قد تمدح أم سلوك صديقة ابنتها دون أن تقصد مقارنته بسلوكها لكن الابنة تمتص هذا المديح بطريقة سلبية لأنها تعتقد أن أمها تقول لها بطريقة غير مباشرة أن صديقتك أفضل منك فكيف تعالج الآم مثل هذا الموقف حتي لا ينعكس بصورة سلبية علي شخصية ابنتها؟
كانت ليلي في زيارة صديقتها هدي وعندما غادرت البيت قالت الأم لابنتها البالغة من العمر تسع سنوات:
صديقتك ليلي تتمتع بصفات جميلة لقد لاحظت أنها لا تطلب شيئاً قبل أن تستأذن وعندما يعطيها أحد شيئاً تشكره دائماً .
أخذت هدي حديث أمها بمعني أنها تقارنها بصديقتها فقالت:
هل تقصدين أني لا أتمتع بصفات جميلة ؟
أجابت الآم: أنت حساسة جداً ياهدي لم اقصد ذلك بالطبع لا استطيع حتي أن امدح صديقاتك أمامك .
قالت هدي : أليس هذا ما تقصدين؟
وكانت الآم ماهرة في التعامل مع ابنتها عندما اجابتها قائلة: طبعا لا لم اقصد ذلك قط ألا تذكرين كيف كانت لطيفة ومؤدبة مع جدتك في الاسبوع الماضي عندما جاءت لزيارتنا ؟ اتذكر أنك ركضت لجلب كوب الماء لها عندما طلبته منك .. وعندما ارادت أن تقرأ وسألتك أن تجلبي نظارتها أسرعت إلي شنطتها لتأتي بها هل تذكرين ايضا انك قبلتا عندما حان وقت رحيلها ؟ ثم ذهبت إلي الحمام لتستحمي دون أن آذكرك بوقت استحمامك وبدت علامات الراحة علي وجه هدي لأنها تتمتع في نظر امها بصفات جميلة ايضاً لا صديقتها فقط.
وانتقل إلي طريقة اخري خاطئة يستخدمها بعض الآباء تتلخص في تحذيرهم لابنائهم عن فعل اشياء يخشون منهم ارتكابها اثناء غيابهم وكأنهم يوجهون اطفالهم إلي التفكير فيها رغم أنها قد تكون غائبة عن أذهانهم مثلما فعل والد احمد الذي لا يزيد عمره عن ست سنوات وهو في طريقه إلي باب البيت ليسهر مع زوجته عندما قال لابنه:
أحمد اريدك أن تكون لطيفاً مع أختك .. لا تتحرش بها وتدفعها إلي البكاء مثلما تفعل احياناً اثناء غيابنا.
إذن كان والد أحمد يتوقع سوء سلوك ابنه قبل أن يرتكبه ربما يكون لديه اساس لذلك نابع عن تصرفات صدرت من ابنه من قبل لكن أحمد سمع الرسالة هكذا ( أبي يتوقع مني أن اتحرش بأختي إذن سأفعل ما يتوقعه مني ) وهكذا لم يترك أحمد اخته ترتاح لكثرة ما تحرش بها حتي نامت.