متي يكون انتقادك لابنك إيجابياً وبناءً ومتي يكون سلبياً هداماً؟
عندما يخطئ طفلك فتوجه حديثك إلي ما كان يجب عليه القيام به لكي يتفادي الخطأ الذي أرتكبه فإنك بذلك توجه له انتقاداً إيجابياً بناءً يعدم ثقته بنفسه ويجعله راغباً في تطوير سلوكه أما إذا أنصب انتقادك علي شخصيته وقمت بتحقيرها ووصفها بصفات قبيحة سيجعله ذلك مقهوراً راغباً في الانتقام منك لما سببته من ألم نفسي فيتدهور سلوكه ولنأت بمثال واقعي يوضح لنا كيف يضر الانتقاد السلبي نفسية الطفل ثم سنتبعه بمثال آخر بين لنا الانتقاد الإيجابي ونتائجه الطيبة .
زياد طفل في العاشرة من عمره سكب كوباً من الحليب دون أن بقصد وهو جالس مع والدية علي مائدة الإفطار .
صرخت أمه في وجهه قائلة
أعتقد أنك في سن تجعلك تعرف كيف تمسك الكأس كم مرة قلت لك أن تأخذ حذرك لكنك كالعادة لا تسمع الكلام .
وعلق الأب غاضباً:
لن يفعل ذلك ابداً لأنه غبي وسيبقي دائماً غبياً
لقد سكب زيادة خمسة سنتات من الحليب لكن هجوم والديه القاسي علي شخصيته عندما فعل ذلك سبب له الماً نفسياً سيظل أثره في نفسه زمناً طويلاً وقد يفقده الكثير من ثقته بنفسه كما أنه لن يجعل راغباً في تحسين سلوكه.
وكان من المفروض أن يتعامل هذان الوالدان مع طفلهما بأن يوجها لومهما للتصرف الخاطئ الذي ارتكبه وهذا ما فعله والدي أيمن البالغ من العمر ٨ سنوات عندما سكب كوباً من الحليب دون أن يقصد علي مائدة الإفطار علقت والدة أيمن بهدوء بعد أن تعلمت أسلوب النقد البناء :
لقد سكبت الحليب وعليك الآن تنظيف المائدة ونهضت لتأت بإسفنجة مبلولة وأعطتها لابنها قائلة:
خذ يا أيمن الإسفنجة لتمسح الحليب الذي سكبته
نظر أيمن إلي والدته بحب لأنها لم تغضب عليه كعادتها وشعر بالأسف لعدم انتباهه وعاهد نفسه بأن يكون أكثر حذراً في المستقبل وشكرها قائلاً:
أنا آسف يا أمي وأشكرك
ولم تقل له أمه:
كن أكثر حذراً في المرة القادمة لأنها لم تكن راغبة في افساد احساسه بالامتنان الذي ارتسم واضحاً علي ملامحة تقول هذه الأم للخبير التربوي الذي علمها هذا الأسلوب في الانتقاد:
كنت من قبل أنفعل وأغضب علي ابني ويفلت لساني بتعليقات جارحة تمس شخصيته وتضطرب أعصابي طوال النهار لقد تفاديت اليوم كل هذه المشاعر السلبية في نفسي وأصبحت علاقتي بابني مريحة هادئة ووجدته راغباً أكثر في تحسين سلوكه.