الأطفال يولدون بلا حياء ولا أخلاق ونحن نعلمهم معني الحياء والأسس الأخلاقية الفاضلة ولكي نفهم شعور الطفل وموقفة من المفاهيم الاجتماعية المحيطة به علينا أن ننظر إليها من وجهة نظرة وأن لا تتبدل مواقفنا تجاه ما نؤنب حوله أطفالنا فمثلاً أنبت أم طفلها الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره لأنه إعلان عن رغبته في التبول أمام الغرباء إذن فهم الطفل من كلام والدته أن اعلان رغبته في التبول أمام الغرباء عيب لذلك لم يخبر المدرسة عندما شعر بهذه الرغبة لأنه خجل أن يعلن عن ذلك أمام طلبة الفصل حتي تبول علي نفسه ولامته المدرسة كثيراً لأنه لم يخبرها برغبته تلك أمام التلاميذ حتي تسمح له بالذهاب إلي الحمام لقد تلقي هذا الطفل معلومات متناقضة واحتار ايهما عليه طاعته ؟
واطرح مثالاً آخر يوضح لنا خبرة الطفل أمام التعليمات المتناقضة التي يتلقاها ..
أبتسم الوالدان عن رؤيتهما لطفلهما يتجول عارياً في أرجاء البيت ففهم الابن أن الكبار يسرون عند رؤيته عارياً وفي يوم وقف في الشرفة ورفع قميصه إلي أعلي أمام الجيران فأسرعت الأم إليه لتنهره وهي غاضبة علي سوء تصرفه بقولها:
عليك أن لا تفعل ذلك مرة اخري أمام الجيران هل فهمت؟
ثم ذهبت العائلة بعد أسبوع إلي شاطئ البحر فطلبت الأم من ابنها أن ينزع ملابسة ليرتدي لباس السباحة لكن أمتنع فقالت له أمه لكي تقنعه.
لماذا تخجل من ارتداء لباس البحر؟ ألا تري الأطفال كلهم يفعلون ذلك من حولك؟
لقد احتار هذا الطفل لأنه كشف عن سرواله من قبل في شرفة بيته فنهرته أمه وهي الآن تأمره أن ينزع ملابسة ليظل بملابس السباحة أمام الناس .
والواقع هو أن الأطفال يأتون إلي الحياة وهم لا يعلمون شيئاً ومهمة الوالدين تعليمهم أولا التصرف السليم والمبادئ الأخلاقية الفاضلة ولهذا السبب فإن علي الآباء أن يراعو بأن النهي عن الشيء أو الرضا عنه لا يتغير بتغير المواقف وإنما يجب أن تكون تعليماتنا واحدة لا تتبدل حتي لا تهتز ثقة الطفل بتعليمات والديه ويشعر بالحيرة وعدم الإطمئنان النفسي فيؤثر ذلك بصورة سلية علي شخصيته.