نظم «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، أمس الأول، ندوة افتراضية بعنوان «دولة الإمارات وصناعة السلام»، بالتعاون مع «مختبر التعايش» بمشاركة خليفة مبارك الظاهري، المدير التنفيذي في المنتدى، وأدارتها فاطمة البلوشي، عضو لجنة المختبر.
وقال خليفة مبارك الظاهري، إن السلام قيمة نبيلة ترفع من شأنها كل الأديان والفلسفات الروحية.. معتبراً أن رواج خطاب التسامح، ورسوخه في الوعي والممارسة المجتمعية، يشكل أساس صناعة ثقافة السلام وإشاعته؛ باعتباره نهجاً وممارسة عملية وأسلوب حياة؛ للدولة والمجتمع، يحفظ كرامة الإنسان ويصون العمران، وهو ما تستلهمه دولة الإمارات بخصوصيات ثقافية متمايزة؛ لكونها تنضح من معين تجربة ذاتية بحتة؛ في إدارة الدولة والشأن العام وهندسة العلاقات الخارجية؛ سواء مع الجوار الإقليمي أو المجتمع الدولي.
وأكد الظاهري أن الرافعة الحداثية التأسيسية في التجربة الإماراتية، التي أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»؛ قبل نحو خمسين عاماً وانتهت تلقائياً إلى تشكيل استراتيجية الدولة السلمية الإنسانية الشاملة، جمعت بين النهضة بالعمران، وإعادة تشكيل الإنسان، وهي خلاصة الرؤية الإماراتية في صناعة ثقافة السلام.
وتحدث عن دور الإمارات في تحقيق السلم والاستقرار العالمي، مؤكداً أن الدبلوماسية الإماراتية نهضت على ركائز راسخة في النواميس الكونية والوعي الإنساني؛ لأنها تختزل فلسفة العقل من جهة، ومن جهة أخرى تختزل فلسفة الخير والجمال وأرقى قيم الإنسانية على كل المستويات الدينية والأخلاقية والسياسية.. مشيراً إلى أحدث إنجازاتها، «وثيقة الأخوة الإنسانية»؛ وميثاق حلف الفضول العالمي باعتبارها مواثيق عالمية للتسامح بحق؛ لأنه يتمايز بشمولية منطلقاته الفكرية والفلسفية والروحية.
وتوقف الظاهري عند معاهدة السلام الإماراتية - الإسرائيلية، واعتبرها خطوة شجاعة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث تشكل أملاً واعداً للسلام وترسم منطلقاً جديداً؛ لمستقبل السلام في المنطقة، يقوم على الحوار والتفاهم، ويقصي منطق القطيعة والحروب؛ لأن قيمة السلام تتفوق دائماً، على فلسفة الحقد والكراهية، ومنطق التدمير والحروب، فالسلام أقوى من كل شيء، وإذا فقدنا هذه القيمة النبيلة سنفقد كل شيء؛ لذا كان السلام فوق كل شيء.
وأكد أن قيادة دولة الإمارات تولي عناية خاصة للشباب، في كل المجالات، وتعمل على صناعة شباب متسلحين بالعلم، يؤمنون بالسلام والتسامح والتعايش، متصالحين مع أنفسهم، جادين في بناء مجتمعاتهم على أكمل صورة وأفضل نموذج، ويؤمنون بأن الحضارات لا تقاس بالعمر ولا بالسنوات ولا بالشهور، وإنما بالتنمية والعطاء والأخلاق والفضيلة وحب الآخر.