ما أحوجنا اليوم كعرب إلى الاتحاد الاقتصادي بين دولنا العربية.. فنحن لن نقوي ونصبح من الدول المتقدمة إلا بهذا التكامل الاقتصادي.
المؤلم في الأمر أننا نملك كل مقومات هذا التكامل من لغة مشتركة وتاريخ واحد وثروات هائلة تقوم عليها صناعات متقدمة علمياً ونحن نملك المصادر المختلفة من بترول وغاز ومعادن وزراعة أنواع مختلفة من المحاصيل الزراعية ومعادن وأحجار كريمة وجمال الطبيعة.. كما لدينا الآثار التاريخية في مصر والعراق وسورية والدول الأخرى لنكمل بها بعضنا البعض..حتىالقوى البشرية موجودة في الدول العربية بمختلف مستويات التعليم بدل أن نستخدمالقوىالأجنبية في تنفيذ مشاريع الدول العربية العمرانية أو الصناعية بعد التدريب المتقن .
مثال رائع لما أتمنى أن يحصل عملياً بين الدول العربية وجدتهفي بداية مشروع التكامل الاقتصادي بين مصر والعراق والأردن الذي بدأ في مارس ٢٠٢٠ تم استعراض عدد منالقضايا والملفات السياسية والاقتصادية أهمها القضاء على الارهاب و الاتفاق علي تعمير العراق وهذا الأمر مهم جدا حيث يستفيد العرب من بعضهم البعض ويستفيد أيضاً القطاع الخاص في هذه الدول العربية ..بما لديهم من إمكانيات بدل إنفاق أموال العراق علي شركات أجنبية لتعميره.
كذلك إنشاء خط أنابيب ضخم من مصر إلى العراق مروراً بالأردن لتحصل العراق على الكهرباء مقابل النفط العراقي لمصر
وتساهم مصر في تعمير العراق بسبب كفاءة شركات التعمير الضخمة بالتعاون مع الجيش المصري وخبرته الكبيرة في هذا المجال .
ولتأكيد ذلك عملياً اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس العراقي برهم صالح والملك عبدالله الثاني في نيويورك بتاريخ ٢٢-٢٠-١٠لتأكيد هذا المسار الاقتصادي الإيجابي من دولة مثل مصر حريصة على الأمن القومي وذلك بوضع الخطط التي تتناول تعزيز التكامل الاقتصادي بين هذه الثلاثة ومما يساهم في صياغة رؤيا عربية واحدة تجاه أزمات دول العالم والعالم العربي
منها ما يتعلق بصفقة القرن التي اقترحتها أمريكا على الدول العربية لحل القضية الفلسطينية مع اسرائيل وتتطلب وحدة الكلمة بين الدول العربية تجاه هذه القضايا العربية الهامة ..مثل إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل وعاصمتها القدس الشرقية
إلا أن المهم لدي في هذا المقال التركيز على إمكانية تواجد تكامل اقتصادي بين الدول العربية الذي يشكل هذا مشروع الوحدة الاقتصادية الثلاثية أحد معالمه الهامة حيث تريد مصر فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي مع الأردن والعراق خصوصاً في مجالات النفط والغاز والنقل والصحة والبيئةوالاستثمار وتعمير العراق لتكون هذه الوحدة الاقتصادية بداية لاتحادات اقتصادية أخرى بين الدول العربية
كما إننا نعلم عن مشروع "نيوم "الاقتصادي الذي يجمع بين مصر والسعودية والأردن والإمارات والذي سيقفز بالدول العربية المساهمة فيه قفزات علمية واقتصادية متقدمة ستصل بهذه الدول العربية إلى مقاييس حضارية هائلة من علوم واختراعات علمية..وصناعات هائلة ومحاصيل زراعية متكاملة ..وسياحة متقدمة .
والمهم في ذلك الأمر كله هو اتباع الخطوات العلمية والعملية في التخطيط لتنفيذ خطوات هذا المشروع العظيم
إذن علينا كعرب أن ندرك أين مصالحنا كحكومات وشعوب ونسعى إلى تحقيها بالوحدة الاقتصادية بين دولنا والأمثلة عديدة عن إمكانية حدوث هذا الهدف الهام لنصبح دول متقدمة علميا وحضارياً في القرن الواحد والعشرون