بعيداً عن ما ستؤول إليه النتائج والتحقيقات للحادث الأليم الذي ألم بمرفأ بيروت ، وبعيداً جداً عن الاستدراكات السياسية والتحليلية ، لأن ما يهمنا ويهم شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية الشفاء العاجل للشقيقة العزيزة لبنان وسلامتها التامة حتى تعود للحياة من جديد بهمة شعبها وبوقوف أمتنا العربية معها من المحيط للخليج .
اليوم حان الوقت العربي أن ينهض ويستمد قوته من عروبته الحقيقية ليعلن للعالم أجمع أن العرب جسد واحد وأمة واحدة على طريق مواجهة كل المخططات والمؤامرات التي تحاول جاهدةً أن يبقى الجسد العربي مشلولاً لا يقوى على التقدم والحراك تنفيذاً لأوامر قوى استعمارية تريد الاطاحة بالواقع العربي من خلال اختلاف الرؤى والسياسات ودوام اشعال فتيل النزاعات والخلافات.
بيروت المواجهة والصمود التي التحمت جنباً إلى جنب وكتفاً إلى كتف بكافة أحرارها مع ثورتنا الفلسطينية إبان الاجتياح الاسرائيلي الغاشم في العام 82 ، وقدمت بيروت ومعها المقاتلين من الأشقاء العرب الأحرار رفاق الدرب والدم والمسيرة ، أروع ملاحم الصمود والمواجهة ، لتعلن بيروت أنها عاصمة الدفاع العربي ضد الاحتلال الاسرائيلي والقوى الاستعمارية المساندة له.
بيروت لست وحدك ولا خلاف عليك ، ولا اختلاف على حبك وطيب كرمك وعظيم تضحياتك ، فأنت بستان الفرح والأمل التي ستروي أزهار أمتنا العربية من جديد، لأنك المسك الفواح التي تتزين برائحته العطرة كافة العواصم العربية ، فكنت ومازالت وستبقين عنوان الانتماء للابتسامة الصادقة والقلب الطيب ، الذي يتمنى كل خير للإنسانية رغم كيد المتآمرين وبعض المنغصات الاستثنائية التي ستزول مع زوال الدخلاء الغرباء وقواه الاستعمارية.
بيروت لك أطيب الأمنيات مع قادم الأيام ، ولك الوفاء العربي الشقيق حتى تعودي عنوان الجمال الأكثر تألقاً ونظارة للمضي قدماً نحو الهدف والطريق ، بيروت الوعد والعهد ... لك عهد الثورة الفلسطينية ووعد الشهيد الخالد ياسر عرفات ، الذي محتواه الوطني والإنساني المحبة والأمان والسلام ، وفي الختام ... شدة وتزول يا بيروت ، ويا جبل ما يهزك ريح.