كانت عائشة قد انفصلت عن زوجها منذ أن كانت ابنتها هدي في الرابعة من عمرها ومنذ ذلك الوقت تعودت أن تقضي معظم وقتها معها إلا أنها بعد عدة سنوات التقت بالشخص المناسب وتزوجت لكنها لاحظت تأفف هذه الابنة من وجود زوجها لأنها تعودت أن تكون أمها لها وحدها ووجدت الأم الفرصة المناسبة ذات مساء لتجلس مع ابنتها وتحاول معالجة ذلك الموقف علي أساس مشاركتها لمشاعرها فكيف دار الحوار؟ وإلي أين انتهي؟
سألت عائشة ابنتها هدي: ما بك تبدين متضايقة ؟
أجابت الأبنة : أنا متضايقة
ردت الأم : من ماذا؟
قالت الابنة فوراً: من زواجك لم أعد أجد وقتاً أقضية معك منذ أن تزوجت .
أجابت الأم: لكننا لا نخرج عنك إلا قليل وأكثر أوقاتنا نقضيها معك .
ردت هدي : إلا أنك لا تجلسين معي وحدي مثلما كنت تفعلين في السابق .
قالت عائشة وهي تبدي اهتماماً بمشاعر ابنتها ؟
معك حق لقد تعودنا أن نكون مع بعضنا البعض دائماً منذ أن انفصلت عن والدك والآن صعب عليك أن تقبلي بوجود شخص آخر معنا بعد أن كنا وحدنا عدة سنوات.
أجابت هدي بعد أن بدأ ضيقها يخف عندما شعرت أن أمها تشاركها مشاعرها : في البداية كان ذلك صعباً إلا أن ما يضايقني الآن هو أني لم أعد أجلس معك وحدي مثلما كنت أفعل من قبل .
ووجدتها الأم فرصة لتقترح علي ابنتها أن تجد حلاً لهذه المشكلة .
فأجبت الابنة: تجلسين معي قبل أن أنام كل ليلة لنتحدث أو نلعب بألعابي .
ردت الأم بمرح: فكرة رائعة سأخصص لك نصف ساعة قبل نومك لنجلس ونتحدث أو نلعب معاً هل أنت راضية الآن؟
أجابت هدي وهي تلف عنق أمها بذراعيها: راضية جداً وأحبك كثيراً
قالت الأم وهي تقبل ابنتها: وأنا ايضاً أحبك كثيراً وسأطل أحبك دائماً.
لو استعرضنا ذلك الموقف لوجدنا أن الأبنة كانت بحاجة إلي أن تشاركها أمها مشاعرها وتعترف بها وهذا ما فعلته عائشة عندما قالت لابنتها هدي: والآن صعب عليك أن تقبلي بوجود شخص آخر معنا بعد أن كنا وحدنا عدة سنوات.
ثم نلاحظ ارتياح هدي من اعتراف أمها بمشاعرها وإفصاحها لأمها عما يضايقها بقولها:
في البداية كان ذلك صعباً إلا أن ما يضايقني الآن هو أني لم اعد اجلس معك وحدي مثلما كنت أفعل سابقاً.
وقد أحسنت الأم عندما طلبت من ابنتها مساعدتها في إيجاد الحل لأنها سترغب في تنفيذه وخصوصاً عندما شعرت بالطمأنينة والارتياح عندما أكدت لها أمها بأن حبها لها لن يتغير ابداً.