كورونا الوفاق الوطني !
بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
من المتعارف عليه صحياً أن فيروس كورونا يتعدى حدود المصاب ، ويصيب المخالط والمخالط به ، ولا يتوقف عن حدود حامل الفيروس نفسه ، حتى يصل الأمر إلى سرعة انتشار العدوى بشكل متسارع ما لم يتم اتخاذ اجراءات الوقاية والسلامة من الجميع.
في ظل انتشار جائحة كورونا في شطري الوطن المنقسم على نفسه ، والتي بدأت شرارتها في الضفة الغربية منذ اشهر، ووصولها متأخراً إلى قطاع غزة الجزء الآخر من الوطن المنقسم على ذاته أيضاً ، باتت ملامح الاهتمام في تضاعف وازدياد من قبل الساسة والمسؤولين الذين يديرون الانقسام طواعيةً لا مكرهين ...!؟ ، وهذا لمعرفتهم المؤكدة أن فايروس كورونا إذا اجتاح المجتمع الفلسطيني ، وخصوصا في قطاع غزة ذات الرقعة الجغرافية السكانية والكثافة السكانية المخيفة ، سيكون الأمر خارج حدود السيطرة ، فلهذا نجد الجميع ساسة ومسؤولين ومواطنين في خندق المواجهة الموحد ضد كورونا ، والذي يعد بمثابة انجاز وطني عظيم بأن كورونا استطاعت أن توحدنا صحياً واجتماعياً.
ولكي يكتمل الشطر الثاني من بيت القصيد وهو المفقود وغير الموجود نحن بحاجة ملحة وماسة إلى كورونا الوفاق الوطني لاعتبارات فلسطينية عديدة لا تخفى على أحد.
لا بد من أخذ العبر والعظة الوطنية من انتشار فيروس كورونا ، وتوحدنا صحياً واجتماعياً من أجل اجتثاثه على كافة الأصعدة والمستويات ، لأن الخطر هنا يداهم الجميع ولا يفرق بين مسؤول ومسؤول ولا بين فصيل وآخر، فالكل في مرمى نيران كورونا.
كورونا الوفاق الوطني.! ، هذه العدوى الذي يجب أن تصيب الواقع الفلسطيني، ليعم كافة أرجاء الحالة السياسية، وتتم عملية النقل والمخالطة لكافة الفصائل والأحزاب والتوجهات والفئات ، من أجل تكون "كورونا الوفاق الوطني" اللقاح المضاد فلسطينيا لفيروس كورونا الصحي.
نأمل أن تصيب "كورونا الوفاق الوطني" الاجتماع القريب المرتقب للسلطة والفصائل حتى يكون عطر الوحدة هو العبير الفواح من أجل إنهاء الانقسام ومواجهة كورونا بأهم لقاح ، لكافة الجهات والمؤسسات الفلسطينية التي تحارب جائحة كورونا بالجد و العمل المتواصل والاجتهاد والمثابرة والصبر لهم منا عطر المحبة والاحترام ووردة وسلام.