قبل الرحيل
غداً سيأتي لا مفر منه.. يحمل رحيلاً لقلب عزيز علي .. غداً ستحمل صديقتي حقائبها وترحل حيثما تشاء لها الظروف .. سنة .. سنتين . عدة سنوات لا ندري مازا تخطط لنا الاقدار
صديقتي.. المحبة جمعت بين قلبينا وتجاوزت حدود الدين والاعراق فأصبحنا صديقتين وكأن الصداقة ترعرعت بيننا منذ الطفولة بعض اصدقاء الامس ابتعدوا واقتربت انت بنفسك الرائعة من نفسي افكارنا ومشاعرنا التحمت لتبلور صداقة سامية اراد الله لها أن تكون.
عزيزتي عندما يغزو خاطر الفراق القريب تفكيري احاول أن أهرب منه إلي كتبي وهواياتي المتعددة لـ ابعد عن نفسي احزان الرحيل لكنه قادم لا مفر منه وبعدها ساطل من نافذة بيني و سآري بيتك والظلام يفترشه بعد أن رحل عنه الاحباء .. أنني ابكي اليوم فراقك القادم ياصديقتي .. رغمة عني ابكي لأنني لن اراك بعدها كل يوم كما تعودت .. لن اسمع صوتك الحنون واحاديثك القريبة من نفسي ولا ادري هل ستعودين بعد سنوات الفراق أم أن الزمن يخط لك قدراً وحياة بعيدة عن بلادي واصدقاء احبوك باخلاص.
كم يقسو القدر علينا احياناً عندما يجرح نفوسنا بالفراق بعد أن نبي صداقات رائعة بعد أن ترتاح قلوبنا بها وتبدو الحياة اروع وأجمل ثم يحين موعد الرحيل لتبقي الذكريات تؤلمنا .. تقسو علينا .. تشد نفوسنا إلي احبائنا لتصطدم بواقع الفراق المؤلم.
كم تمنيت لو كنت اختي حقيقة .. لو كانت لك جذور هنا .. لو أن القدر لا يضطرك إلي الرحيل .. فالصداقة المخلصة يا عزيزتي عملة نادرة في أيامنا الحاضرة .. وفي صداقتك وجدت الوفاء والمحبة الخاصلة .. وقلبي حزين لأنه سينهض يوماً ليجد مكانك فارغاً وأشخاص اخرين يضعون امتعتهم في ارجاء بيتك الذي شهد أجمل وادفا أيام صداقتنا .
بعد الرحيل
صديقتي .. أين اليوم من الامس .. اليوم انت بعيدة .. بعيدة جداً تفصلنا البحار والمحيطات .. وبالامس كنت قريبة .. قريبة جداً نتشارك الاحزان والافراح ..
كم اشتاق اليك .. إلي احاديثنا وهي تسير في مجري تفاهمنا واسنجامنا الفكري .. كان التألف ياعزيزتي شعاعاًَ ينسج خيوط المحبة بين قلبينا فأين انت اليوم والأف الاميال بيننا اشعر احياناً بالحزن يلف نفسي وهي تبحث عنك .. وتتساءل عن اللقاء.. القدر احياناً يكون بخيلاً علي الاحبة حتي بالتلاقي .. فهل سيكون معنا سخياً .. فتتعدد لقاءاتنا .. وتنتعش نفوسنا بعد قسوة الفراق..
صديقتي .. عندما اجلس علي شرفة بيتي واترك لنفسي حرية الرحيل إلي الماضي .. تنساب فرحة لتعيش لحظاته الرائعة .. لكنه ما تلبث أن تعود حزينة عندما تكتشف أن فرحها كان سراباً وأن الماضي لن يكون حاضراً ابداً وأن الفراق سيطول بيننا إلي سنين .. ولا ادري هل سيكون بعده مقركم هنا أم هناك لا ادري ماذا تخطط لنا الظروف والاقدار .. عزيزتي .. عندما اطل من نافذة بيتي واري بيتكم وقد اصبح اجوفاً موحشاً بعد أن كان يمتليء برائحة الاحبة .. اغلقها بسرعة .. وأهرب إلي واقعي اغرف في اداء مشاغلي اليومية .. أو ممارسة هواياتي لعلي انسي حقيقة اهرب منها .. هي الفراق.. فانت اليوم بعيدة ولن تعود عقارب الزمن إلي الوراء لتكوني قريبة .. لكن النفس ما كفت عن الأمال والأحلام .. بحلاوة اللقاء بعد مرارة الفراق.