أكد معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي إيمان دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله " بقيم التسامح و مبادئه كنهج حياة وسياسة متأصلة التزمت بها الدولة منذ قيامها حيث أرسى القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – بسياساته الحكيمة قيم التسامح المبنية على التفاعل الإيجابي مع كل بلدان وشعوب العالم ما جعل دولتنا مقصدا لكل حضارات وثقافات العالم دون تمييز ما مكن أكثر من 200 جنسية من التعايش على أراضي دولتنا بكل محبة وسلام ومودة.
جاء ذلك خلال استقبال معالي صقر غباش.. معالي أحمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام إلى جانب معالي والبرتو أليندي رئيس البرلمان الدولي للتسامح و السلام و أعضاء مكتب البرلمان الدولي للتسامح و السلام صباح اليوم بمقر الأمانة العامة للمجلس بدبي.
و رحب معالي صقر غباش في بداية اللقاء بالوفد الذي يزور البلاد حاليا و أكد أهمية هذه الزيارة التي تسهم بشكل كبير في تطوير جوانب مختلفة من التعاون لاسيما على المستوي البرلماني ما يعزز علاقتنا البرلمانية مع مختلف دول العالم.
و استعرض معاليه رؤية الدولة و توجيهات قيادتها الرشيدة بتعزيز التعاون المشترك و الصداقة والاحترام المتبادل وتوطيد مبادئ الأخوة والتعاون بين الأمم والشعوب وترسيخ أسس السلام و التعايش و نهجها القائم على التواصل الحضاري والثقافي والتعايش.
و قال إن لقاءنا اليوم يصادف مناسبة تاريخية تتمثل في احتفال دولة الامارات والعالم أجمع باليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي تم ادراجه ضمن المناسبات العالمية للأمم المتحدة استجابة لمبادرة دولة الامارات العربية المتحدة نشر ثقافة المحبة و السلام في جميع أنحاء العالم إذ احتضنت دولة الامارات اللقاء التاريخي الذي جمع كلا من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف و قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في أبوظبي عاصمة السلام و التسامح و توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في 4 فبراير 2019 في ختام مؤتمر عالمي كبير..
وبناء على المبادرة التي قدمتها دولة الإمارات تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2020 يوم توقيع الوثيقة يوما عالميا للأخوة الإنسانية إذ يحتفل به العالم اليوم لأول مرة منذ إقراره .. كل هذا يأتي تأكيدا و ترسيخا لدور دولة الامارات منذ تأسيسها في نشر ثقافة التسامح و السلام و المحبة بين جميع البشر.
و أضاف معاليه إن نهج دولة الامارات في التسامح لا يقتصر فقط على نشره في ربوع وطننا، بل إننا نؤكد على المعنى العالمي للتسامح.. ومن ثم جاءت وثيقة الأخوة الإنسانية التي احتضنتها أبو ظبي برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، لتشكل دليلا عمليا للتسامح بين الحضارات والثقافات والمعتقدات وأساسا صلبا لتكريس الحوار الإيجابي الصادق مع الآخر من أجل التعايش المشترك وتبادل الأفكار والخبرات باعتبار ذلك السبيل الأساسي لتحقيق الاستقرار والتنمية والسلام لشعوب العالم.
وقد وقع معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي خلال اللقاء مذكرة تفاهم مع معالي والبرتو أليندي رئيس البرلمان الدولي للتسامح والسلام بهدف تعزيز سبل التعاون المشترك بين الجانبين في مجالات التسامح والسلام من خلال اللجان الخمس الدائمة التابعة للبرلمان الدولي للتسامح والسلام وهي لجنة العلاقات الدولية، لجنة الشؤون القانونية، لجنة زرع السلام، لجنة المرأة والشباب ولجنة التنمية المستدامة.
وأكد معالي صقر غباش أن المجلس الوطني الاتحادي يتشارك مع البرلمان الدولي للتسامح والسلام أهدافه الرامية إلى تعزيز دور البرلمانات في نشر قيم الوسطية والاعتدال باعتبارها مرتكزا للتسامح، والوسطية والتعددية الدينية، ومكافحة التطرف والإرهاب.. لافتا إلى أهمية دور البرلمان الدولي للتسامح في إرساء مبادئ العدل والاحترام والمساواة وتجريم الكراهية والعصبية وأسباب الفرقة والاختلاف.. فإذا ما سادت هذه القيم بين حكومات وشعوب العالم، فإن مسارات التنمية الإنسانية في شتى المجالات يمكنها أن تحقق أهدافها المأمولة.
وقال معاليه إن التسامح ليس شعارا أو قيمة نظرية بل يجب أن يكون معبرا عن برامج وخطط واقعية، وهذا ما أكدته الدولة لحكومات العالم عندما تعاملت مع جائحة فيروس كورونا المستجد /كوفيد-19/ بنظرة إنسانية عالمية ما دفع قيادتها الرشيدة إلى تقديم المساعدات الإنسانية والخيرية والإمدادات الطبية لأكثر من 120 دولة حول العالم، بالإضافة إلى دعم جهود المنظمات الدولية لإغاثة المحتاجين.
من جهته تقدم معالي أحمد الجروان باسم أعضاء المجلس العالمي للتسامح والسلام بأسمى آيات الشكر والتقدير لمعالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي وأعضائه على استضافتهم للمجلس العالمي للتسامح والسلام وبرلمانه الدولي في هذه الجلسة ذات الأهمية البالغة من أجل تعزيز وتأطير سبل التعاون والعمل المشترك بين البرلمان الدولي للتسامح والسلام والمجلس الوطني الاتحادي.
و قال الجروان إن دولة الإمارات من أوائل الدول المؤسسة للمجلس العالمي للتسامح و السلام الأمر الذي توج نهاية عام 2019 بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أعضاء المجلس وبرلمانه الدولي في العاصمة أبو ظبي حيث أكد سموه دعم دولة الامارات للمجلس وبرلمانه الدولي وأجهزته من أجل تحقيق أهدافه في نشر قيم التسامح والسلام حول العالم.
و أشار معاليه إلى أن اليوم يصادف ذكرى توقيع وثيقة الأخوة الانسانية التي تعتبر مرجعا عالميا وتاريخيا للتعايش السلمي بين الأديان والتي تم توقيعها قبل عامين على أرض الامارات.. مثمنا الدور الرائد و القيادي الذي تلعبه دولة الامارات العربية المتحدة في مجال التسامح والسلام.
وأكد أن توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس الوطني الاتحادي والبرلمان الدولي للتسامح والسلام سيسهم في مزيد من التعاون الايجابي وتوحيد الجهود البرلمانية على المستوى الدولي في مجالات التسامح والسلام.
حضر اللقاء سعادة حمد أحمد الرحومي النائب الأول لرئيس المجلس الوطني الاتحادي ومعالي الدكتور علي راشد النعيمي وسعادة كل من نضال محمد الطنيجي ومحمد عيسى الكشف وناعمة عبد الرحمن المنصوري ومريم ماجد بن ثنية وسارة فلكناز وعائشة البيرق وشذي النقبي وسهيل بن نخيرة العفاري ومحمد أحمد اليماحي والدكتور طارق حميد الطاير وعدنان حمد الحمادي أعضاء المجلس الوطني الاتحادي .. كما حضر اللقاء سعادة الدكتور عمر النعيمي الأمين العام للمجلس الوطني الاتحادي وسعادة عفراء البسطي الأمين العام المساعد للاتصال البرلماني.