وقبل أن أتحدث عن زواجي الذي لا يختلف كثيراً عن الاعراف والعادات التي ذكرتها وقبل أن أذكر الأجواء التي حدث فيها زواجي أود أن أتطرق إلي اجواء وحالات الزواج في بيت عائلتنا -عائلة المؤيد- ومحيطة التي عاينتها وعايشتها وأنا صغيرة وايضاً بعد ما أصبحت إمراة ومتزوجة فليس كل الزيجات تتم وفق العادات والخطوات التي ذكرتها خاصة عند تعدد الزوجات وعند الازواج من كبار السن الذين يتزوجون من هن في سن بناتهم أو حفيداتهم أحياناً
بداية أود أن أنوه أن البنات من داخل العائلة أو في محيطها يجري تزوجيهن وهن صغيرات والدتي مريم الصحاف علي سبيل المثال خطبها والدي أحمد المؤيد وهي فيسن ٩ سنوات وبالطبع تذكرون واحدة من حكايات الطفولة التي رويتها سابقاً والتي تتعلق باختبار مديرة مدرستنا سنية لمدي نضوجاً للزواج ونحن لازلنا بنات صغيرات في المدرسة .
حالات زواج البنات وهن صغيرات من داخل العائلة أو من خارجها كثيرة ففي حالات متعددة يشاهد الرجل سواء كان كبيراً أو لازال شاباً البنت وهي تلبس ( البخنق) وتلعب مع الاطفال ويعجب بجمالها ويقرر الزواج منها وفي أغلب الأحيان يحظي بموافقة الأهل ووالد البنت بالتحديد الذي يعتقد مثل غيره من أباء ذلك الوقت أن زواج البنت وهي صغيرة ستر لها وكذلك الحال مع الولد الذي نادراً ما يتزوج بعد سن ١٥ سنة .
من قصص أوحالات الزواج التي حدثت في بيتنا العود زيجات العم خليل المؤيد الذي تزوج ثماني نساء وأنجب ٣٢ بنتاً وولداً فقد تزوج أول مرة من عائشة بهزاد وأنجبت له شيخه وعبد الرحمن وحصة ومريم ثم تزوج عائشة حسن وأنجبت له لولوة وماتت وهي طفلة ثم يوسف زوجي بعد ذلك وتوفيت عائشة وعمرها ٢٨ عاماً ويوسف عمره لا يتجاوز ١٨ شهراً ثم تزوج نورة التي أنجبت له لطيفة وأمينة وماتت وعمر أمينة ١٨ شهراً ايضا ثم تزوج عائشة الشتر وأنجبت له أسماء وفائقة وشريفة وكريمة وإبراهيم وحامد وتزوج من امرأة عراقية جميلة أسمها صبيحة وأنجبت له سليمة .
ثم تزوج مريم جمعة التي أنجبت له ثلاثة أولاد هم سامي وعادل وغالب وثلاث بنات هن شعاع وعائشة وسميرة ثم تزوج مريم بنت عبد الملك فأنجبت له أربع بنات وولدين هم علي التوالي سامية، ابتسام، ايمان ثم نادر ومأمون ثم تزوج من نجية بنت سلطان الباكر وأنجيبت له ثلاث بنات وولدين هم نوال ونادية وسهام وعز الدين وفالح.
ومما أعرف عن حياة العم خليل الزوجية كذلك أنه كان يحب كثيراً زوجته عائشة حسن وذلك من أيام الطفولة عندما كانا يذهبان معاً إلي ( المطوع) واشتهرت عائشة بثقافتها وحبها للقراءة والاطلاع وكانت عادة ما تأتي بالكتب إلي البيت لتقراها لنفسها ولزوجها خليل كما كانت في ليلتها ( الزوجية) تتزين بعناقيد الياسمين والفل والرازقي ( النرجس) وتضع خواتم في جميع أصابع اليدين والقدمين وتلبس انواع سلاسل الذهب ( المراري والمرتعشة)وتهتم كثيراً بشعرها المموج وتقوم بتخزين المشموم والياسمين لليوم التالي وتحرص علي أن تكون دائماً مميزة عن زوجات العم خليل.
عائشة حسن لم تعمر طويلاً فقد مرضت بالسل وتوفيت وعمرها ٢٨سنة فقط واثناء مرضها كان يزورها أخوها أحمد بن حسن وكان يسمح لها برؤية ولدها يوسف من بعيد وكان زوجها خليل يقول لها دائماً أنت مريضة يمكن أن تنقلين له العدوي الأفضل ترينه من بعيد .. وأثناء مرضها تم احضار مرضعة ليوسف وهي عائشة يعقوب والدة الفنان المعروف يوسف قاسم كما قامت ايضاً عائشة بهزاد بتربيته.
ومما أعرفه ايضاً أن زوجته صبيحة هي عراقية وجميلة جداً وكانت تقيم مع عائلتها في الكويت عندما وصلت أخبار جمالها إلي العم خليل سافر إلي الكويت وتزوجها وأحضرها إلي البحرين وبالاضافة إلي جمالها فقد كانت ايضاً تحظي باهتمام عائلتها وبعد فترة من الزمن طلق العم زوجته صبيحة بعد أن أنجبت له بنتاً أسماها سليمة وعادت أدراجها إلي الكويت ومعها بنتها وأمها التي كانت تقيم معها في البحرين وتساعدها في أعمال البيت وعندما بلغت ابنتها سليمة عمر السبع سنوات طلب منها العم خليل أن تأتي بأبنته إليه في البحرين وبالفعل جاءت صبيحة ومعها بنتها وأخوها وأمها وهنا في البحرين تعرفت علي تاجر بحريني وتزوجته وعاشت معه،
أما قصة زواج العم خليل من زوجته نجية سلطان الباكر فقد كان من عادته أن يذهب كل مساء لزيارة ومجالسة والدها وفي احدي المرات شاهد نجية تلعب بعجلة أمام البيت فأعجب بها علي الفور وتقدم لخطبتها من والدها وعمرها في ذلك الوقت ١١ سنة فقط .
من خطاب إلي زوج
وأبقي في أجواء الزواج التي عشتها في محيط العائلة وداخلها ومنها أن والدي كان يحب زوجته -والدتي- ويغير عليها كثيراً إلي درجة أنه لايسمح لها بالخروج من البيت والدي هذا طلب منه علي كانو أن يرافقه لخطبة إمراة تدعي فاطمة النداف وافق علي طلبه وذهبا معاً إلي بيت أهل فاطمة النداف وهناك استقبلهم شخص يعرفانه جيداً يدعي منصور الذي قام بدوره بتقديم فاطمة النداف إلي علي كانو الذي جاء يخطبها ويريد أن يتزوجها وما أن دخلت فاطمة النداف علي الزائرين حتي أنبهر الاثنان بجمالها وخاصة والدي الذي وصفها في تلك اللحظة بأنها بيضاء كالحليب وسرعان ما تحول الانبهار والاعجاب بجمالها وبياضها إلي رغبة شخصية في الزواج منها أي أنه بدلاً من خطبتها لصديقة قرر علي الفور خطبتها لنفسه ولم ينتظر طويلاً فقد مال علي منصور وهمي في إذنه مبدياً رغبته الملحة في الزواج من فاطمة النداف .
حاول منصور أن طلب من والدي مهلة للتفكير ولمراجعة البنت في التحول الطارئ والتغير في إسم طالب الزواج إلا أن والدي لم يعطه أي فرصة ولم يخرج من بيتهم إلا ومعه الموافقة علي الزواج من صاحبة الجمال الحليبي فاطمة النداف لكنه لم تمضي إلا أيام قليلة علي هذا الانبهار والسعادة بالزواج الجديد حتي علمت والدتي بأمر ما حدث وبمسعي زوجها للزواج من امرأة أخري ولما سألته عن صحة ما سمعت من أخبار زواجه الجديد لم ينكر ولم يغضب وإنما عمل كل ما يستطيع من أجل مراضاتها والبسها الذهب واشتري لها الملابس وطمأنها أنها زوجته وهي الاصل ولن يتخلي عنها حتي رضت وقبلت بالأمر الواقع.
أتم والدي أحمد المؤيد زواجه من المرأة الجميلة فاطمة ورغب أن يحضرها إلي البيت العود ويسكنها في إحدي غرفه إلا أن أهل العروس رفضوا طلبه وقالوا له لايمكنك أن تسكن بنتنا مع زوجتك في بيت واحد ، وإنما يمكنك أن توفر لها بيتاً اخر يبعد عن بيتكم مسافة سكة واحدة علي الاقل ولما وافق علي طلبهم وأوشك علي الحصول علي البيت الجديد الذي يبعد سكة واحدة عن بيتنا عادت أم العروس حصة وأملت شرطاً جديداً هو أن يسكن بنتها في بيت يبعد سبع سكيك علي الاقل عن البيت الذي تسكن به زوجته وافق الوالد الزوج علي الشرط الجديد وذهب يبحث عن البيت الذي يلبي الطلب ويتوافق مع الشرط ووجده في بيت يبتع عائلة الحمر فأشتراه لها وسكنت فيه وبقيت حتي حملت وولدت بنتاً سمياها منيرة سرعان ما توفيت وهي طفلة صغيرة .
بعد وفاة الطفلة انتهز أهل الزوجة الفرصة وقالوا لزوجها (والدي) بما أنك لم تزر زوجتك طوال شهور الحمل فإنه ليس من حقك الآن أن تقترب منها فغضب والدي وطلقها وعاد إلي بيته الأصلي.
الجد خليل يعيد المطلقة لزوجها
من قصص الزواج التي عرفت في أوساط العائلة هي أن عبد الله محمود الذي كان متزوجاً من آمنة القصير ولديه منها أولاد آراد أن يتزوج بأخري أصغر منها فجاء إلي جدتي لطيفة وخطب منها إبنتها آمنة وقال لايمكن أن يتزوج أمنة وهو متزوج ولديه أبناء ولما علمت آمنة باعتراض الجد خليل اصرت من جانبها علي الزواج من غيره مما جعل الجميع يرضخون لها وعندما حظيت بموافقة والدتها والجد خليل علي زواجها اشترطت علي عبد الله محمود أن يطلق زوجته بالثلاث أولاً وأن تصبح هي زوجته الوحيدة استجاب العريس عبد الله اللشرط وطلق زوجته آمنة القصير وعقد قرآنه علي عمتي أمنة وما هي إلا فترة قصيرة بعد الزواج حتي اكتشف العريس أن زوجته الجديدة صغيرة السن وليس بامكانها أن تديربيتاً كبيراً به مجلس يستقبل ضيوفاً ويجهز لهم ما يحتاجونه من أكل واستقبال وكذلك رعاية ما بالبيت من ابقار وغيرها من الحيوانات.
عندها حن ألي زوجته الأولي آمنة القصير التي ذهبت بعد طلاقها منه إلي العيش في بيت شقيقها أحمد القصير وأدرك أنه لايستطيع أن يعيش مع آمنة الصغيرة بعيداً عن آمنة القصير وقرر أن يطلق زوجته الجديدة ويعود إلي زوجته الاولي وذهب إلي عمي خليل يطلب منه النصح حول ماذا يفعل لكي يعود إلي زوجته فقال له عمي خليل أنت طلقتها بالثلاث وبالتالي لا يمكنك العودة لها إلا باتباع حكم الشرع وافق عبد الله محمود علي رأي عمي خليل الذي تمكن بدوره من اتخاذ الخطوات اللازمة شرعاً في هذا السبيل وهكذا عاد عبد الله محمود إلي زوجته الاولي أما آمنة الزوجة الصغيرة فقد طلقها وأسكنها في بيت خاص بها
الزواج من عراقيات
في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي انتشرت في البحرين عامة وبين العائلات التجارية خاصة ظاهرة الزواج من النساء العراقيات في تلك الفترة سافر الرجال البحرينيون إلي العراق وبعضهم إلي الكويت وعادوا بزوجات من هناك .
أسباب تفضيل الزواج من النساء العراقيات أرجعها البعض إلي تمتعهن بقدر عال من الجمال وبالاضافة إلي ذلك وربما هذا هو الاهم قرب العراق من البحرين قياساً بالدول العربية الاخري والتشابه الكبير في العادات والتقاليد في البلدين وحتي اللهجة واجادة النساء العراقيات لاعمال المنزل وانواع الطبخ الشهي والذي يقبل عليه البحرينييون بالاضافة إلي تميز المرأة العراقية بالتعليم .
وإلي جانب الزواج من عراقيات أظهر البحرينييون ميلاً في سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي إلي الزواج من النساء الهنديات وعلي الاخص المسلمات منهن حيث سافر إلي الهند خلال هذه السنوات الكثير من البحرينيين بينهم شباب لكن الاغلبية منهم من كبار السن الذين فقدوا زوجاتهم أمابالطلاق أو الترمل وآخرين ارادوا الزواج من فتيات صغيرات وجميلات ووضعهن إلي جانب زوجاتهم.
وتعود موضة الزواج من النساء أو بالاحري الفتيات الهنديات إلي كون الهند في تلك الفترة هي الوجهة الاولي لسفر البحرينيين إلي الخارج وخاص للذين يبحثون عن العلاج في مستشفيات متقدمة وتكاليف رخيصة تتناسب مع الامكانيات المادية لاغلبية البحرينيين الذين إما أنهم خدموا في البحر بين صيد اللؤلؤ وصيد السمك أو عملوا في شركة بابكو.
وقد انتهز الكثيرون الفرصة من وجودهم في الهند للفحص والعلاج للزواج من الفتيات اللواتي كن في الاغلب من عائلات فقيرة تبحث عمن يوفر لهن السكن والعيش الكريم ، أضف إلي ذلك ما يتعلق بالتقاليد التي تجعل المرأة الهندية مسئولة عن دفع المهر وتكاليف الزواج ومتطلباته الامر الذي وجده الكثير من البحرينيين الرجال أن الزواج في الهند اقل تكلفة ومن ثم عادوا من رحلتهم إلي الهند ومعهم زوجات عاشت بعضهن سعيدات وأصبحن أمهات لأجيال من الاولاد والبنات الذين تعلموا واندمجوا في المجتمع وعاشت بعضهن الاخريات حياة تعيسة من الفقر والعوز بعد أن توفي أزواجهن كبار السن ولم يتركوا لهن شيئاً فلجأن إلي الشئون الاجتماعية وإلي الجمعيات الخيرية يطلبن المساعدة من أجل لقمة عيشهن من ناحية وتربية أطفالهن من ناحية اخري .
ذلك أن اغلبية الزوجات الهنديات كن فقيرات وغير متعلمات وليست لديهن خبرة ولا معرفة بالعمل ولا بمجتمع البحرين .
زواجي من يوسف
بحكم العادات والتقاليد التي تقول أن البنت لابن عمها فقد كانت الظروف تميل منذ الصغر إلي أن يتزوج عبد الرحمن المؤيد أختي لطيفة ويتزوجني يوسف المؤيد غير أن زواج عبد الرحمن من أختي لطيفة لم يتم لوجود بعض الضغوطات داخل العائلة أما يوسف فلم يرضخ للضغوطات ولم يكترث واصر علي الزاوج مني تحقيقاً لرغبة دفينة بداخله منذ الطفولة ولاخبار ووعود كثيرة أعلن عنها وتعهد بها في مراحل مختلفة من عمر الطفولة والشباب.
ربطتني بيوسف علاقة ود وحب فطريين منذ الطفولة المبكرة تقول أمي عنها بعد أن ولدتني كانت تضعني كغيري من الاطفال الرضع في المنز(سرير هزاز) حيث تقوم بهزي حتي أكف عن البكاء وأنام وكان يوسف الذي يبلغ وقتها العمر ست سنوات يأتي ويجلس بجانب أمي ويدفع المنز وعيناه مركزتان علي ينظر إلي بفرح وهو يردد أنا أحبها أنها زوجتي في المستقبل.
بعدها جمعتنا العاب الطفولة معاً ومع أطفال العائلة والجيران كذلك وكان يوسف لا يفارقني وبقينا علي هذا الحال حتي صار عمري ١٣ عاماً عندها كان لابد أن أترك اللعب وابتعد عن يوسف وبدوره أصبح يوسف شاباً وأخذ يسافر مع والده إلي الهند لمساعدته لإتقان أساليب التجارة وكان في كل مرة يريد السفر يأتي إلي ويسلم علي ويسألني إذا ما كنت أريد شيئاً من الهند ، ومع أنني أقول له دائماً كلا تروح وترجع بالسلامة إلا أنه يحرص علي أن يعود ومعه الكثير من الهدايا واستمر علي هذا الحال حتي جاء الوقت المناسب للتقدم لخطبتي وذلك عندما بلغ عمري ١٥ سنة .
يقول يوسف عن ذلك ( كنت أميل إلي ابنة عمي عائشة وأحبها منذ طفولتي لذلك طلبت من والدي عام ١٩٤٢ أن يخطبها لي من والدها عمي أحمد الذي لم يتردد في الموافقة ومباركة زواجي من عائشة) واقول أنا أن يوسف كان سعيداً بهذا الزواج ولمست ذلك من خلال الفرحة الي غمرته بعد موافقة والدي وفي الأيام التي جري فيها الاستعداد والتجهيز للزواج وكذلك من خلال ما خصني به يوسف من مهر بلغ ٥٠٠روبية وهو يعتبر في ذلك الوقت من أغلي ما يدفع من مهر، حيث كانت أغلي المهور وقتها لاتتعدي بأي حال من الاحوال ٣٠٠ روبية تدفعها العوائل الغنية جداًكما أنني كنت محظوظة ومختلفة عن غيري من البنات اللواتي تزوجن قبلي وذلك بأنني أول عروس يتم زفافها وهي تلبس شنيول(فستان الزفاف) الذي يعتبر فستاناً حديثاً وغالي الثمن ولا تلبسه إلا بنات العائلات الغنية في الدول الاخري .
وبالطبع فإن زواجي كان متميزاً في جوانب كثيرة اخري منها علي سبيل المثال أن الاحتفالات من رقص وغناء في حوش (فناء) البيت العود استمرت شهراً كاملاً تم اثناءها نحر الخراف والبداية كانت بليلة الزفاف حيث تم فيها نحر ٢٥ خروفاً وظل الناس من الضيوف ومن العائلات الفقيرة تأكل من هذه الولائم وتأخذ معها إلي منازلها حتي اليوم الثاني واستمر الذبح طوال أيام الفرح .
واتذكر أنه في صباح اليوم التالي للزواج اعطاني زوجي يوسف هدايا( الصباحية) المكونة من الملابس والمشغولات الذهبية وإلي جانبها اعطاني مبلغاً من المال لي ومبلغاً اخر هو عبارة عن روبيتين وطلب مني أن أزكي بهما بمناسبة زواجنا واخذتهما وأنا فرحة وذهبت إلي الخدم الذين يسكنون في حوطة ( قطعة ارض الفضل واعطيت لكل واحدة منهن انتين (٢ فلس) وشكروني علي هذ العطية أو الزكاة وتمنوا لي زواجاً سعيداً ومنذ ذلك الوقت أصبحت هذه العطية عادة عند يوسف.
ختاماً أشير إلي أنني ووفق تقاليد الزواج المرعية في ذلك الوقت والتي استمرت سنوات طويلة بعد ذلك بقيت في ( الفرشة) اربعين يوماً اتزين واتعطر والنساء يقمن بزيارتي في الفترة من الصباح حتي الظهر خلال تلك المدة بعضهن يباركن ويزغردن ومنهن من يقمن باجراء الفحص الطبي علي للتأكد من سلامة عيني ومن أن شعري طبيعي وليس صناعياً وأسناني ليست تركيباً ، المهم أن الفحص بهدف التأكد من سلامة اجزاء جسمي نتائجة مهمة ويجري اذاعتها في كل يوم بين نساء الحي اللواتي إما أن يعبن علي العروس أو يمتدحنها شكلاً ومضموناً.