آخبار عاجل

الحلقة الثانية .. الإسلام لا يقف ضد تحضير الأرواح و البحوث الروحية .. بقلم :سلوى المؤيد

30 - 11 - 2020 7:39 3257

وأواصل في هذه الحلقة أقوال  الإمام الغزالي في صفحة (208 )من كتابه "إحياء علوم الدين" حول تبدل الجسم المادي في حالة الموت إلى جسم أثيري حاملاً للروح فيقول : "وهذه الروح (أي الجسم الأثيري ممتزجاً بالروح) لا تفني البتة ولاتموت بل تتبدل بالموت حالها فقط ويتبدل منزلها فترتقي من منزل إلى منزل .. والقبر في حقها أما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران (أي العذاب النفسي الذي يؤكده العلم الروحي الحديث في عالم الروح ) إذ لم يكن لها مع البدن علاقة سوى استخدامها له أثناء حياتها الأرضية  واقتناصها  المعرفة بواسطة شبكة الحواس."

ويصف الإمام الغزالي في صفحة (210 ) من مؤلفه "إحياء علوم الدين "كيف ينفصل الجسم الأثيري عن الجسم الأرضي في حالة الموت كما يصفها العلم الروحي الحديث حيث يقول : " يسلب الموت منك يدك ورجلك وعينك وحواسك وأنت باقٍ .. فإنك الآن الإنسان الذي كنت في الصبا (أي عودة الجسم الأثيري إلى حالة الشباب إذا كان المتوفي كبيراً في السن كما يؤكدها العلم الروحي الحديث ) ولعله لم يبق فيه من تلك الأجسام ( أي الأجسام الأرضية) شيء فقد انحل كلها وحصل بالغذاء بدلها .. وأنت أنت وجسدك (أي جسدك الأثيري) غير ذلك الجسد الأرضي : فإن كان لك معشوق تفتقر فيه إلى حواسك عظم عذابك بفراق معشوقك.

وفي صفحة أخرى من نفس الكتاب .. يصف الغزالي عذاب الجسم الأثيري عندما يرحل الدنيا وهو متعلق بمال له أو ملاذ دنيوي حيث يقول

" من أحب أهله وماله وعقاره وفرسه وجاريته وثيابه يألم لفراقها سواء سلبت هذه الأشياء عنه أو سلب هو عنها،  ( أي انتقاله إلى عالم الأثير) وحيل بينه وبينها .. فيكون عذابه بقدر عشقه لها والموت يخلي بين الجسم الأثيري  وبين الله تعالى (أي يجعل الطريق مفتوحة أمامه  للتطلع إلى الله) ويقطع عنه  الحواس الشاغلة المشوشة (أي الحواس بشكلها المادي) فتكون لذته  في القدوم على الله بقدر حبه وأنسه بذكره."

ويعود الإمام الغزالي في كتابه "المضمون الصغير" ليتناول الروح موضحاً أن العقول غير قادرة على إدراك سرها الإلهي، فيقول :

"إن سر الروح لم يؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كشفه لمن ليس له أهل. فإن كنت من أهله فاسمع .. اعلم أن الروح ليس بجسم يحل حلول الماء في الإناء .. ولا هو عرض محله القلب والدماغ حلول السواد في الأسود والعلم في العلم .. بل هو جوهر ليس بعض .. يعرف نفسه وخالقه ويدرك المعقولات .. وقد منع رسول الله صلى الله عليه وسلم إفشاء سره لأن الأفهام (أي العقول) لا تحتمله."

إذن الإنسان في رأي الإمام الغزالي قادر على إدراك حال الجسم، الأثيري بعد الموت ووصفه لكنه غير قادر على إدراك سر الروح الإلهي المحرك للجسم الأثيري سواء كان ملتصقاً بالجسد الأرضي أو منفصلاً طليقاً بعد الموت.

ويصف الفيلسوف الإسلامي "ابن القيم" الجسم الأثيري الذي تتواجد به الروح وكأنه يعطينا الدليل على رؤيته له قائلاً أنه : " جسم نوراني خفيف .. حي متحرك في جوهر أعضاء الجسم، يسري فيها مثل سريان الماء في الورد .. والدهن في الزيتون .. والنار في الفحم .. ومادامت الأعضاء صالحة لقبول الآثار الفائضة عليها من هذا الجسم النوراني اللطيف بقي هذا الجسم متشابكاً مع هذه الأعضاء وأفادها من حيث الحس والحركة الارادية .. وإذا فسدت فارقها الجسم اللطيف وانفصل عنها ليعيش في عالم الأرواح".

ويصف "ابن القيم" الجسم الأثيري بأسلوب يدل على رؤيته له قائلاً : "تظاهرت الأدلة في القرآن والسنة والآثار والاعتبار والعقل والقول أن الروح (الجسم الأثيري ممتزجاً بالروح بعد انفصاله عن الجسد) ذات قائمة تصعد وتنزل وتتصل وتنفصل وتخرج وتذهب وتجيء وتتحرك وتسكن على هذا القول أكثر من مائة دليل .. وأنها تأخذ من بدنها صورة تتميز بها عن غيرها.



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved