لا أعتقد أن أي دولة عربية أو أجنبية واجهت فيروس كرونا بالجدية والإخلاص وفي وقت مبكر كشهر يناير.. حيث أمر سمو ولي العهد بتوفير أماكن الحجر الطبي لاستقبال المرضى بفيروس كورونا.. مما ساعد وزارة الصحة كثيرا على احتواء هذا الفيروس.
ووجه جلالة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، المسؤولين في الحكومة إلى تطبيق عدد من الإجراءات الاقتصادية الحازمة لمساعدة شعب البحرين.. وخصوصًا القطاع الخاص الاقتصادي في مواجهة فيروس كورونا الذي كان سيتسبب في كارثة اقتصادية مريعة لهذا القطاع لولا هذه الإجراءات التي حملت الطابع الإنساني والاقتصادي.
بلغت هذه الحزمة الاقتصادية 4 مليارات و200 ألف دينار التي لم تقتصر على القطاع الخاص الاقتصادي فقط وإنما شملت شعب البحرين بتحمل وزارة الكهرباء والماء مصاريف الكهرباء والماء عن المواطنين إلى جانب المقيمين من الأجانب خلال الشهور الثلاثة بعد مارس..
كما تناولت هذه الإجراءات دفع رواتب موظفي القطاع الخاص المؤمن عليهم لمدة 3 أشهر.
ونصت هذه الإجراءات على أن يقوم صندوق «تمكين» بتوجيه برامجه إلى دعم الشركات المتأثرة لمدة 3 أشهر.
ووجهت إحدى هذه الإجراءات إلى إعفاء الأراضي الصناعية الحكومية المؤجرة والمنشآت السياحية من الرسوم لمدة 3 أشهر.
ووجهت الحكومة إلى مضاعفة صندوق السيولة ليصل إلى 200 مليون دينار.
وكذلك إعفاء المواطنين والأجانب المقيمين من دفع رسوم البلدية لمدة 3 أشهر.
كما نصت على وقف ذهاب الطلبة إلى المدارس الحكومية والخاصة مع استمرار تطبيق المناهج التعليمية في المدارس في البيت عن طريق التدريس الإلكتروني.
كما نصت مؤخرًا على أن تعمل الموظفات من المنازل في المؤسسات الحكومية نظرًا إلى مسؤولياتهن العديدة نحو أبنائهن في ظل عدم ذهابهم إلى المدرسة وتدريسهم من منازلهم.
وأضاف جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بإنسانيته ورحمته المعروفة في معاملة شعبه إلى إعفاء مئات المسجونين الذين قضوا معظم مدتهم في السجن.
أما الفريق الذي قام سمو ولي العهد بتكوينه وإعداده لمواجهة هذا الفيروس بطريقة جادة وحازمة فقد كان منذ شهر يناير أي قبل أن تقوم أي دولة بإجراءاتها ضد فيروس كورونا، حيث تم إعداد أماكن الحجر الطبي بطريقة متكاملة لتستقبل حالات الإصابة بفيروس كورونا في مختلف أنحاء البحرين.
واهتم بوضع فريق طبي لفحص القادمين إلى المطار حيث يقوم الفريق بعزل المصابين وإرسالهم إلى مراكز الحجر الصحي لعلاجهم أما غير المصابين فيعزلون أنفسهم في بيوتهم مع تواجد رقابة شديدة عليهم وعقابهم بتغريمهم بمبلغ مالي يصل إلى 2000 دينار ومحاكمتهم لكي يلتزم الجميع بقرارات الحكومة حرصًا على سلامة المواطنين.
كما قام فريق سمو ولي العهد بإغلاق جميع صالات السينما والملاعب الرياضية وبرك السباحة وأماكن الألعاب الترفيهية والمسارح وتجنب السفر إلا للضرورة القصوى وتجنب التجمعات لأكثر من 20 شخصا وأصبح مؤخرا لأكثر من 5 أشخاص.. كما تم تخصيص أول ساعة عند فتح المحلات التجارية والغذائية لكبار السن والحوامل.
ومنع أي احتكار للمواد الغذائية أو أي بضائع أخرى وتغريم المتاجر والمجمعات التي لا تقوم بتنفيذ هذا القرار.
كما أعادت الحكومة المتقاعدين من الأطباء للمشاركة في احتواء هذا الفيروس القاتل.
إذن عمل الجميع ممن يعمل في فريق ولي العهد بقيادة سموه بانتظام وإخلاص ولساعات طويلة في سبيل خدمة المواطنين وسلامة صحتهم مما أثار إعجاب الدول المتقدمة الأوروبية وأشادت به منظمة الصحة العالمية، الأمر الذي قلل عدد الإصابات كثيرًا ولم يزد العدد إلا من خلال قدوم البحرينيين من الدول الموبوءة.
وأثبت شباب البحرين ولاءه وحبه لوطنه من خلال تجاوبه لطلب التطوع ليصل عددهم إلى حوالي 50 ألف متطوع إلى اليوم.
وفي علاج حالات المرضى بهذا الفيروس فإنهم يعودون إلى بيوتهم على أن يعزلوا أنفسهم 14 يوما أيضًا.
لقد أثبتت حكومة البحرين رعايتها لمواطنيها على أفضل وجه، وتعاون المواطنين في هذه الإجراءات دل على وعيهم وحبهم وولائهم لوطنهم.. والحكومة مستمرة في إعادة العالقين في الدول الموبوءة على أساس توفير أماكن كافية لهم لحجرهم صحيا قبل جلبهم إلى البحرين وهي مستمرة في جهودها رغم ما تقوم به إيران من عرقلة جهودها عدة مرات إلا أن الحكومة استطاعت مؤخرًا إعادة الدفعة الثانية من العالقين في هذه الدولة وستعيد البقية عندما تعد لهم أماكن للحجر لا كما يعتقد البعض أنها أهملت العالقين في إيران أو الدول الموبوءة الأخرى رغم أن قليلا من الدول الأخرى وبينها الدول الأوروبية المتقدمة حرصت على إعادة مواطنيها.
إنني أرجو أن يتعاون الجميع في تطبيق الإجراءات الحكومية الضابطة لعدم انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» الخبيث ليختفي المرض وتعود الحياة الطبيعية في البحرين مرة أخرى.