آخبار عاجل

ابن الجنرال الصهيوني ومــنــاصرتـــه للقضــية الــفلـــسطينية .. بقلم :سلوى المؤيد

18 - 07 - 2020 9:58 4199

وجدت في كتاب «ابن الجنرال» لمؤلفه اليهودي الصهيوني «ميكو بيليد» لوحة رائعة لإنسان صهيوني آمن بإنسانيته وأدرك الحق من الباطل الذي ترسمه الدعاية الصهيونية حول حق إسرائيل في دولة فلسطين.

تغيرت مفاهيم هذا الكاتب حول إسرائيل وتحول بعدها إلى ناشط يهودي يدافع عن  الفلسطينيين وحقهم في دولة ديمقراطية في بلدهم فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل.. بعد حادثة مؤلمة وقاسية ذهبت ضحية لها   ابنة اخته «صمدار» وهي لم يتجاوز عمرها الاثني عشر عاما، بسبب  هجوم انتحاري لفلسطينيين عام 1997 كانوا ناقمين على ظلم دولة إسرائيل للفلسطينيين في غزة والضفة.. هذه الحادثة جعلته بعد أن كان يهيم بصورة الجندي الصهيوني ويتمنى أن ينظم يوماً للوحدات الخاصة ويرتدي القبعة الحمراء رمز القوة والشجاعة في إسرائيل.. يكتشف بشاعة التفرقة والتعذيب والظلم والمهانة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الذي يعيش في غزة والضفة الغربية ومن بقي في فلسطين بعد عام 1948 على يد السلطات الإسرائيلية ويسير في طريق شاق بذل فيه جهودا إنسانية كثيرة ورائعة خلال مؤازرته للقضية الفلسطينية. 

لم يكن والد ميكو شخصاً عاديا في إسرائيل، وإنما كان من كبار جنرالات الدولة الصهيونية عند بداية تأسيسها عام 1948 وخاض الحرب التي تمت فيها هزيمة العرب عام 1967، ما أدى إلى احتلال إسرائيل لباقي فلسطين وشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية.. وكان  من أكبر قادة إسرائيل يومها ووضع خطة هذه الحرب مع قادة إسرائيل التي انتهت بهزيمة العرب واحتلال إسرائيل للضفة الغربية وغزة ووادي اغور في الأردن.

ولد ابنه ميكو بيليد في القدس ووالده في حيفا عام 1923.. أي أن كليهما من سكان فلسطين اليهود قبل الاحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948م. 

ورغم ولاء أبيه لإسرائيل كدولة لليهود، فإنه كان يتصور أن هذه الدولة ستكون ديمقراطية وستعامل الفلسطينيين في تل أبيب وفي الضفة الغربية وغزة معاملة إنسانية وسيعيش اليهود والفلسطينيون في سلام معا.

 لكن هذا الرجل الذي ولد في فلسطين.. وعرف أهلها وكان فلسطيني الجنسية.. انقشع الوهم عن عينيه، وشق طريقاً جديدا مناصراً لحقوق الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة وغور الأردن فتقاعد عن رتبته العالية كجرنال في الجيش الإسرائيلي.. وحاول أن يفهم ذلك الشعب الذي سلبته إسرائيل أرضه.. فيقرر دراسة الأدب العربي ويقع في حبه وحب أهله العرب.. ومن ثم يتحول من جنرال مهيب الجانب إلى محاضر في الأدب العربي بجامعة تل أبيب.. لديه رؤية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.. فكان من أوائل الذين فتحوا خطوط اتصال مع الفلسطينيين من الصهاينة.. وتطورت علاقته بهم.. ودافع عن حقوقهم حتى عاداه الصهاينة وأصبح متهماً بأنه حبيب العرب.. وبذلك ابتعد عنه أصدقاؤه من قادة دولة اسرائيل مثل رابين الذي كان من أعز أصدقائه.. حتى أنه لم يزره عندما كان يعاني من مرض السرطان إلى أن توفي، لأنه صرح يوماً.. بأن رابين لا يريد السلام.. وأصبح معظم أصدقائه من الفلسطينيين الذين يؤمنون بعدم العنف والسلام بعد أن يحصلوا على حقوقهم في حياة ديمقراطية في فلسطين مع الإسرائيليين.

لقد ورث ميكو من أبيه الثبات على المبدأ.. كما تعلم من أمه السمو الأخلاقي لأنها لم تقبل أن تسكن في بيت عائلة فلسطينية عندما عرض عليها الجيش هذا البيت، وقالت لزوجها: «أنا لا يمكن أن أقبل أن أعيش في بيت أحد جيراني وكنت أراهم يعيشون حياتهم الطبيعية وفجأة.. يطردهم الجيش وبعضهم لم يستطع أن يكمل شرب قهوته الساخنة صباحاً.. وخرجوا بعد حياتهم المحترمة إلى الملاجئ».

واختارت شقة صغيرة لم يسكنها الفلسطينيون أبدا.

إن ماتي بيليد الجنرال قد يكون من أوائل من أدركوا العنصرية الكامنة في الكيان الصهيوني.. ولذلك عارض دولته وسعى إلى تحقيق العدالة للفلسطينيين في بلادهم.

أما ميكو ابنه فقد آمن بالتعايش مع الفلسطينيين وأخذ ينادي بفكرة الدولة الواحدة.. حيث يكون هناك دستور واحد للجميع وصوت واحد للشخص الواحد.. وتحويل النظام العنصري إلى نظام ديمقراطي.. ويؤكد ضرورة رجوع اللاجئين الفلسطينيين.. ويؤمن بأن قضية هذه العودة هي المحك الأبرز في إخلاص من ينادي بحل سلمي للقضية الفلسطينية. 

وقال يوما بجرأة  للدول الصهيونية: إذا كان اليهود قد عاشوا في فلسطين من 3000 سنة وأرادوا العودة.. فماذا عن الفلسطينيين الذين مازالوا يملكون مفاتيح بيوتهم ووثائقها منذ 70 عاماً فقط، أليس من حقهم العودة إلى وطنهم؟ كما أنه لم يكن يمانع أن يفوز فلسطيني برئاسة الدولة أو رئاسة وزارتها طالما أنه فاز في انتخابات ديمقراطية نزيهة   «وقال في محاضرة في كوالالمبور: إن حل المسألة الإسرائيلية الفلسطينية بسيط.. وهو أن يعيد المحتل الإسرائيلي الحقوق التي سلبها من الشعب الفلسطيني.. وليس علينا إلا أن نواصل النضال من أجل تحقيق ذلك.

فهل تتحقق أمنية هذا المناضل اليهودي في إقرار العدالة في فلسطين مع الفلسطينيين الذين يؤمنون بحل القضية الفلسطينية بالطرق السلمية؟ يتمنى الفلسطينيون والعرب معه وعدد كبير من اليهود الذين لا يؤمنون بدولة إسرائيل والصهاينة في أمريكا وإسرائيل الذين يسعون مع الفلسطينيين إلى حل سلمي لهذه القضية الفلسطينية. 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved