آخبار عاجل

لماذا يهمل بعض الآباء التحدث باللغة العربية مع أبنائهم .. بقلم سلوي المؤيد

22 - 06 - 2020 4:39 4494

لا يدرك الجيل الحالي من أبناء العائلات التي يلتحق أبناؤها بالمدارس الأجنبية في البحرين والدول العربية.. مدى روعة وجمال لغتنا العربية.. يكفي أن أذكر أن الله سبحانه اختار هذه اللغة الثرية في معانيها المتنوعة.. لتكون لغة القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى. لأنهم لا يدرسون هذه اللغة في هذه المدارس إلا ساعة واحدة في اليوم.. ويتحدثون طوال النهار باللغة الإنجليزية.. والمؤسف في الأمر أن معظم آبائهم لا يتكلمون معهم في محادثاتهم اليومية إلا باللغة الإنجليزية.. فمتى يجيد هؤلاء الأبناء اللغة العربية إذا كانوا لا يتكلمون بها في حياتهم اليومية..؟ ومتى سيجيد هؤلاء الأبناء نطق الحروف العربية وهم يكبرون؟.

قد لا يعرف الكثيرون أن اللغة العربية تعد من أصعب اللغات في العالم.. وبها ثمانية حروف خاصة بها ولا تتواجد في اللغات الأخرى.. ومن الصعب على أي أجنبي يدرس اللغة العربية أن يجيد نطق هذه الحروف الثمانية وهي (ص-ض-ق-ع-غ- ط- ظ-ح).

لذلك من المؤسف أن نرى تجاهل بعض الآباء العرب الحديث مع أبنائهم باللغة العربية في خلال حياتهم الأسرية.. وكأنهم لا يعتزون بلغتهم القومية ويتحدثون معهم باللغة الإنجليزية لأنها اللغة التي يدرسها أبناؤهم في المدارس الأجنبية.

لماذا تعتز شعوب الدول الأخرى بلغتهم القومية ويصرون على الحديث بها مع أطفالهم في منازلهم وحياتهم الخاصة.. ونهمل نحن العرب لغتنا العربية الغنية بمفرداتها رغم أن أبناءهم أيضًا يدرسون في مدارس أجنبية إنجليزية.. إلا أن آباءهم من الدول الأجنبية يصرون على أبنائهم بالتحدث في البيت باللغة الأم.. حتى لو كانوا مهاجرين إلى بلد أجنبي آخر.. لأنهم يعتقدون أن أبناءهم لن يجيدوا لغتهم إلا إذا مارسوها على الأقل في البيت.. ومن خلالها يشعر أطفالهم باعتزازهم بوطنهم وتاريخهم القومي. 

ماذا ننتظر من أبناء لا يتحدثون لغتهم في حياتهم اليومية.. متى سيجيدون هذه اللغة. 

أعتقد أننا بعد جيلين سنرى هؤلاء الأبناء لا يجيدون النطق بالحروف الثمانية الخاصة باللغة العربية أي أنهم سيلفظون هذه الحروف كما يلفظها الأجانب.

ولن يتمكنوا من قراءة القرآن دينهم باللغة العربية التي يحسدهم الأجانب المسلمون من قدرتهم على قراءة وفهم الآيات القرآنية باللغة العربية.

لماذا لا نعتز نحن العرب بلغتنا العربية..؟ هل لأن العلوم والتكنولوجيا باللغة الإنجليزية..؟ ومن يجيد هذه اللغة سيحصل على وظائف برواتب عالية.. لنفترض بعد عدة أعوام أصبحت اللغة الأولى في العالم اللغة الصينية.. هل سيتجهون إلى دراسة اللغة الصينية ليعملوا بها.. ويتحدثون بها في حياتهم الشخصية.

وهنا أسأل هذا السؤال الهام.. ما دخل لغة العمل التي يجيدونها في المدارس الأجنبية أن تكون لغتهم التي يتكلمون بها في حياتهم الأسرية ومع أصدقائهم وهم عرب مثلهم.. مع الأسف سوف تتغلغل إلى عقول أبنائنا وسينسون بسبب إهمال آبائهم لدورهم الهام في التحدث بلغتهم الأم العربية في حياتهم الخاصة.. هل إلى هذا الحد لم تعد لنا كرامة نحن العرب ونحن نعاني من تأخر دولنا العربية بسبب الفساد أو الروتين القاتل في العمل لعشرات السنين.. مما أدى إلى تأخرنا العلمي والصناعي فأصبحنا في ذيل الأمم الصناعية الأوربية والأمريكية لنتعلم لغتهم.. وتصبح لغة أبنائنا اليومية.

لماذا نحن لا نعتز بلغتنا الجميلة.. يستطيع أبناؤنا أن يجيدوا اللغة الأجنبية ليتحدثوا بها مع زملائهم وأصدقائهم الأجانب.. لماذا يشجع الآباء العرب على عدم احترام أبنائهم للغتهم الأم العربية وهي لغة صعبة لن يتمكنوا مع الأسف من إجادتها إذا لم يتكلموا بها يوميًا وقراءة الكتب العربية.. سيصبح هذا الجيل مشوها لا جذور له يتبع الحياة الغربية ويمجدها وينسى روحه القومية.. ويصبح تابعا للعادات الأمريكية والإنجليزية والفرنسية المختلفة عن عاداتنا وأخلاقنا وقيمنا الأخلاقية.. حتى أن هذه الدول المتقدمة أصبحت لا تحترمنا لأننا لا نعتز بأننا عرب ولغتنا لغة القرآن الكريم ولها تاريخ تمتد جذوره إلى آلاف السنين.. بل أن حضارتنا هي من بدأت الاكتشافات العلمية.. وأخذها عنهم الأجانب وطوروها إلى يومنا هذا.. فهل نريد لأبنائنا العرب هذا المستقبل المشوه؟



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved