تتجه أنظار العالم اليوم إلى العاصمة الأمريكية لترقب الإنجاز العالمي الذي تحقق بفضل شجاعة وجسارة قائدٍ إنساني فذ وسياسي مخضرم، نهل من حكمة والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،«حكيم العرب»، طيّب الله ثراه ، وتمرّس في ميادين العلم والعمل لينهل من المعرفة التي يرتقي بها بقراراته مثلما ارتقى بوطنه وشعبه وأمته، اليوم حيث يتم التوقيع على معاهدة السلام التي ستجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، لتكون بداية لمرحلة جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي، الذي استمر طويلاً من دون أفق للحل، أو أي شعاع أمل.
قبل شهر، أعلنت الإمارات عن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لتوقيع معاهدة للسلام تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة إسرائيل، وتؤسس لمرحلة جديدة من التنمية والتعاون والتكامل بمنطقة الشرق الأوسط، وتدفع بالقضية الفلسطينية وقضايا الشرق الأوسط نحو آفاق أرحب لتحقيق السلام وإنهاء الصراعات والحروب التي عانت بسببها شعوب المنطقة الكثير، وتسببت في حرمانها من التنمية والحياة الكريمة، التي تتطلع إليها جميع شعوب العالم، وهو القرار الذي حظي بالتقدير العالمي، مثلما حظي القائد الفذ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد باحترام العالم، ليس فقط لقوته وشجاعته في اتخاذ هذا القرار الشجاع، بل لريادته دول المنطقة وقادتها في تحمل عبء المسؤولية الإنسانية التي تتحقق في ظلها قيم ومبادئ التعايش السلمي والتسامح، في ضوء ما تدعو إليه الشرائع السماوية والإنسانية.
وإذا كنا نفخر كإماراتيين بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، فإننا على يقين من أن شعوب الدول العربية والمنطقة سوف تحتفي قريباً بهذا القائد الفذ، عندما ترى ثمار هذه المعاهدة الإنسانية والحضارية واقعاً ينعمون به خيراً وسلاماً، ويرتقون في ظلالها أمناً واستقراراً وتنميةً، فالسلام هو ما يحقق الحياة الكريمة للشعوب، وهو القاعدة التي يؤسس عليها لبناء الدول الحديثة والمتقدمة، ويحقق للشعوب الارتقاء والتقدم في مختلف مجالات التنمية والمعرفة، فإنسانية هذا القائد تحثه دائماً على أن يكون في المقدمة عندما تتعلق الأمور بتخفيف المعاناة الإنسانية، وتقديم الدعم للمدنيين، وبالطبع تحقيق السلام وإنهاء الحروب والصراعات في العالم، فجهود الإمارات وقيادتها الرشيدة هي دائماً جهود خير تعمّ العالم وتسهم في تعزيز أمنه واستقراره، وليس أقلها ما تحظى به إثيوبيا وإريتريا اليوم من سلام واستقرار وتنمية بعد مساعي هذا القائد الإنسان لتحقيق السلام بينهما.
وبعيداً عن ما يروجه بعض نكراء الساسة، وممارسي الإعلام الرخيص، القابعين في أحضان دول وجماعات تدعم الإرهاب والتشدد، وتعتاش عليه في تأمين زعامتهم الهدامة، فإن ما يقدمه هذا القائد الكبير لوطنه ولأمته وللإنسانية جمعاء يتخطى ما يعتقدون وهماً أنه يمسّ أو يسيء لعظمة ومكانة هذا القائد بين شعبه وأمته والعالم، فمنابع الخير التي تتدفق في جميع بقاع العالم، هي ثمار غرسه الطيب وإنجازاته الحضارية والتنموية الخيرة.
وإذا كان سموه يصنع التاريخ اليوم بهذا الإنجاز لدول المنطقة، فإنه في العام الماضي حقق الإنجاز الذي لم يسبقه إليه أحد، بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التي جمعت فضيلة شيخ الأزهر الشريف وقداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية على أرض الإمارات، في إنجاز يهدف لتحقيق الأخوة الإنسانية بين مختلف الديانات، وإحياء القيم الإنسانية القائمة على التآخي والمحبة والتعاون والتسامح والتعايش بين بني البشر، ولتستمر جهود وإنجازات هذا القائد الكبير لتحقيق خير الإنسانية التي تنبع من إنسانيته التي تجلّت في زيارته طفلة صغيرة في منزلها تجاوزها سموه دون قصد بالتحية، في لفتة أبوية إنسانية من صاحب مقام عظيم، في مبادرة لاقت ترحيباً وإشادة في الدولة والعالم.
ولكل مواطني الإمارات وإخوتنا في الإنسانية نقول إن هذا القائد يستحق منا جميعاً أن نسمو باسمه عالياً، ونحتفي بإنجازاته وجهوده مع قيادتنا الرشيدة، ليس فقط تلك التي جعلتنا في مقدمة دول العالم، وبنت لنا وطناً نتباهى به بين الدول، بل لما قدمه لأمته العربية والإسلامية ولشعوب الأرض قاطبة، ويكفي أن نشير إلى توجيهات سموه المتعلقة بتقديم الدعم الصحي والإنساني لأكثر من مئة دولة من دول العالم لتعزيز استجابتها لجائحة «كوفيد 19»، وهو عندنا وعند كل البشر الأسوياء، أكبر بإنسانيته وعظمته من كل الجوائز العالمية، وأرفع من كل الأوسمة والنياشين؛ لأنه قائد فذّ مكانه ومكانته تتوج بها الرؤوس وتملأُ بها القلوب، ليعيش في شعبه وبينهم، أيقونة ترمز للوفاء والاعتزاز، وسمفونية تعزف لحن الثناء والتقدير لقائد وهب نفسه لوطنه وشعبه وأمته، فوهبوه الحب والتقدير، وقدموه على أنفسهم.