
بينت دولت الإمارات القدرة الكبيرة على التعامل مع الجائحة الوبائية “كوفيد19” باستراتيجية وطنية كبرى شملت كافة القطاعات وكان الرهان الأول والثابت فيها على وعي المجتمع ومدى التزامه بالتعليمات والتوجيهات التي تهدف للوقائية وضمان الأمن الصحي للمجتمع ومحاصرة الفيروس ومنع تفشيه وصولاً إلى عودة الحياة الطبيعية، وخلال ذلك بينت الدولة في ظل قيادتها الرشيدة قدرة مبنية على أسس قوية من المقومات التي تضمن الانتصار على ما يشكله “كوفيد19” من تحد كبير والحد من تداعياته كافة، فكانت النتائج عبارة عن إنجازات كبرى وفق خطط عملاقة اعتمدت على تكثيف الفحوصات المخبرية بحيث تصدرت دولة الإمارات العالم أجمع بعدد الفحوصات قياساً على عدد السكان، فضلاً عن المواقف الإنسانية التي شملت دعم جهود أكثر من 100 دولة واستهدفت مؤازرة أكثر من 1.2 مليون من كوادر خط الدفاع الأول فيها، في تجسيد يعكس القيم التي تحملها الدولة وما تريده من خير لجميع دول العالم.
خلال ذلك كان التركيز الثابت على ضرورة ان يتم استقاء المعلومات من الجهات المختصة حصراً ، وعدم الإصغاء مطلقاً لأي معلومات مجهولة المصدر أو مبنية على تكهنات مجهولة أو تحليلات لا تمت للعلم بصلة وهو ما نشهده عادة على وسائل التواصل، لذلك حرصت حكومة الإمارات على تنظيم إحاطة إعلامية دورية تقدم من خلالها كل ما يهم جميع أفراد المجتمع من معلومات وتطورات ونصائح وإرشادات تكفل وصول الجميع إلى بر الأمان دون أن يكون هناك أي تأثير سلبي من أي نوع كان، خاصة أن كل فرد في المجتمع يعبر عن التزامه الوطني والأخلاقي والإنساني من خلال درجة تقيده بالإجراءات الاحترازية الواجبة لأن فيها سلامته وسلامة محيطه، وفي وطن عود العالم على تقديم ابهى صور التضامن كان الجميع مسؤول عن الجميع، وباتت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من قبيل “لا تشلون هم” منارة نؤمن جميعاً من خلالها أننا سنكون بسلامة وننتصر.
الالتزام يعني السلامة، فلا مكان اليوم في المجتمع إلى اللامبالاة أو الإهمال أو التهاون في ما يجب عمله، والنتائج التي تم تحقيها لا تعني أن الوباء انتهى بشكل تام، بل المعركة لا تزال قائمة .. وبقدر ما يكون الالتزام يكون الطريق أقصر لبلوغ نهايته، فالأمانة التاريخية الواقعة على عاتق كل منا اليوم تجعله شريكاً بالانتصار المرتقب، وكل منا بالتأكيد يريد أن يكتسب هذا الشرف بأن يكون مدماكاً قوية في حصن يصنعه الوعي بمواجهة الجائحة.
لا بد من تجديد التأكيد أن الوقاية فيها تخفيف الضغط عن الأبطال في خط الدفاع الأول، وذات الأمر عن جميع الجهات المختصة، واليوم على كل منا أن يقدم الدليل الأمثل ليكون القدوة انطلاقاً من نفسه عبر سلوك طريق السلامة والعمل على التطبيق التام لكل ما يصدر عن الجهات الرسمية المختصة، وعدم السير وراء الشائعات أو الأفكار المغلوطة التي يمكن أن يتعامل بها البعض، خاصة أن أبواب الجهات المختصة مفتوحة على مدار الساعة ونفخر أننا في وطن لم يدخر جهداً في مواجهة التحدي كما يجب ولا شك أن الإنجازات تأكيد حي على صوابية التوجه الوطني وما يجب أن يكون عليه العمل، فلنلتزم جميعاً ونحن في طرقنا لتحقيق انتصار جديد نكون فيه على قدر التحدي المطلوب منا .. فبالتزامنا نرسم ابتسامات الأمل والسلامة ونعبر خير تعبير عن المواطنة الصالحة وهذا واجب كل من يعيش على أرض الوطن الطاهرة من مواطنين ومقيمين.