
قبل إقلاع الطائرات يستعرض طاقم الضيافة اشتراطات الأمان الدولية مع نبذه عن الرحلة للمسافرين؛ تعريف مبسط بـ الطائرة، مواقع أبواب المخارج، مع التنبيه بوضع قناع الأكسجين على الوجه حال انخفاض ضغط الكابينة، والتشديد أن تبدأ بنفسك أولاً ثم مساعدة من في الجوار و إن بدأت بنفسك أنقذت الآخرين، وإلا فالهلاك ينتظر الجميع.
ينطبق نفس الأمر في التعامل مع فيروس كورونا المستجد لا يكفي الإيمان بـ أهمية الاحتياطات، اتباع الإجراءات الاحترازية ضرورة حتمية.اختلاف ردود الفعل أمر وارد، والفيروس لا يفرق، إما ان نتحرك كتلة واحدة فنساعد أنفسنا والآخرين، تمامًا كما فى الطائرات، أو نواجه ما لا تحمد عواقبه.العبرة دائمًا بالنتائج، شريطة الالتزام بالقواعد، تماما كما في مباريات كرة القدم، استحسان أداء فريق لا يعطيه نقاط، فقط الفوز أو التعادل يمنحانه نقاطًا متفاوتة تضاف إلى رصيده، عدا ذلك تحسب له الأهداف، إن سجل.
اختلف أداء الدول تجاه الأزمة الصحية العالمية وبالتالي النتائج، ابتلعت الصين غصتها وكظمت غيظها وأغلقت مدنها وأغلقت المعامل على علمائها وتركت للسياسيين مهمة الرد على الأمريكيين الذين دونوا فى كتب التاريخ أن الفيروس صيني الجنسية أفلت من عقاله أثناء تخليقه في بيئة غير آمنة.لا يفارق هاجس الصين ساكن البيت الأبيض، لم يستطع الرئيس الأمريكي إخفاء مشاعره تجاه الصين، في رده على منافسه فى انتخابات الرئاسة، جو بايدن، خلال مناظرتهما الأولي عبر تشكيكه فى إحصاءات إصابات ووفيات الصين وغيرها من البلدان.دافع عما اتخذته إدارته من إجراءات. رغم تصدر أمريكا قائمة الدول الأكثر تضررًا.
إضافة إلى ذلك عدد ترامب غنائم حربه التجارية الخشنة ضد العملاق الأصفر؛ فرض رسوم جمركية على واردات صينية بلغت 250 مليار دولار، واتهمها فى أحد خطاباته في الأمم المتحدة، بسرقة الملكية الفكرية لمنتجات تكنولوجية أمريكية، قلصت فرص التوظيف بالولايات المتحدة ودعمت اقتصاد الصينالتى سارعت وفرضت رسوم مماثلة على أكثر من 100 مليار دولار من المنتجات الأمريكية. ببساطة، يعبراختلاف الإجمالي عن تفوق صادرات البلد. يشعر ترامب بصدى خطوات الصين خلفه فى طرقات الاقتصاد العالمي، ما تسيره أمريكا فى ثلاث أعوام تقفزه الصين فى عام، يتقدم الاقتصاد الأمريكي بمعدل يتأرجح حول 2.5% سنويًا، بينما تعدو الصين بمعدل 7%.اكتشف العالم، وليس أمريكا فقط، عدم قدرته الاستغناء عن بكين. علاقة تبادلية معقدة. الاعتماد على الذات أو إيجاد مسارات بديلة يستدعى وقتًا إضافيًا.
اختلف الأمر بعد كورونا، ركع الاقتصاد العالمي تحت وطأة الجائحة.خلال العقد الماضي، تهاوى متوسط معدل النمو من 5,5% إلى أقل من 3,0%، ثم حلت كورونا لتقصف آمال الانتعاش.أصدرت منظمة التجارة العالمية توقعاتها بانخفاض التجارة العالمية بنسبة 32% خلال هذا العام.بعد انخفاض أعداد الإصابات والوفيات، خايل الجميع أمل تجاوز الأزمة لكن معاودة الإحصاءات الأوربية الارتفاع ألقي بظلال سوداوية على المشهد. احتجاجًا على هواجس فرض عزل على بعض المدن تظاهر المواطنون معلنين رفضهم مجرد مناقشة الأمر، أفلست الجيوب وفضل الناس الموت فى مواجهة الفيروس عن انتظاره يتضورون جوعًا فى منازلهم.
مؤكد أن الجميع في عين العاصفة. الاقتصاد سلسلة متعاقبة من العمليات تختلف فيها الأدوار، و تباطؤ مرحلة يؤثر على الجميع. عندما لا تستطيع تجاوز من أمامك، يقود الأبطأ القافلة رافعًا شعار على الجميع الانتظار.حفظ الله الوطن. حفظ الله الجميع.