آخبار عاجل

رفض الطفل كيف نواجهه ؟ .. ابنى لا يكفي أن أحبك للكاتبة سلوى المؤيد (8)

18 - 01 - 2021 8:32 3344

رفض الطفل كيف نواجهه ؟
 جلست الأم مع ابنتها عائشة البالغة من العمر عشر سنوات .. تعد قائمة صديقاتها المدعوات في عيد ميلادها .. وفجأة قالت الابنة لأمها:
 لا آريد صديقتي رجاء أن تأتي إلي عيد ميلادي 
ردت الأم: لكنك تعلمين أن رجاء صديقتك 
اجابتك ابنتها بغضب: لا رجاء ليست صديقتي 
قالت الأم : أنا أعلم أنك قريبة منها .. وأنكما تتزاوران كثيراً.. كيف تقولين الآن : إنها ليست صديقتك؟
 ردت الأبنة باحتجاج : لكني لا اريدها أن تأتي إلي حفلة عيد ميلادي.
 وبدأت الآم تفقد أعصابها فهددت ابنتها قائلة:
أنت لا تستحقين حفلة عيد ميلادك .. سألغيها لك..
 لقد أخطأت الأم في هذا الموقف  عندما أنكرت شعور ابنتها نحو صديقتها رجاء من خلال قولها: لكنك تعلمين أن رجاء صديقتك 
 ولم تحاول اكتشاف سبب ما تشعر به نحو صديقتها عندما قالت لها :
 لا أريدك  أن تتحدثي عن صديقتك هكذا بماذا ستشعر لو سمعتك تقولين ذلك 
وكان رد الفعل الطبيعي عند عائشة لذلك الرفض والوعظ من والدتها أن ترد عليها بلا مبالاة قائلة:
 لا يهمني لا أريدها أن تأتي 
وهنا يتضح الخطأ الذي ارتكبته أم عائشة عندما هددتها بسبب تافه وهي غاضبة أنها ستلغي حفلة عيد ميلادها .
لقد وضعت الأم نفسها في مأزق لم تعرف كيف تخرج منه فهي إن لم تلغ الحفلة فإن ابنتها لن تهتم بتهديدها مرة آخري لأنها ستعلم أنه مجرد كلام وإذا نفذت تهديدها فإن الموضوع لا يستحق أن تعاقب من أجله ابنتها بأن تحرمها من عيد ميلادها إذن لو كانت الأم ماهرة في التحكم بأعصابها لما ردت  بذلك الرد وإنما سيكون ردها هادئاً ومنطقياً لكن الأم عندما أدركت الخطأ  الذي وقعت به عادت مرة أخري وتداركتها خطأها بأن استخدمت طرقاً أكثر إيجابية لحل هذه المشكلة وهي اعترافها بشعور ابنتها نحو صديقتها والبحث عن سبب غضبها منها إذ قالت :
 يبدو لي أن رجاء فعلت شيئاً أغضبك .
 ردت عائشة : نعم رجاد تريد أن تلغب بألعابي وهي تفعل ذلك في كل مرة تأتي لزيارتي .
 قالت الأم : وهذا يضايقك أليس كذلك ؟
 أجابت عائشة: يضايقني كثيراً ولا أريدها أن تفعل ذلك 
 أجابت الأم :لماذا لا نفكر في طريقة تحل بها هذه المشكلة حتي لا تلعب رجاء بألعابك في عيد ميلادك؟
 فكرت عائشة قليلاً ثم قالت وقد بدا الارتياح علي وجهها: لدي فكرة يا أمي سأضع ألعابي في غرفتي وأقفلها وسنعلب في الطابق السفلي 
 أجابت الأم: والآن هي تريدينها في عيد ميلادك ؟
 ردت الأبنة: بهذه الطريقة لا أمانع 
 لو حللنا هذا الموقف الذي عالجته الأم بحكمة وإيجابية لوجدنا أن الأم اعترفت أولا بشعور ابنتها نحو صديقتها ووضعته في اعتبارها وهي تحاول إيجاد حل للمشكلة وقد فتح كلامها المجال امام ابنتها لتعبر عما يضايقها من تصرف صديقتها رجاء
وعندما قالت الأم لابنتها: إنها محقة فيما تشعر به من خلال قولها لها:
وهذا يضايقك أليس كذلك ؟
شعرت عائشة أن أمها اعترفت بشعورها وبدأت المعلومات تخرج من فمها واستطاعت الأم أن تدرك سبب المشكلة وتحاول حله بالمشاركة مع ابنتها وتعلمت الأنة بذلك كيف تكتسب قدرة ذاتية علي التفكير وإيجاد الحل لمشكلتها وحتي لو لم تجد عائشة الحل لمشكلتها ستضع الأم عدة حلول وستدع عائشة تختار واحدة منها  وذلك لم تعدم الأم ثقة الابنة بنفسها فقط وانما جعلت ابنتها راغبة في تنفيذ الحل لأنها ساهمت في ايجاده ولم يفرض عليها إلا أن علينا كآباء ألا ننسي أن كل طفل يختلف عن الآخر وقد يستجيب طفل لموقف ولا يستجيب له الآخر لذلك علي الأب والأم استخدام أساليب أخري لا تثير العنف والشجار بينهما وبين أطفالهم لأن تفاهمهما معهم بهدوء وحزم سينعكس بصورة إيجابية علي بناء شخصياتهم مستقبلاً.



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved