كيف نفهم أطفالنا
لكى نصل إلى عقل وقلب الطفل
يهدف الكتاب إلى بناء شخصية الطفل المتوازنة السعيدة القادرة مستقبلاً على بناء مجتمع عربى أكثر إشراقاً وتقدماً ، وذلك لا يكون بمجرد الحب فقط بل يجب أن نقوم بتوفر الإحتياجات المادية لهم ، هم بحاجه إلى جهد تربوى نبذله نحن كأباء لكى نستطيع أن نفهم شخصايتهم وما هم قادرين على تحقيقه من خلال قدارتهم ، فهذا المناخ الأسرى بالشروط التى ذكرناها يكون أبناءنا قادرين على تحمل مسئولياتهم ليصلوا إلى السعادة والنجاح ويدركون مدى الواجب الواقع عليهم تجاه أسرتهم ومجتمعهم .
لكى نصل إلى عقل و قلب الطفل. .علينا أن نقترب من مشاعره فهماً ومشاركة.
"نانسى سمالن " ، كاتبة أمريكية، ومديرة مكتب لإرشاد الآباء، قامت بتأليف كتاب عالجت من خلاله المواقف التربوية اليومية التى يواجهها الآباء.
تطرقت هذه المؤلفة فى كتابها إلى هذا الموضوع الحساس الذى لا يدركه الكثير من الآباء أثناء تربيتهم لأبنائهم.
واوضحت قائلة : لا يستطيع الطفل أن يخفى ما يشعر به، وأكثر ما يؤلمه أن نستخف بمشاعره أو نتجاهلها، فهو يريد من والديه أن يفهما شعوره ، عندما يكون غاضباً أو غيورا أو حزينا أو خائفاً... و عندما لا يجد ذلك التجاوب ، فإنه يثور عليهما ، وربما لا يدرك الوالدان سبب ثورته، إلا أن الآباء بشكل عام. . في إمكانهم أن يتعلموا كيف يفهمون تصرفات أبناؤهم، و بالصبر والتمربن سيمتلكون هذه المقدرة. ثم أستعرضت الكاتبة هذا الموقف بين ابنة فى التاسعة من عمرها وأمها. . لكى توضح كيف إستخدام هذا الأسلوب التربوى.
جاءت سارة من المدرسة غاضبة واشتكت لوالدتها سوء معاملة المدرسة لها قائلة :
- أكره مدرستي، لقد صرخت في وجهى لأنى نسيت دفتر الحساب.
سألتها أمها وهى تحاول احتواء غضبها :
وهل ضايقك تصرفها كثيراً؟
أجابت الابنة : نعم لقد نسى أحد زملائي دفتره، ولم تصرخ في وجهه مثلما فعلت بى.
ردت الأم : وانت شعرت أن تصرفها غير عادل. .. أليس كذلك؟ .
أجابت الأم وهى تحاول امتصاص غضب ابنتها : كلامك يدل على انك غاضبة جداً منها.
عند تلك اللحظة، بدأ غضب سارة يخف حدة وبعد لحظات ذهبت إلى الخارج لتركب دراجتها مع شقيقها، بعد أن نسبت غضبها من مدرستها.
إذن كانت سارة تريد من والدتها أن تفهمها وتعترف بما شعرت به نحو معلمتها، وقد منحتها أمها ما أرادت، لم تحاضرها ، وإنما احتوت غضبها بمهارة يستطع أي والدين أن يكتسبها بالمران والصبر.
إن ردة الفعل التلقائية لأى أم هذه الموقف ستكون على الشكل التالي : إما انها ستلوم طفلتها على إهمالها وستقول لها إنها تستحق عقاب مدرستها. . أو أنها ستقف إلى جانب ابنتها ضد المعلمة، أو أنها لن تبدى اهتماماً لما حدث لابنتها. . لكن والدة سارة، لم تفعل ذلك. . وإنما أعترفت بمشاعر ابنتها عندما قالت لها: وانت شعرتى أن تصرفها غير عادل، أليس كذلك؟ وكذلك عندما قالت لها كلامك يدل على أنك غاضبة منها جداً .
كما أن الأم لم تحاول أن تحكم على ابنتها أو تحاضرها، لأن المعلمة قد قامت بمهمة تأديبيها في المدرسة ولا فائدة من أن تعيد نفس تصرفها.
وهكذا وصلت الأم إلى النتيجة الإيجابية، فقد ذهبت سارة لتلعب مع شقيقها بعد أن حصلت على التأديب المطلوب من مدرستها، وافرغت شحنة الغضب المتراكمة في نفسها أثناء حديثها مع أمها.