ليست مجرد هوايات
من الطبيعي أن تكون لدي المرء هواية أو حتي مجموعة هوايات يمارسها أو يتسلي بها في أوقات فراغه لكن من غير الطبيعي أن ترتبط الهواية بالتحدي وأن لا تصبح من أجل اضافة أو ملء وقت الفراغ وانما لتحقيق اهداف أكبر وأبعد من ذلك فبالنسبة لي الهواية هي البداية لكنني ما أن أتعرف عليها حتي أعشقها وأتمسك بها واعمل علي تطويرها وتحويلها إلي انتاج ينفعني ويخدم الاخرين من أقرباء داخل وخارج العائلة إلي اشخاص في الحي والمجتمع .
أجل أنا لدي عدة هوايات تكونت لدي الواحدة بعد الاخري لكنني علي عكس الكثيرين لم اتعرف علي هوايات واختارها ومن ثم أمارسها في سن الطفولة ولا حتي الشباب إنما حدث ذلك فقط وأنا امرأة متزوجة وأم لاولاد بنات كبار تعلمت هذه الهوايات من باب الفضول ثم ما لبثت أن تحولت إلي تحد ونتج عنه العديد من الاعمال الابداعية والانتاجية التي افادت الكثيرين
البداية دائما هي أن هناك شيئاً يلفت نظرك تقوم بملاحقته بنظرة عابرة ثم لا تلبث هذه النظرة أن تتوقف طويلاً عند هذا الشيء تتأمله تتعمق فيه وتحاول اكتشافه من حيث التكوين والكيفية والفائدة فإذا تأكدت لك فائدته وامكانية تجربته وتحقيقة جاء دور التحدي وابرز السؤال هي بامكانني أن أفهمة وأتعمق فيه ومن ثم احقق النجاح لي والفائدة للاخرين.
هكذا دائما بدأت علاقتي بالهوايات التي تعلمتها ومن ثم مارستها ونجحت فيها وأخص هنا الهوايات الثلاث التي أحببتها وهي هواية الرسم وهواية التداوي بالاعشاب وهواية الزراعة وكما ترون فهذه الهوايات احياناً تصبح اشغالا واعمالاً تحتاج إلي وقت طويل لممارستها وأنا بعد أن كبر الابناء وتزوجت البنات واستقلوا بحياتهم الزوجية أصبح لدي وقت فراغ طويل وبعد أن توفي زوجي رحمة الله في عام ١٩٩٦ تضاعف وقت الفراغ لدي وأصبحت اقضي ساعات طويلة لوحدي في البيت وعلي أن أجد ما يملاها من عمل ومن جهد ابذله ويساعندي علي الحركة وعلي الاستفادة من وقتي الضائع والممل.
تعلمت الرسم بالزيت بعد مشاهتدي بناتي ليلي وسلوي وآمال اللواتي احببن الرسم والتلوين وكن يجلسن لساعات امام لوحاتهن وأدوات الرسم وكنت أجلس إلي جانبهن اراقبهن اتتبع خطواتهن وحركات أصابعهن وأعيش تأملاتهن وكان ذلك في الثمانينيات وفي كل مرة أسال نفسي تري إلا يمكنني أن افعل مثلهن لماذا لا أجرب .
وشجعتني ابنتي سلوي علي الانضمام اليهن في عالم الرسم