حاولت من قبل التركيز علي كيفية استخدام الانتقاد الإيجابي في التعامل مع أبنائنا لتتمكن من الاستفادة منها في التعامل معهم لكي نتمكن من تأسيس  علاقتنا بهم علي التفاهم والاحترام فتحقق الهدف من انتقادهم وهو تطوير سلوكهم .

ولنستعرض هذا المثال حول فائدة هذه الأسلوب البناء في تطوير قدرات الأبناء .

سعاد فتاة في التاسعة من عمرها أرادت أت تخط بالحبر الأسود ملصقاً تساهم به كعمل إضافي في الفصل وتحصل مقابلة علي درجات دراسية لذلك ذهبت إلي والدها لتطلب منه استخدام ذلك الحبر وكان في إمكان الأب أن يرفض طلب ابنته إذا قد ينتج عن استخدامها الحبر الأسود انسكابه علي أرض الغرفة المغطاة بالسجاد فيملؤها بقعا من الصعب إزالتها فيما بعد لكن فكر بأنه إذا فعل ذلك فإن ابنته ستثور وتغضب وسيدور نقاش حاد بينها وبينه لتحصل علي ما تريد لذلك قرر أن يشرح لها سبب رفضه حتي تنفذه وهي مقتنعة .

 قال الأب لابنته: أليس من الأفضل لك أن تستخدمي اصباغك الملونة ؟ إذا انسكب الحبر الأسود علي الأرض فإنه سيوسخ السجاد ومن الصعب تنظيفه.

ردت سعاد: لكني أريد خطوطا جميلة وواضحة والحبر الأسود سيساعدني علي القيام بها أرجوك يا أبي أعطيني إياه.

 أجاب الأب بهدوء :لكن من الممكن ايضاً أن تفسدي الملصق كله إذا لم تحسني استخدامه خصوصاً إذا انسكب قليلاً منه علي الورقة ستضطرين عندئذ إلي إعادة العمل كله.

لكن الابنة الحت قائلة: لا سأخذ حذري ولن أفعل ذلك .

وافق الأب قائلاً: مثلما تشائين خذي الحبر والقلم من مكتبي وسأجلس وهنا اراقبك وأنت تعملين علي أوراق مسودة أولا فقط خذي حذرك .

 ونا تراجعت سعاد عن قرارها بعد أن خشيت أن يضيع الكثير من وقتها في التجربة علي اوراق كما أنها فكرت بأنها قد تفسد الملصق نفسه فتضطر إلي إعادة تصميمه وكتابته مرة اخري فقالت لأبيها:

 اعتقد أنك علي حق يا والدي عندما قلت لي : إنني قد أوسخ السجاد بالحبر الأسود اعتقد أن من الأفضل لي أن استخدم الأقلام الملونة التي اشتريتها لي الأسبوع الماضي.

نلاحظ في هذا  المثال أن والدي هدي لم ينتقدها بطريقة تستفزها بأن يقول لها .

مثلاً: أعرفك سوف تنسين الحبر مفتوحاً كعادتك فينسكب أو أنك مهملة احياناً لذلك قد ينسكب الحبر علي السجاد فيفسده لكنها اختار طريقة انتقاد بناءة لا تجرح شعورها إذ قال لها:

 لكن من الممكن ايضا أن تفسدي الملصق كله إذا لم تحسني استخدامه خصوصاً إذا انسكب قليلاً من الحبر علي الورقة ستضطرين عندئذ إلي إعادة العمل كله.

 أي أنه جعل ابنته تنفر بنفسها من استخدام الحبر الأسود لأنه قد يفسد عملها كله وجعلها ذلك الإحساس تفكر في الرجوع عن رأيها دون أي ضغط من والدها واختارت بنفسها الطريقة الأسلم وذهبت لاستخدام الأصباغ الملونة .

من خلاصة ما ذكرت يتضح لنا أن الطفل لا يريد من والديه التقليل من شأنه وإنما يريد احترامهما لأن ذلك يجعله واثقاً من نفسه وعلينا  كآباء أن ندعم هذه الثقة في نفوس أبنائنا لأنها الأساس في بناء شخصياتهم السوية والانتقاد الإيجابي هو خير وسيلة لبناء هذه  الثقة في نفوسهم واساليبه عديدة نستطيع أن نتعلمها بالثقافة في مجال علم نفس الطفل وتطبيقها ومع التمرين والصبر سنستطيع أن نصل إلي ما نريد .

إن الطفل يري نفسه من خلال ما يوجه له من انتقاد فإذا كان  الانتقاد الموجه له سلبياً فإنه يري نفسه بصورة سلبية ولنأت بمثالين يوضح لنا هذه الصورة إذا أراد أب أن يعلم أبنه حل مسألة حسابية وقال له : كيف لم تفكر بتلك الطريقة إن المسألة سهلة جداً لو أنك قراتها  بدقة أكثر لسهل عليك فهمها .

فإن رد الفعل عند الطفل سيكون سلبياً أي سيقول لنفسه : 

أنا فعلاً ولد غبي لن استطيع أن أتعلم كيف أحل مسائل الحساب ابداً.

 ولو انتقد الأب ابنه بطريقة سلبية قائلة:

 لو كان إمكانك أن تحاول أكثر فأنك سوف تؤديه بطريقة أفضل أنت تستسلم بسهولة جداً

فإن رد فعل الابن السلبي أنه سيقول لنفسه:

 لماذا أحاول لن استطيع مهما حاولات أن اجعل ادائي لعملي افضل إذن نلاحظ من خلال هذين الانتقادين السلبيين  تضاؤل ثقة الطفل بنفسه ونحن لا نريد أن يحدث ذلك لأبنائنا وإنما نريد لهم العكس الثقة بالنفس والرغبة في التطور والقدرة علي اتخاذ القرار .