسية في بناء السياسات والبرامج والمبادرات التي تسهم في بناء التصورات للمستقبل الذي يكفل غد أفضل للشباب».
وقالت معاليها: «إن أزمة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد تحمل في طياتها العديد من الفرص للشباب من أجل توظيف طاقاتهم للابتكار، وإيجاد أفكار غير تقليدية ترسم ملامح مستقبل العالم في العديد من المجالات مثل التعليم والتوظيف والمناخ والبيئة والاقتصاد».
وأشارت معاليها إلى أن التعامل مع أزمة كورونا يأتي وفق محورين، أولهما هو ضرورة تقبل الواقع كما هو ورؤية التحديات مجردة ومحاولة إيجاد حلول لها وفق رؤية عملية من أجل حصد النتائج، أما المحور الثاني فهو التفاؤل في طرح النظرة المستقبلية للعالم بعد الأزمة.
وفي هذا الصدد أكدت معاليها أن النظرة المستقبلية هي محاولة التنبؤ بما سوف يبدو عليه العالم خلال المرحلة المقبلة من خلال تحديد مجالات التطوير التي تنبثق من الفرص الكبيرة الناتجة عن أزمة كورونا.
وأضافت معاليها: «من المؤكد أن العالم قبل كورونا ليس هو العالم بعده، وما يمنحنا الثقة بغد أفضل هو الأمل، حيث توجد حالياً فجوات في العديد من القطاعات مثل التعليم والبيئة والاقتصاد، وستكون طاقات الشباب هي الأمل الذي سيسد تلك الفجوات بالعمل وبذل الجهد».
وأكدت معاليها أن الأمل هو صناعة إماراتية تتجسد حالياً في مشروع مسبار الأمل الذي سيصل بطموحات الإمارات والمنطقة إلى المريخ بعد أقل من شهر من الآن، مشيرة إلى أن الشباب يتمتعون بقدرة على طرح الأفكار الخلاقة لحل المشكلات، ويتمتعون بمرونة كاملة في التعامل مع مختلف الملفات الحيوية مثل التعلم والصحة وتوظيف ما تعلموه في المجال الصحيح، كما يمتلكون رؤى مستقبلية تصلح للعالم بأسره.
تأهيل
من جهته، قال سعيد النظري: «إن الشباب هم طاقة من العمل، ويمكنهم بذل المزيد من الجهد والعطاء لتعافي العالم من أزمة كورونا في مختلف أنحاء العالم، ونعمل على تأهيل الشباب الإماراتي وصقل قدراتهم برؤية عالمية تعي التحديات وتقدم الفرص لهم من أجل مستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة، كما نعمل على مشاركة شباب العالم رؤاهم وطموحاتهم من خلال العمل المشترك مع مختلف المنظمات الدولية حول العالم».
وأضاف: «يمثل الاحتفال بالذكرى الـ 75 على تأسيس منظمة الأمم المتحدة فرصة كبيرة للشباب للتعبير عن آرائهم وإيصال صوتهم إلى العالم، وإبراز قدرتهم على قيادة الجهود الدولية وتوحيد الأمم في شتى أنحاء الأرض من أجل ما فيه خير للبشرية جمعاء».
وخلال اللقاء، توجه فابريزيو هوتشيلد بالشكر إلى قيادة الإمارات على دعمها الكبير في إطلاق مبادرة UN75 # ودورها القيادي الذي تلعبه على مستوى العالم من أجل مستقبل أفضل لكل شعوب الأرض.
وتحدثت دينا عساف عن الدور المحوري الذي تلعبه دولة الإمارات في صناعة الأمل في المنطقة ومساعدة منظمة الأمم المتحدة في مختلف مساعيها الرامية إلى تحقيق التنمية في كل بلدان العالم.
وشهدت الحلقة الشبابية تفاعل واسع من الشباب المشاركين في طرح العديد من الرؤى والأفكار حول مستقبل مختلف القطاعات العالمية.
طرحتها «الاتحادية للشباب» خلال حلقة افتراضية دعماً لمبادرة UN75 #