قالت فضيلة شمة يوسف الظاهري عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي إن التصدي لوباء كورونا المستجد يستدعي شحذ همم العلماء لإفراغ الوسع وبذل الجهد للموازنة بين الأدلة وربطها بالأصول الشرعية والمقاصد العامة للوصول لاجتهادات فقهية قائمة على أسس شرعية معتبرة لعلاج واقع الناس ومراعاة مصالحهم ودفع الضرر عنهم.
وأشارت إلى أن مؤتمر «فقه الطوارئ» الذي سينظمه مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي في شهر يوليو المقبل يأتي مواكبا لهذه الظروف الطارئة التي يمر بها العالم، كما يأتي تماشيا مع رؤية القيادة الرشيدة لتعزيز قيم التعاضد والتعاون لتجاوز هذه الأزمة كل وفق تخصصه ومجاله، مؤكدة أن دور العلماء في هذه الجائحة من الأهمية بمكان لتعلقه ببيان أحكام ديننا وشريعتنا الغراء، مما سيسهم في الوصول لحلول شرعية تسهل على الناس أمور حياتهم، وتدفع عنهم المشقة والضرر.
ولا شك اننا نعيش اليوم واقع تفشي وباء كورونا المستجد الذي اجتاح العالم بأسره دون استثناء أو استئذان وعليه استجدت على الناس أقضية أثرت على عباداتهم ومعاملاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية، مما أوقع الناس في حيرة في معرفة حكم الله.
وأضافت إن ديننا الإسلامي الحنيف، دين سماحة وحكمة ورحمة واعتدال، يراعي تطورات الحياة وتبدل أحوالها، ويخلق التوازن بين أحكامها وغاياتها لتحقيق مصالح العباد ودرء المفاسد عنهم، وقد أودع الله تعالي فيه من النصوص الشرعية الثابتة ما يكفل للفقيه المتبصر الاجتهاد لاستنباط حكم الله تعالى فيها مهما استجدت النوازل واستحدثت القضايا.
وأوضحت الظاهري أن العلماء أقروا قاعدة فقهية أصيلة نصها:« لا ينكر تغيّر الأحكام بتغير الزمان» مؤكدين على ضرورة مراعاة الفتوى لتبدل الزمان والمكان والعوائد والأحوال، فلو بقيت الأحكام على ما هي عليه للزم الناس المشقة والعنت وللحقهم الضرر.