غيمة مطر التي تفتقدها النفس، وتحتاجها بشدة هي وكافة البشر ، من أجل أن تغني للقدر أنشودة جميلة مطلعها نابت من خلجات الروح المسافرة غنوةً نحو الحياة وحكايات القدر ، لتعزف لنا لحن الوجود المخملي المعتق بسمفونية الخلود للنفس عذبة الأحاسيس والوتر ، لتحاكي ظلها المنتظر شوقاً لكثافة السحاب وهطول المطر ، لتقول لنا أن هناك مازال متسع من الوقت للانتظار عند محطة القطار...
غيمة مطر ... ونحن الواثقين بالحلم القادم الفواح مسك وعنبر ، والمتمسكين بتفاصيله الدقيقة لحظة بلحظة ، لكي يكبر الحلم أكثر وأكثر، ليزدهر الحلم في واحة الأمل لليوم الذي يليه الحامل بطياته بشرى ليالي السمر المجتمعة على وهج شمعة خافتة الضوء لتداعب صهوة روحها المبعثرة قدوم القمر...
غيمة مطر... منها وعليها السلام النفسي المتصالح مع الذات والبشر ، لتروي النفوس العطشى والقلوب الغرقى عشقاً لسكرات الحياة الخفيفة الأجمل ، لتقتل الموت المنافس والجامح الأثقل ...
غيمة مطر... لها شوق الحنين الدائم والحلم القائم والأمل القادم ، لتحرر صحراء النفس من العبودية والانعتاق ، لتهزم الفراق وتجمع الأحبة والرفاق في رحاب القلب المتفائل دوماً على خطى عنفوان الاشتياق ، من أجل اكتمال الشطر الغائب من بيت القصيد ، ليعود للتغريد المتناسق طواعية داخل السياق وفي نفس المساق...
غيمة مطر ... الانتظار الصعب التي يترنح صوب الغرب ونحو الشرق ، من أجل اكتمال دورة المخاض العسير ، لتعلن لحظات الميلاد الأخير ، لبداية تصالح النفس مع النفس ، بصوت مسموع يخلو من الهمس ، لاستحضار الغد دون الأمس ...