
موقف الإمارات الثابت من القضايا التي تهم المجتمع الدولي.. أنموذج حضاري على الشفافية والوضوح.
في اتصال هاتفي أجراه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، مع جوزيف بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية بالاتحاد الاوروبي، أعلن عن وقوف دولة الامارات مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب والتنديد بما شهدته عدد من دول أوروبا خلال أسبوع كامل من عمليات إرهابية.
وما عبر عنه سمو وزير الخارجية هو – بلا شك- تأكيد لرؤية قيادة دولة الإمارات الثاقبة بشأن أهمية الأمن والاستقرار المجتمعي في دول العالم، وكذلك هو دعم للجهود المتعددة للأطراف الدولية المحبة للسلام والتعايش بين الأمم، فالأمر يكمن في احترام حياة الإنسان، كما يوصي به ديننا الإسلامي الحنيف، ويكمن في احترام الاختلاف في الرأي وأن مؤسسات الدولة هي الجهة الوحيدة والكفيلة بالاقتصاص من المسيء لأي سبب كان.
بهذا الموقف الصريح وباستعراض المواقف الإماراتية السابقة نجدها تنسجم مع مواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية وقبل كل ذلك فهي نابعة من أصول الديانات الإبراهيمية ومن مبادئ التعايش الإنساني وتعكس سلوك السياسة الخارجية في دولة الإمارات وما يحدث داخل مجتمعها الذي يستضيف ما يفوق (200) جنسية بمختلف الديانات والأعراق والطوائف.
أما من الناحية التحليلية لهذا الموقف فإن أبسط تبرير له أنه إجراء عملي أمام المجتمع الدولي أن الإمارات دولة مسؤولة ليس فقط في محيطها الإقليمي في مجال مكافحة الإرهاب والداعمين لها من أمثال نظام الحمدين في دولة قطر وغيرها من التنظيمات المتطرفة، وإنما مسؤولة على المستوى الدولي حتى في الدول التي عاندت يوماً ما في اتخاذ إجراءات في تصنيف تيارات الإسلام السياسي التي تستضيفها بأنها إرهابية، بل الأهم أن موقفها بنته دون ميل اتجاه إلى المبررات التي استخدمها الإرهابي في ارتكاب جريمته في فرنسا أو في ترويع الأمنين في فيينا. وعليه يكون التضامن مع الدول التي تتعرض لأي عمل إرهابي هو نوع من إبراز نموذج في مواجهة التطرف الذي يُستغل باسم الدين.
ولعل هذا ما يفسر تلك المكانة التي تحظى بها الإمارات في المحافل الدولية والقضايا الإنسانية وكذلك التطور في علاقاتها مع الدول المؤيدة للسلام والاستقرار في العالم.
الرسالة الإماراتية في موجة العنف الأخيرة التي نشبت باسم الدين تتلخص في، أولاً: أن السكوت الدولي والعربي تحديداً على الجريمة قد يؤدي إلى توسعة موجة الأزمة وبالتالي من المهم تبيان الموقف الدولي من قبل جميع الدول لدعم جهود مكافحة للتطرف.
ثانيا: إن الإرهاب سلوك غريب وترفضه جميع الأديان والقيم والشعوب، وبالتالي فإن مكافحة الإرهاب لا تقتصر على الدول التي تتعرض له فقط وإنما هي أزمة عالمية.
ثالثاً: أن الارهاب فوضى ضد الإنسانية وضد كل ما هو سلمي وجميل وبالتالي لا أحد مستثنى من المشاركة من أجل وأده.
موقف دولة الإمارات الذي عبر عنه قائد الدبلوماسية الإماراتية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان يعكس رؤية استراتيجية في بناء المجتمعات التي تقوم على الاستقرار المجتمعي والتعايش والقيم والمحبة والسلام فهذا هو المنهاج الذي قامت الامارات عليه وحققت الطفرات التنموية بسببه.