سيتمكن مسبار الأمل من إتمام دورة كاملة حول كوكب المريخ كل 55 ساعة بدرجة ميل مداري تبلغ 25 درجة، فيما يؤدي مهمته العلمية التي تتعلق بدراسة الغلاف الجوي للكوكب الأحمر من مدار علمي يكون في أقرب نقطة إلى سطح المريخ على ارتفاع يبلغ 20 ألف كيلومتر، وفي أبعد نقطة يكون على ارتفاع 43 ألف كيلومتر.

غلاف جوي

ويعطي هذا المدار أفضلية لمسبار الأمل عن أي مركبة فضائية أخرى، حيث لم يكن لأي من المهمات السابقة إلى المريخ مدار مشابه، حيث كانت لها مدارات لا تسمح لها سوى بدراسة الغلاف الجوي للمريخ في وقت واحد خلال اليوم، وليس على مدار اليوم كما مهمة مسبار الأمل.

وتهدف المهمة العلمية للمسبار إلى دراسة دقيقة للغلاف الجوي لكوكب المريخ وما يعتريه من العديد من الظواهر المناخية التي تحدث له، فيما يحمل مسبار الأمل 3 أجهزة علمية صممت لجمع أكبر حجم من المعلومات حول مناخ كوكب المريخ، ستساعد في توفير أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ وعلى مدار اليوم وخلال فصول السنة.

وتشمل الأجهزة العلمية للمسبار «كاميرا للاستكشاف» وهي كاميرا رقمية لالتقاط صور رقمية ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ ولقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، وجهاز «المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء» الذي يقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، بالإضافة إلى جهاز «المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية» لقياس الأوكسجين وأول أكسيد الكربون في الطبقة الحرارية وقياس الهيدروجين والأوكسجين في الطبقة العليا للغلاف الجوي.

أهمية معرفية

وجاءت مهمة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بأولوية علمية من شأنها توفير بيانات يمكن من خلالها سد الفجوة المعرفية عن فهم طبيعة مناخ المريخ في الوقت الحالي، والبحث عن عوامل تجمع بين المناخ الحالي على كوكب المريخ ومناخه في الماضي البعيد قبل خسارته لغلافه الجوي، ودراسة أسباب تلاشي الغلاف الجوي في المريخ عن طريق تعقب اندفاع غازي الهيدروجين والأوكسجين نحو الفضاء.

وتشير الصور التي تم التقاطها لسطح كوكب المريخ إلى وجود أدلة على أن الكوكب الأحمر كان رطباً وأكثر دفئاً مما هو عليه اليوم ويعد التغير المناخي وفقدان الغلاف الجوي هي أهم الأسباب التي أدت إلى تحول المريخ إلى كوكب جاف ومغبر.