آخبار عاجل

الباب الثاني.. مرحلة الشباب.. ما بين المؤيد والصحاف .. قصة عائشة بنت البيت العود

19 - 06 - 2020 5:58 4378

 

 

سئلت مرة عن حياتي في مرحلة الشباب وكيف انعكست تلك المرحلة على مكانتى  في العائلة 

كواحدة من البنات في البيت العود، وكان جوابي هو عبارة ممزوجة بالأسى ثم توضيح بقول أن بنات عائلة المؤيد . وبنات العائلات الأخرى اللواتى عرفتهن فى الحى لم يعرفن مرجلة الشباب ولم يتمتعن بسن الشباب ..

لا داعى للإستغراب فما اقولة هو توصيف للواقع وللحياة التى عشناها. فالبنت فى ذلك الوقت كانت خرة وطليقة وتطير كالفراشة عندما تكون طفلة تلعب مع البنات والأولاد داحل البيت وفى محيطة .ما أن تصل لسن التسع سنوات حتى تتقاذفها العيون. عيون الراغبين فى الزواج والباحثات عن زوجات للغيرمن الرجال (الخطابات) وهنا أذكر بحكاية الأمتحان الذى قدم لنا نح البنات عندما كنا نلعب . لا بهدف اختبار ذكائنا كما كنا نظن ولكن بهدف معرفة صلاحيتنا للزواج.

وهي ما أن تدخل هذه المرحلة، وعلى مدى الخمسة اللاحقة يضيق الخناق عليها فلا خروج من البيت الا فيما ندر ولا أختلاط بالشباب .واذ ما رغبت البنت مخالطة ومجالسة النساء. الأمهات والجدات اللواتى يجتمعنفى فناء البيت مع زائرتهن من نساء الحى . تتعرض للطرد والإبعاد.

  قومى بنتى روحى دارك ...... عيب البنات لا يجلسن مع النساء الكبيرات .....

 

وعندما اسمع هذا الأمر أقوم مبتعدة عن مجلسهن ونا أسأل نفسى : لماذا تتصرف الأمهات معى ومع البنات الأخريات بهذة الطريقة, هل هو بدافع عدم الثقة والخوف من أن اسمع بعض من حكاياتهن الخاصة كمتزوجات .

واذ كانهذا صحيحا فكيف يعملن على إعداد بناتهن ويمنعن من  الأختلاط ومجالسة النساء المتزوجات......

سؤال اخر : كيف يردن منى ومن البنات الآخريات فى العائلة أن ابنى شخصيتى واوجد لى مكانة وسط بنات العائلة والحى وحتى المجتمع وهن لا يسمحن لنا بالتعبير عن رأينا فيما نراة ونعيشة وتعامل معة فى البيت , بل أن البنت عير مسموح لها بالسؤال وبمعرفة اسباب اتخاذهم قرارا يخصها هى شخصيا .

أتدرون أن الكثيرات من البنات من داخل العائلة وخارجها أرغمن على الزواج وهن لا يرغبن فية أو لا يجدن انفسهم مستعدات لة , وأن غلب البنات قاومن محاولات تزويحهن , لكنهن أنهزمن أمام سطوة الرجل ورأى الأب الذى لا يناقش ....

 وسط هذة الأجواء وجدت نفسى فاقدة لكل شىء . فقدت مرجلة الشباب ولم أعرف عنها شيئا , فالشباب عند الأمم الأخرى هو الحرية , هو الأنطلاق ,هو المجادلة والأبداع , أما لدينا فكل هذه ممنوعات , والبنت أو الفتاة مانا فى البيت وليس من حقها أن تحرج .....

 

قلت فى ( الباب الأول) أننى ألتحقت بمدرسة الأرسالية الأمريكية لفترة وجيزة , وأرغمت على تركها لأعتقاد من بعض رجال العائلة أن هذه المدرسة قد تحاول تنصير من يلتحق بها من المسلمين . لم يسألنى والدى ولأ أى واحد من الرجال عن صحة هذات الأعتقاد . وعن ما اذا سمعت أو لمست اثناء وجودى فى المدرسة ما يدل على الدعاية للنصرانية والطلب من المسلمة ان تتحل الى مسيحية هم وحدهم الرجال الجالسون فى البيتوفى الدكاكين أعتقدوا وظنوا وقرروا . أما البنت كبرت أم صغرت فلا رأى لها ولا عليها أن تعصى الرجل أو تخرج من طاعتة .

هذا المثل_ مع أمثلة وحوادث أخرى أوصلتنى لقناعة مفادها أنة لا شخصية للبنت أو الفتاة فى المجتمع . وانه غير مطلوب منها أن تكون لها شخصية أو مانة وسط بيت العائلة . أما المثل الثانى الذى ذكرتة آنفا ايضا فهو أننى ألتحقت فى وقت لحق بمدرسة عائشة أم المؤمنيين . ولا لكنى تركتها بعد أن اكملت السنة الاولى أبتدائى وذلك بسبب غضبى على مديرة المدرسة . التى كانت تطلب منى الأهتمام بإبنها وإرضاعة بزجاجة الحليبوفى يوم اتهمتنى مديرة المدرسة أننى أشرب من الحليب . فغضبت من أتهامها ورفضت ان اقوم بهذة المهمة وبعدها بيومين شتمنى أبن المديرة        . فشتمتة , وانا بطبعى لدية كبرياء ,عالية منذ صغرى فخرجت من المدرسة ولم أعد.

 

كان على المرأة فى ذلك الوقت أن تجلس فى البيت , وتشارك النساء والفتيات الأعمال المنزلية التى تتعلمها منهن, فهى تتمرن على أن تصبح واحدة مثلهن , اليوم هنا أمهات وجدات وقبل ذلك كن بنات مثلنا , ومصيرهن ومصيرنا ايضا للزواج ومن ثم العناية بالزواج و الأبناء، وهو ما يجب على أن أتعلمه و أمارسه و إظهار شطارتى و إبداعي و تميزي فيه، لم يكن يفيد تعليم المرأة شيًا مهمًا فى ذلك الوقت لذلك خرجت من مدرسة عائشة أم المؤمنين.



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved