(1) عبد الله الراوي
في طريق عودتي من العمل إلى مسكني ينزلني الأتوبيس أمام عمارة محل المفروشات المنزلية الشهير، أنتظر الإشارة لأعبر إلى الجانب الآخر، حيث مباني مشروع الثلاثة والثلاثين عمارة.
لا أعرف سببًا دقيقًا للتسمية، أغلب الظن أن شركة مدينة نصر للإسكان والتعمير أنشأت هذه العمائر كمشروع واحد، ومن باب الاستسهال، ولأن الاسم لا يهم؛ فقد سمت المشروع بعدد عماراته، حدث هذا نهاية السبعينات وأوائل الثمانينات وقت صُممت مدينة نصر لتصبح أحد الأحياء الراقية في القاهرة، عمارات لا يزيد عدد أدوارها عن خمسة طوابق تشرف على شوارع واسعة، صُممت أحياؤها على هذا النسق مع بنية تحتية، من خطوط مياه وصرف وكهرباء وغيرها، غاب عنها ألاعيب محترفي الخروج على القانون.
عندما أعلنت الشركة عن المشروع، اصطحبني صديقي المرحوم مختار الإمام في سيارته لرؤية العمائر، أحسسنا أننا في منطقة نائية أو بالأحرى مقطوعة، ترددت في تقديم الطلب، خشيت من ترك زوجتي وطفلي الأول ذي الثلاث سنوات وحدهما حتى عودتي من العمل، شتان بين الشارع الذي أقطن فيه بمنطقة عين شمس وهذا المكان، بدا الأول مختنقًا بالسكان فيما بدا الثاني منفى.
بدا الأول مكتنزًا والثاني شديد النحول، قطع مختار خيط أفكاري السوداوية وشجعني على شراء شقة، خاصة أنه اشترى واحدة في المنطقة التاسعة، القريبة من هذه الناحية، وشرع في تجهيزها. بعد عدة سنوات امتلأ الشارع بالعمارات والمحلات وصرنا نخشى الزحام بعد أن كنا نخشى الوحدة.
أسكن في العمارة المطلة على شارع الطاقة سابقًا، والشهيد محمد مصطفى حاليًّا. تُوفي محمد في أحداث مجلس الوزراء في ديسمبر 2011 جراء إصابته بطلق ناري أدى إلى وفاته، مثله مثل كثيرين تحولوا إلى اسم لشارع أو مدرسة أو مستشفى أو محطة مترو، عندما زاد عدد الشهداء وبات صعبًا أن نحصيهم أو نختار منهم.
أقام الشهيد مع أسرته في شقة أعلى عمارة سوبر ماركت الوطنية، ثم انتقل إلى شقة أخرى في عمارة لا تبعد أكثر من مائة متر بعد ما اشترى والده شقة هناك، أطلق اسم الشهيد على الشارع نهاية عام 2013، بعد أن ظل يحمل اسم شارع الطاقة أكثر من عشرين عامًا، نسبة إلى مقر هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة الكائن بعمارات القضاة منذ أوائل التسعينات وحتى بعد انتقالها إلى مقر أكبر في حي الزهور المقابل لحى السفارات بمدينة نصر. ظل الشارع يحمل اسمها حتى تغير إلى شارع الشهيد محمد مصطفى.
يصعب معرفة كافة سكان الشارع. يختلف الأمر عن نظيره في البلد، أو الفلاحين كما يطلق علينا أهل القاهرة؛ في البلد تستطيع أن تقول هذا بيت الحاج عبده التميمي العطار، يليه بيت الحاج فتوح، فبيت الحاج عزت وغيرها من البيوت، حتى تصل إلى نهاية الشارع وربما الشارع التالي، في القاهرة لا تعرف جيرانك في العمارة، لذا نُعَلِم العمارات بما تحتها من محلات، هذه عمارة الوطنية ماركت، وهذه عمارة كوداك، وهذه عمارة كنتاكي، وغيرها من محلات.
تشبه المنطقة التي نقيم فيها شكل مثلث، ضلعاه شارع حسن المأمون وطريق النصر، وقاعدته شارع الشهيد محمد مصطفى، وذلك حتى التقاء الأخير بشارع أبي داوود الظاهري، والذي يتوازى بعده امتدادا شارعي الشهيد والمأمون حتى تقاطعهما مع شارع مصطفى النحاس، أحد أطول شوارع مدينة نصر والممتد من جامعة الأزهر حتى منطقة التبة، بداية الحى العاشر، ليصل طوله إلى حوالى العشرة كيلو مترات.
في أول إقامتنا في مشروع الثلاثة والثلاثين عمارة لم يكن هناك محلات أسفل العمارات، لذا عَرَفنا العمارة برقمها. البارعون فعلًا في معرفة أرقام العمارات هم العاملون في توصيل الخدمات للمنازل، سواء كانوا في محل بقالة، أو مكواة، أو صيدلية، أو غير ذلك. نسميهم (دليفري) ويسمون أنفسهم طيارين بسبب قيادتهم الموتوسيكلات بسرعة جنونية، لكن كثيرًا منهم– وللأسف- يتصورون أنهم طيارون ولا يفيقون إلا مع وقوع حادثة؛ حيث تكون الإصابات بالغة، فيعود إلى رشده ويدرك أبعاد بؤسه.
تغيرت ملامح الشارع بعد ما عرف أصحاب المصالح كيف تمر الطلبات وماذا يرضي حاملي الأختام، فانتشرت المحلات: بقالة، وكوافير، وخضار، ومكوجي، وغيرها، وصرنا نعرف العمارة بالمحل. الذي لا يمكن تجاهله، أيضًا، في حيّ مدينة نصر وفى عموم المحروسة انتشار الكافيتريات، أو ما يُطلق عليه "كافيه". اكتسحت الشوارع وتحولت شقق الدور الأرضي إلى كافيتريات، ليرتفع ثمنها خاصة إذا كانت تشرف على حديقة فيضمها المشتري إلى الكافيتريا. ولأن هذا الإجراء مخالف، تبدأ لعبة القط والفأر بين السكان والمشتري مع بدء تحويل الشقة والحديقة إلى كافيتريا، وتستمر اللعبة حتى يمل أحد الطرفين. تأتى الشرطة مع البلدية فتحطم الإشغالات المخالفة وتحرر محضرًا وتمضي، بعدها بيومين يعيد صاحب الكافيتريا الأمر كما كان. وبحسب العالمين ببواطن الأمور فإن كل شيء محسوب من أول ثمن الشقة حتى إصلاح ما تحطمه البلدية، والمكسب يغرى بالمخالفة، كما أن وجود من يمكن أن تراضيه يغرى بالمخالفة أيضًا.
******
أعمل في الهيئة المصرية العامة للمساحة، أو هيئة المساحة اختصارًا، منذ أكثر من ثلاثين عامًا لم أتخط درجة كبير مهندسين، تلك التي يحصل عليها من تأخروا في الترقية فيمنحونهم درجة وظيفية بناء على عدد سنوات عمل، بغض النظر عن الخبرة الحقيقية والكفاءة، إلا أن هذا لم يغير يقيني من صلاحيتي لتولى أرفع المناصب.
لي رأي في كل موضوع، ولدي قدرة فوق متوسطة على الكتابة، أقول: فوق متوسطة؛ لأنني حاولت مرارًا أن أنشر بعض المقالات والقصص فلم أوفق إلا في بعضها، فما إن يُنشر مقال حتى أطيره على وسائل التواصل الاجتماعي لكل من أعرف ومن لا أعرف، أخشى أن يفوتهم قطرات حكمتي ومعرفتي، ثم أراسل الجريدة التي نشرت فأشكرها وأرسل لها مقالات جديدة، فلا يُنشر منها شيء حتى تلبسني شعور أن ما نشر لم يكن مقصودًا.
عرضت أعمالي على بعض الأدباء فاعتذروا عن قراءتها نظرًا لضيق وقتهم أو لتفرغهم لأعمال إبداعية، كتلك التي ذكرها لي الروائي نصر الأقصري، كدت أرد عليه يومها بأن أعماله لا تستحق النشر ولا القراءة، وأنه يتقن فن الوصول لشاشات التليفزيون وصفحات الجرائد والمجلات أكثر من كتابة مقال أو قصة.
أيضًا أعرض بعض أعمالي على الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيثنون عليها، لكني– عادة- اكتشف عندما أحدثهم عنها أنهم لم يقرؤوها. فقط يمطرونها برموز الإعجاب (إيموجي) من باب إرضائي، لكم تمنيت صنع هاتف يرفض كتابة أي تعليق على رسالة إلا بعد الاطلاع عليها، وخاصة إن كانت نصًّا مكتوبًا، هنا سيلزمه الهاتف بقراءته قبل التعليق عليه.
يذكرني ذلك بموقف، حين أصدرت كتابي الأول وزعت منه بعض النسخ كهدايا على بعض المقربين، وكعادتي كلما أقابلهم أتصنع الموضوعات التي تدفعنا للحديث عن القراءة والكتب، ومن ثم أحشر اسم كتابي في الحديث، وأتصنع السؤال بشكل عفوي عن رأيهم فيه، البعض يسألني في بلاهة: أي كتاب؟، والبعض باغتهم السؤال على كتاب نسوه لحظة استلامه.
في إحدى المرات أجابني صديق بأنه قرأه كله وأعجب به لدرجة أنه يضعه على مكتبه ليعاود النظر فيه من وقت لآخر. أبتسم ويتملكني سرور وغبطة ومع هذا لا أتجاسر أن أسأل عن المزيد من التفاصيل، أخشى أن تقود مثل هذه الأسئلة إلى كشف حقيقة أنه لم يقرأه. شاءت الظروف أنني كنت قريبًا من محل عمل صديقي هذا، هاتفته تليفونيًا فأقسم أن أمر عليه لشرب فنجان من القهوة، فلفترة طويلة لم نلتق، قابلني بترحاب وسرور، وأثنيت على مكتبه ونظامه، ورحت أبحث بعينيّ عن كتابي على مكتبه، كما ذكر لي، فلم أجده. ثم وقعت عيني على كومة من أوراق وملفات في أحد جوانب الغرفة، فاعتذر لي أنه كان يرتب الغرفة ويتخلص من بعض ما ليس له أهمية. شيء ما جذبني ناحية كومة الأوراق مرة أخرى، فوجدت بينها كعب كتابي، صحيح لم أتبين الكلمات، فالمسافة بعيدة، لكنني أعرفه جيدًا.
ابتلعت غصتي وحاولت صرف المشهد من ذهني فلم أستطع، شيء ما كان يلوي وجهي ناحية الكومة، انتبه صديقي للأمر، وأحس بشيء من حرج، وكالعادة حشرت انشغالي في كتابة بعض الأعمال الأدبية الجديدة، واستأذنته في أخذ هذه الكومة من الأوراق للاستفادة منها في الكتابة على ظهر الورق، ولم أنتظر، قمت فسلمت عليه وتأبطت الكومة بترابها وعنكبوتها وكتابي، ثم شكرته وانصرفت.
نصحني البعض بمراسلة الكاتب المشهور محمود اليماني فإن رضي عن كتاباتي دخلت عالم الكُتّاب من أوسع أبوابه. راسلته وما رد. نصحوني بمقابلته في الجريدة، فوقفت أمام مدير مكتبه كعصفور بلله المطر، وبابتسامة كلها كذب أخذ بياناتي ووعد بالاتصال لتحديد موعد، فالأستاذ جد مشغول، انصرفت بعد أن تركت انطباعًا برضائي التام وثقتي في اتصاله بي، فيما كنت ألعن الاثنين؛ السكرتير والكاتب، في سري.
في أحد لقاءاتي مع بعض الأصدقاء فوجئت بالأستاذ صالح السعيد، بلحمه وشحمه يدخن نرجيلة ويتناول بعض الساندوتشات ومحيطًا نفسه بهالة من المظاهر والتعالي، ملت على أحد الأصدقاء وهمست له وأنا أشير برأسي ناحية الأستاذ السعيد،
- الأستاذ صالح السعيد !
- أعرف.
- ألا تحب أن نسلم عليه.
- ولا أحب أن أراه.
- لماذا؟
- إنه من قريتنا، ولا نعرف عنه سوى كل سيئ من أول قطع الرحم حتى التنكر لأصحاب الفضل عليه
ثم أشاح بوجهه بعيدًا كأنما ارتكب إثمًا حين نظر إليه، أو كمن يتخلص من صورة سيئة علقت في ذاكرته، فى التو ألقيت فكرة التعرف عليه فى سلة المهملات وتراجعت عن تقديم نفسى إليه فيزداد غرورًا على غرور.
******
اكتفيت، بعد محاولاتي البائسة اليائسة، بالقراءة أكثر من الكتابة وإن لم يمنعني ذلك من مراسلة بريد الكثير من الجرائد تعقيبًا على موضوعات مختلفة، مثل التنمية، ومرات عديدة على الثورات العربية وقلقي من عدم الاستقرار وتشظي المجتمع وانقسامه عشوائيًا كالبكتيريا في تكاثرها، ومرات على التعليم في مصر ولماذا لا يكون لدينا تعليم متقدم، وغيرها مرات كثيرة في جرائد محلية وإقليمية. أذكر ذلك لأثبت لحضراتكم قدرتي على الكتابة في كافة الموضوعات، وأن عدم شهرتي ليست أكثر من نصيب محدود وقِسمة مكتوبة.
لي أيام وأخرج إلى المعاش، منذ سنوات وأنا انتظر هذا اليوم بفارغ الصبر، أحلم بيوم أتخفف فيه من أعبائي الوظيفية، أنسى فيه هموم العمل والبحث عن ترقية بعد أن خطف من تعينوا بعدى المناصب وصاروا أصحاب مراكز، يُلحق اسمهم بلقب بك. تركوا الأتوبيس الذي ما زلت أستقله منذ تعييني حتى اليوم، وصار لهم سيارات خاصة، وسائقون مخصوصون، وطقم سكرتارية ينظمون مواعيدهم ويلبون طلباتهم. أكره السكرتارية لأنها تذكرني بسكرتير الأستاذ محمود اليماني.
أحلم بيوم استيقظ فيه وقت ما أحب، ابعثر الوقت ولا يهمني شيء، أقرأ قدر ما أحب، وأكتب أيضًا قدر ما يُشبعني؛ ولأن موعد تقاعدي اقترب فقد شرعت في الكتابة على أمل أن أصدر الكتاب قريبًا حتى ولو ضايق ذلك زوجتي؛ فحين عَرفت بنيتي إصدار كتاب جديد ضربت بيديها على فخذيها بقوة وذكرتني بخيباتي المرصوصة أسفل أَسِرة الأولاد، والتي لولاها لوقعت المراتب القطنية على الأرض. أخبرتها أن الكتابين السابق طباعتهما ولم يكتب لهما التوفيق كانا متخصصين في علوم المساحة ويخاطبان فئة بعينها، أما كتابي التالي فسيخاطب عموم محبي القراءة، وبالتالي أتوقع له توزيعًا وقبولاً غير عادي. ضربت زوجتي على فخذيها مرة أخرى وذكرتني بمصروف البيت الذي يتفاقم دونما سبب، والراتب الذي يتلاشى قبل منتصف الشهر رغم أننا نقيم بمفردنا بعد زواج الأولاد. أفضت في الشرح، وحدثتها عن المستقبل الموعود، وعن احتمالات تحول كتابي إلى مسلسل أتقاضى عنه مئات الآلاف من الجنيهات لأتقمص حينها دور الكاتب الشهير بكبريائه وتعاليه على أكمل وجه، إلا أن هذا لم يؤثر فيها، فتمتمت ساخرة "على العموم ما زال تحت السرير الكبير مكان لحفظ الكتب كما أن الشتاء على الأبواب وربما أشعلنا هذه الأكوام لتدفئنا بعد ارتفاع سعر الغاز إلى جنيه للمتر، بعد أن كان ربع جنيه". تجاهلت ما قالت، واعتبرت أنها تتحدث مع شخص آخر، ومضيت في عزمي لا أحيد عنه.
*******
أنتظر أتوبيس العمل كل صباح أمام الكشك الأحمر الكائن في نهاية تقاطع شارع أبي داوود الظاهري مع شارع حسن المأمون، فيما تكون محطة نزولي في الرجوع أمام عمارة بروشية في شارع الشهيد محمد مصطفى، سنوات طويلة وأنا أركب من ذات المكان وتقريبًا ذات الموعد، تغيرت الأتوبيسات والسائقين ومن يركب معي، وما تغيرت.
أصبحت جزءًا رئيسًا في الأتوبيس، يُكن لي الكثيرون الاحترام، حتى أولئك الذين تركوا الأتوبيس وصارت لهم سيارات خاصة تناسب درجاتهم الوظيفية الأعلى، يعلم الجميع أنني أُنفذ ما يطلب منى بحذافيره، الدقة غايتي، أتأخر قليلًا في تسليم العمل، لا أنسى يوم طلب مني السيد المدير العام إعداد مقايسة لإنشاء عمارة سكنية من عشرة طوابق، أمهلني أسبوعًا، وعندما جاء أوان التسليم، أخبرته أنني لم أنته بعد، اغتاظ يومها وكاد أن ينفجر في وجهي إلا أنه تذكر أنني أكبر منه بعشرة أعوام، يومها كلف مهندسًا يصغرني بنحو عشرين عامًا، فقلت في نفسى "لن ينتهي من المطلوب قبل أسبوعين على الأقل"، لكنني فوجئت به يقدمه خلال يومين، أولاد اليوم شياطين، يعرفون كيف يحضرون العفاريت ويصرفونها، أقصد برامج الكمبيوتر، أنا استخدم الكمبيوتر في كتابة المذكرات وليس تصميم العمارات، مثل مدام ناهد السكرتيرة، لكن أولاد اليوم يعرفون برامج كثيرة ويسخرونها لإنهاء العمل في ساعات قليلة، ما يضايقني في العمل عدم قبول طلباتي للترقية، عادة يربت رئيس المصلحة على كتفي ويقول "قيمتك أكبر من أي وظيفة"، أكثر من خمسة رؤساء مجلس إدارة تعاقبوا على المصلحة وأسمع منهم نفس الكلام، في يوم من الأيام اعتقدت أن هذه الجملة من ضرورات الوظيفة.
هانت كلها يومين وأخرج إلى المعاش، ولن يصبح لي عمل، لذا قررت أن أقص على حضراتكم حكايات شارعنا وبعض من الشوارع المحيطة به، وأهمها شارع حسن المأمون، سيصبح هذا عملي الجديد، وسوف أحكي مرة بلساني وعندما اتعب سأستعير لسان الآخرين.
وللحكايات بقية