آخبار عاجل

كيف نفهم حديث الأطفال ؟.. ابنى لا يكفي أن أحبك للكاتبة سلوى المؤيد (4 )

12 - 01 - 2021 5:33 2673

 الحديث مع الأطفال فن فريد قائم علي القواعد والرموز الخاصة به، فالأطفال نادراً ما يطرحون اسئلتهم بسذاجة ،لأنهم يقصدون من ورائها معاني تتطلب من آبائهم مهارة خاصة لفهمها، يمكنهم تعلمها لكي يصلوا إلي إدراكها وإشباعها، فترتاح نفوس أبنائهم الحائرة .
طرح هذه النظرية الخبير التربوي الدكتور “ هيم . ج. جينو” مؤلف كتاب “بين الآباء والأبناء” الذي تم بيع اكثر من خمسة ملايين نسخة منه حتي الآن - يؤكد هذا الدكتور نظريته بذكر بعض الأمثلة التي أقوم بتلخيصها وعرضها.
 سأل الطفل في الثامنة من عمره والده عن عدد الأطفال المشردين  في مدينة "نيويورك" سر الأب بسؤال ابنه وظن أنه راغب في معرفة بعض المشاكل الاجتماعية، وبدأ يلقي عليه محاضرة بما يعلمه عن هذه المشكلة . ولكن ابنه سأله مرة أخري عن عدد الأطفال المنبوذين في ولاية "فلوريدا" عندئذ شعر الأب أن ابنه غير راغب في معرفة أرقام إحصائية حول هذه المشكلة، وإنما هو خائف من إمكانية أن يكون مصيره مثل هؤلاء، الأطفال فطمأنه قائلاً له بأنه يحبه كثيراً، لذلك لن يصبح ابداً مثلهم، وعندما اطمأن الطفل توقف عن التساؤل حول هذا الموضوع  . ويطرح الدكتور جينو في كتابه مثالاً آخر ليدعم نظريته.
دخل طفل في الخامسة من عمره الحضانة مع أمه ، نظر إلي رسوم الأطفال المعلقة فوق الحائط  وسألها بنبرة عالية:
 - من الذي رسم هذه الرسوم القبيحة ؟
 خجلت أمه من سؤاله وقالت له:
 - عيب أن تصف هذه الرسوم بالقباحة وهي جميلة جداً .
 لكن المدرسة كانت حاضرة وفهمت بالضبط ماذا يعني الطفل بسؤاله  ، فقالت له:
- ليس من الضروري أن ترسم في الحضانة رسوماً جميلة ،باستطاعتك أن ترسم ايضا رسوماً قبيحة إذا شعرت أنك تريد ذلك .
 وارتسمت علي وجه الطفل ابتسامة كبيرة ، لأنه حصل علي الإجابة التي يريدها من وراء سؤاله، فهو يريد أن يعلم : هل يضرب الطفل الذي لا يرسم بشكل جيد؟ واطمأنت نفسه بعد اجابة المدرسة .
 ثم سار في أرجاء الحضانة وعندما رأي لعبة مكسورة سأل أمه :من كسر هذه اللعبة ؟
 أجابت الآم: لا تقل : من الذي كسر هذه اللعبة ؟ فأنت لا تعرف أي طفل في هذه الحضانة كسر اللعبة ، وإنما سل عما سيحدث له لو أنه كسر لعبة بالمصادفة في هذه الحضانة، لذلك قالت له :
 - الألعاب هنا للعب، وهي معرضة احياناً للكسر.
 وبدا الارتياح واضحاً علي وجه الطفل ، لأنه حصل علي الإجابة التي تمنحه المعلومات الضرورية التي يريدها لتطمئن نفسه خلال الفترة التي يقضيها في الحضانة ومن المؤكد أنه قال لنفسه : (تبدو هذه المرأة طيبة، لا تزعل بسرعة وتعاتب الأطفال هنا إذا رسموا رسوماً قبيحة، أو عندما يكسرون لعبة من الألعاب المتواجدة، فلماذا الخوف إذن؟ ، المكان آمن بالنسبة لي) ، ثم لوح الطفل إلي أمه ،ودخل مع المدرسة ليبدأ أول يوم من أيامه في الحضانة .
 إذن، يتضح لنا من حديث الدكتور "جينو" أن الأطفال يهدفون إلي معاني معينة من أسئلتهم لا كما نراها نحن، وهذا يتطلب منا مهارة خاصة نكتسبها من القراءة حول نفسية الأطفال وأسلوب تفكيرهم .
 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved