“اكتشف ابوظبي” اسم حملة سياحة داخلية مهمة أطلقتها دائرة الثقافة والسياحة التابعة لإمارة أبوظبي. وبقدر ما أنها مناسبة من أجل تعزيز السياحة الداخلية في العاصمة الإماراتية، في ظل قرار إلغاء الكثيرين رحلات سفرهم إلى الخارج لقضاء عطلاتهم الصيفية، فإن هذه الحملة فرصة لشعب الإمارات من المواطنين والمقيمين، لإعادة اكتشاف عاصمتهم من جديد التي أحدثت نقلة واسعة في مرافقها السياحية والتعرف عليها من قرب على طابعها الغني بتنوعها السياحي ما بين أماكن ترفيهية وثقافية خاصة وأن هذه الحملة ترافقها العديد من العروض التي سيحصل عليها السياح من الداخل وكذلك مع توفر احتياطات السلامة المتعلقة بفيروس (كوفيد 19) حيث المؤشرات تسجل انخفاضات كبيرة في الحالات.
التوجه نحو السياحة الداخلية، تشكل مفتاحاً معرفياً يساعد على التعرف للأماكن السياحية المنتشرة في الإمارة التي زادت مؤخراً بعد أن ركزت على بناء شخصية سياحية خاصة بها على مستوى العالم، وإن كانت ملامح السياحة الثقافية تبرز بشكل أكبر إلا أن السياحة الترفيهية عنصر واضح في هويتها السياحية خاصة في جزيرة ياس في عدد من الأماكن التي تستضيف العديد الفعاليات العالمية.
العاصمة بدأت تحفر اسمها في أذهان محبي السفر بأنها إمارة متنوعة السياحة، ولعل الجميل في أبوظبي أنها تعمل دائماً من أجل الأفضل، وفي هذا حققت الكثير من الأشياء الجميلة التي تشجع على قضاء كل أفراد العائلة عطلة صيفية مميزة، بل إنها نجحت في جذب العديد من الناس من خلال خلق فعاليات مرافقة للسياحة بمختلف المواسم مثل المهرجانات ولعل مهرجان ليواء للتمور.
هناك حديث كبير متداول عن النقلة النوعية التي شهدتها العاصمة أبوظبي في مجالات السياحة وتسمعها في الداخل كما في الخارج، ولكن أكاد أجزم أن العديد من سكان الدولة لا يدركها كلها أو حتى أغلبها، مع أننا بمشاهدتنا اليومية نجد أن هناك تغيرات كثيرة حيث يتم إبرازها في وسائل النقل العالم أو على طرقات الدولة وعليه أعتقد أن حملة “اكتشف أبوظبي” هي فكرة ناجحة وستعطي كل من يقرر أن تكون سياحته في العاصمة فهما مغايراً لما يعتقد أنه يعرفها، لا سيما وأن أبوظبي عملت وفق أفضل الممارسات العالمية في تنظيم سياحتها فخرجت بأفكارها من “الصندوق” السياحي من أجل أن تخاطب أغلب الأذواق.
قد يكون الظرف الصحي العالمي المتمثل في فيروس كورنا، أحد أسباب قرار ما نسبته 93% من الشعب الإماراتي كانوا مخططين لقضاء عطلاتهم في الخارج خلال هذا الصيف إلا أنه بمنظور أشمل وأوسع فإن العاصمة أبوظبي حددت القطاع السياحي باعتبارها أحد مصادر تنويع الدخل التي يمكن الاعتماد عليها وعملت على تحقيق هذا الهدف لذا فإن التوقعات تسير نحو حصول السياح في خلال هذا الصيف على خدمات كبيرة ومميزة فالموضوع لن يكون مسألة بديلة عن السياحة الخارجية ولكن اكتشاف لسياحة جديدة وحقيقية. العاصمة أبوظبي، كما باقي إمارات الدولة، تحتاج من شعبها وخاصة المواطنين منهم اكتشافها أو إعادة الاكتشاف لأن موضوع التطوير والتحسين دائماً مستمرة في الدولة، وأعتقد أن الفرصة بكافة أنواعها باتت مواتية لكافة العائلات كما أنها في المقابل فرصة من الجهات السياحية في الدولة لإنعاش السياحة الداخلية والتشجيع عليها فأغلب الدول باتت تركز على السياحة الداخلية.