رن جرس الهاتف بمكتبي
رفعت السماعة ..
صوت امرأة يسأل؟ "هل أنت سلوى المؤيد؟"
أجبتها: "نعم"
قالت: "أنا آسفة لإزعاجك، لكنني في حيرة، وأريد أن تساعديني في تقرير أمر مصيري بالنسبة لي"
قلت لها: "يسعدني أن أتمكن من ذلك، أخبريني بما لديك"
ولم أتوقع الذي تطرقت إلية عندما قالت: " زوجي يخونني مع امرأة أخرى، وأريد أن اطلب منه الطلاق لكنني أعود لأفكر في إبني الذي لم يتجاوز الثالثة من العمر ، فأتراجع، أنا حائرة لا أدري ماذا أفعل، هل أصبر على خيانته؟ أم أنفصل عنه؟"
سألتها: "هل أنت واثقة من خيانته لك؟"
قالت: "أشعر بها لكنني لا أملك الدليل عليها."
قلت: "إذن على ماذا استند شعورك هذا؟"
أجابت: " على طريقته وهو يتحدث بالتلفون، وسرحانة المتكرر"
قلت: "لا يكفي ذلك لتتأكدي من خيانة زوجك لك"
قالت: "إذن ماذا أفعل؟"
أجبتها: "لابد أن يكون لديك دليل أكثر قوة، رأيتهما معاً في مكان ما، رأتهما شقيقتك أو صديقه قريبة منك، أو رفعت سماعة التلفون وكان يحدث إمرأه غيرك يخبرها بحبة لهالا يقرر المرء أمرا مصيريا مبنيا على الشكوك"
وعدت أسألها: "هل يعاملك معاملة جافة؟"
قالت: "لا بالعكس، يعاملني بلطف ومحبة، ويهتم ببيته كثيرا لكنه يخرج كل ليلة جمعة وأنا واثقة أنه يذهب إليها".
قلت ربما يقضي سهرته مع أصدقائه، كيف تأكدت أنه يذهب إليها؟"
قالت: "أشعر بذلك، هل تصدقين أنها تبعتنا في شهر العسل، بالطبع كانت تنوي تحطيم زواجي"
قلت لها في دهشة: "معنى ذلك أنك تعرفينها؟"
قالت فوراً: "أعرفها، وأشك أن لها علاقة بزوجي، لكنني لم أرها معه بعيني"
أجبتها: "لا أعتقد أن الشك يكفي، هل صارحته بشكوكك؟"
أجابت: "طبعا، لكنه ينكر، ويحلف انه لا يحب إمرأه غيري"
قلت لها: " إذن، دعي أخاك أو أحد أفراد أسرتك يسير وراءه ليلة الجمعة، حتى تتأكدي من إخلاصه أو خيانته؟"
قالت: "لم أفكر في هذه الفكرة من قبل، سأفعلها وأحاول التأكد بهذه الطريقة؟"
وأقفلت السماعة، وجلست أفكر، هل يخون هذا الزوج زوجته حقيقة؟ أم أن زوجته تتوهم، إلا أن ذلك لا يمنع تواجد هذه الظاهرة بصورة واسعة في مجتمعنا الشرقي، وكأن خيانة الزوج لزوجته أمر طبيعي، بينما يحرم الدين الإسلامي هذه الخيانة على الزوج والزوجة، إلا أن عادات المجتمع البالية أخذت تتحكم في أخلاق الناس أكثر مما يتحكم الدين بأخلاقياتنا الفاضلة التي تساوي الرجل والمرأة من حيث العقوبة الموقعة عليهما في الدنيا والآخرة في حالة الخيانة الزوجية.
إن خيانة هذا الزوج لزوجته إذا كانت حقيقة تدل على عدم احترامه لها كإنسانة وزوجة، وعدم اهتمامه بمشاعرها التي ستجرح عندما تعلم بخيانته لها .
لا أعتقد أن الزوج الذي يحب زوجته يجرؤ على خيانة زوجته التي تشاركه حياتهما بكل أفراحها وأحزانها، بل إنه سيحاول ان يتفاهم معها على الأسس التي تعمل على تقوية علاقتهما الزوجية، إن أي شخص يحب شخصا لا يفكر في جرح كرامته وتعذيبه، كما أنه ليس من السهل أن يجد المرء في هذه الأيام قلبا محباً ومخلصا له، وما فهمته من حديث هذه الزوجة، أنها تحب زوجها كثيرا لكن الشك يعذبها، وحبها لزوجها يضاعف معاناتها ويمنعها من التفكير في الانفصال عنه خصوصا وإن بينهما طفلا عليهما ما داما قد قررا إنجابه أن يمنحاه الحب والاستقرار والأمان، وهي مسئولية مشتركة على الأبوين أن يتحملاها ويؤدياها معاً، وإلا فما ذنب هذا الطفل المسكين ليعاني ويتألم من انفصال والديه، إذ هو يحبهما معاً، ويريدهما معاً وحرمانه من أي منهما يشقيه ويعذبه ويؤثر بصورة سلبية على نفسيته وشخصيته مستقبلا.