بدأت الأحد وزارة التعليم في إطلاق منصة التعليم الرقمي لطلاب وطالبات التعليم في مختلف المناطق، في ظل ترقب كبير لنتائج التجربة الأولى التي جاءت بعد تأجيل الحضور للمدارس خلال الفصل الحالي بسبب جائحة كورونا، في ظل استعداد كبير لجميع الشرائح التعليمية في البلاد.
وهنا أؤكد أن هذه الخطوة جاءت بعد دراسة مستفيضة من وزير التعليم الذي طور كثيرًا في وزارته منذ أن تسلم دفة مهامها، وأرى أن اندماج الطلاب والطالبات في التعليم الرقمي الإلكتروني سيسهم في ارتباطهم بالثورة المعلوماتية، وهنا جاء وقت استغلال الأوقات المهدرة من قبل الأسر في فترة سابقة وانشغال الأطفال بالأجهزة المحولة ودخولهم في سلبيات متعددة نتيجة الاتجاه إلى البعد السلبي لهذه المنظومة الإلكترونية التي يجب أن تستغل في أمور مفيدة ونافعة..
قد يواجه العديد صعوبات عديدة جراء هذه الخطوة في البداية ولكنها ستتسهل مع الوقت، ورأيت كم الرسائل التوعوية والتثقيفية التي جهزتها الوزارة للتعامل مع النظام الجديد، ولا بد أن يكون هنالك وعي رديف من قبل الأسر، وأن يكون هنالك متابعة ومراقبة لآلية تعلم الطلاب والطالبات من بعد، وأن يسعى الآباء والأمهات في توفير البيئة التعليمية الصحية المناسبة بعيدًا عن الاستهتار أو الكسل الذي رأيناه حاضرًا في الفصل الماضي عندما تم تعليق المدارس، فارتباط الطالب بالعلم والمدرسة يسهم في تعويده مبكرًا على روح المسؤولية. وأنا على يقين أن هذا المشروع الوطني سيؤتي ثماره مستقبلاً بعد زوال الجائحة ويخرِّج لنا أجيالاً تسعى إلى توظيف التقنية في مساراتها الصحيحة، وتستفيد منه المدارس أيضًا في تعاملاتها الإلكترونية وسجلات الطلاب، وأيضًا في كل إجراءات العمل، فهي فرصة أيضًا إلى توظيف الحكومة الإلكترونية بشتى أبعادها في العمل التعليمي وتوديع الورق، وأيضًا البعد عن البيروقراطية، وكذلك تسهيل متابعة ولي الأمر للطالب كجزء من منظومة العمل الإلكتروني الذي بدأ في المنصات الرقمية للتعليم. ولعل الوزارة توظف التجربة في كل مدرسة في التعاملات الخاصة بالطالب وأيضًا في العمل الإداري والتعليمي داخل كل الجهات الدراسية حتى نرى المدارس تمضي بآليات متطورة وحديثة، كالجامعات التي خطت خطوات مماثلة ووظفت التقنية بشكل مميز وانعكس ذلك على العملية التعليمية بكل نفع وفائدة.