آخبار عاجل

كيف يطور الطفل سلوكه بنفسه؟ .. ابنى لا يكفي أن أحبك للكاتبة سلوى المؤيد (17)

17 - 02 - 2021 1:13 3178

 عادة ما نتنقد ابناءنا عندما يخطئون ونحن نهدف من وراء ذلك إلي تطوير سلوكهم إلا أن العالم النفساني المعروف “ فتزوف ديدسون” يقدم لنا من خلال كتابه كيف تكون حازماً بالحب أسلوبًا جديداً لمعاملة أطفالنا لنحقق به هذا الهدف اسماه “ أسلوب المكافأة الإيجابي” الذي يقوم علي أساس أن يمنح الأب طفلة مكافأة عندما يحسن التصرف حيث لاحظ هذا الدكتور المتخصص لسنوات طويلة في علم نفس الطفل أن الآباء عندما يعاقبون ابناءهم  علي سوء سلوكهم فإنهم انما يدعمون بذلك هذا السلوك السلبي لأننا لو سألنا أنفسنا ايهما افضل للطفل أن لا يمدح والده سلوكه الحسن أي يتجاهله أم عندما ينتبه لسلوكه السيء ويعاقبه؟
سنجد بأن الطفل يسعده انتباه والده حتي لو كان ذلك في صورة عقابه ولهذا نجد تكرار الأطفال لتصرفاتهم السيئة لكي يحصلوا علي المزيد من هذا الانتباه من أباءهم إذن لو قام هؤلاء الآباء بملاحظة أبنائهم عندما يحسنون التصرف ومكافأتهم علي ما فعلوا سواء كان ذلك بالاحتضان أو بمنحهم هدية بسيطة فإنهم يدعمون بهذا الاهتمام رغبتهم في تحسين سلوكهم وسنري بعد ذلك أن الطفل سيتعود تدريجياً علي أن يتصرف بشكل حسن لأنه يعتقد أنه بذلك يسعد والده ثم سيشعر أن حسن سلوكه سيشعره بالإشباع النفسي وسيصبح جزءاً من شخصيته. 
إلا أن علي الأب أن يقرر بنفسه متي يمنح طفلة تلك المكافأة عندما  يحسن التصرف ولا يعطيه إياها إذا طلبها لأنه إذا فعل ذلك فأنه سيعوده علي الاستجداء كما أننا سنلاحظ بأننا عندما نتبع هذا الأسلوب مع أطفالنا سنتعود علي أن نلاحظ دائما تصرفاتهم الحسنة وعندما نمدحهم علي سلوكهم الحسن فأننا بذلك ندرب أنفسنا دون أن نشعر علي تركيز تفكيرنا علي كل ما هو إيجابي حولنا أي أننا سنصبح عكس هذا الأب الذي جاء إلي الدكتور فيتزوف ديدسون يشتكي له سوء سلوك ابنه البالغ من العمر اربع سنوات طالباً منه أن يساعده لكي يجد وسيلة يحسن بها سلوكها وعندما سأله الدكتور ديدسون : وماذا يضايقك من سلوك ابنك؟
انهال الأب سارداً بإسهاب كل تصرفات ابنه السيئة التي استخلص منها الطبيب أنه  يعتدي دائماً علي العاب الأطفال في الحضانة ويسيطر عليهم ويضرب من لا يطيعه منهم وغير ذلك من أفعال سلبية.
 أما عندما سأله : وماذا يفعل ابنك من تصرفات ايجابيه؟
وقف هذا الأب حائراً لأنه لم يكن قادراً علي أن يذكر صفة إيجابية واحدة لابنه عندئذ اقترح الدكتور ديدسون عدة صفات حسنة وسأل الأب إذا كان ابنه يتمتع بأحدها ووجده يوافقه علي بعضها أي وافقة علي أن طفلة كان يذهب إلي الحضانة بسهولة كما أن لديه طاقة وحيوية وأن لديه شخصية محترمة بين زملائه إذن لو أراد الأب في هذا المثال أن يطور صفات ابنه الحسنة فإن عليه أن يطبق عليه أسلوب المكافأة الإيجابي أي عليه أن يمدحه عندما يلاحظ أيا من تصرفاته الإيجابية .
 وقد حدث ذلك فعلاً لأن الطفل عندما سمع والده يمدحه عندما يتصرف بشكل حسن شعر بارتياح نفسي وبدأ يستجيب له وعندما انتقل الأب إلي مرحلة مكافأة الابن أي عندما أصبح يكافئ ابنه عندما يرتكب تصرفات حسنة جديدة وجد أن سلوك ابنه أخذ يتحسن تدريجياً. 
 ولو سألنا أنفسنا ما نوع المكافأة التي نمنحها لأطفالنا فإن الجواب علي ذلك هو أننا نستطيع اختيارها حسب شخصية كل طفل معتمدين علي  ذلك فيما يرغب فيه من أماكن يزورها أو اشخاص يحبهم أو هوايات يحب ممارستها أو أشياء يحب املاكها أي مكافأتهم من خلال ما يميلون اليه معنوياً ومادياً لنفترض انك كأب لا تريد من طفلك أن يكرر تصرفاً سيئاً يقوم به مثل مشاجراته مع اخوته فإن عليك حينئذ أن لا تعاقبه أو تحاضره عندما يفعل ذلك أي انك تحرمه من الاهتمام الذي يريده ولو كان عقاباً.
 وبدلاً من ذلك عليك أن تضع برنامجاً يقوي من صفاته الإيجابية أي أنك أذا رأيته يعامل اخوته بلطف في ذلك النهار أن تمنحه مكافأة علي ذلك التصرف مباشرة لكي تقوي رغبته في تكراره وحتي إذا كرر ذلك مرتين أو ثلاثة في الأيام الاولي فإن عليك أيضا اعضاءه هذه المكافأة في كل مرة يحسن فيها التصرف مباشرة من أجل تدعيمه في سلوكه . 
 أي أنك ستصبح بذلك الفعل و كأنك تصطاد ابنك وهو يتصرف بشكل إيجابي و تكافئه علي ذلك اما إذا كان معه اخوه فإن عليك عندئذ أن تكافأه معه علي أن تقول لهما:
 أنا سعيد لانكما لما تتشاجرا اليوم هاهي ذي بعض الحلوي مكافأة لكما.
 بقي أن أقول بأن علينا أن نبدأ أسلوب المكافأة الإيجابي مع أطفالنا وهم صغار لكي يتعودوا عليه ويشعروا بإشباع ذاتي عندما يحسنون التصرف وهذا سيكون وحدة فيما بعد مكافأة في حد ذاته لهم فيحاولون دائماً أن يطوروا سلوكهم بأنفسهم وهذا ما نسعي اليه في تربية أبنائنا لكي يصبحوا أشخاصًا سعداء يتمتعون بروح المسئولية والرغبة في بناء وتقدم مجتمعاتهم .



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved