كيف نستخدم أسلوب مشاركة الآباء لمشاعر أبنائهم في تطوير سلوكهم أو أدائهم ما سأستعرضه الآن من مثال سيوضح لنا كيفية استخدام هذا الأسلوب ونحن نعلب مع أطفالنا خصوصاً عندما نعلمهم لعبة جديدة .
جلس أب مع ابنه علي البالغ من العمر عشر سنوات يعلمه لعبة الشطرنج وبما أن الأب كان يعلم إنه كيف يلعب هذه اللعبة فقد كان يتيح له فرصا عديدة لينتصر عليه لكن علي لم يكن ينتبه لها فكان يخسر في كل مرة وعندما تكرر فشله فقد أباه صبره فعلق قائلاً:
لماذا لا تنتبه وأنت تعلب؟ ألا تري الفرص التي اوفرها لك لكي تكسب وأنت تخسر في كل مرة .
رد ابنه في ضيق بعد أن جرح والده كبرياءه: أنا أحاول في كل مرة لكني مازالت أتعلم هل تتوقع مني أن العب بمهارة وأنا لم ابدأ في لعب الشطرنج إلا منذ شهر .
شعر الاب عندئذ أنه كان قاسياً علي أبنه وقد يكره بسبب ذلك اللعبة فبادر إلي تغير طريقة انتقاده ليساعده علي تحسين أدائية مستخدماً أسلوب مشاركة الآباء لمشاعر أبنائهم .
قال الأب لابنه : لقد جرحت احساسك يابني أليس كذلك؟
أوماً الطفل برأسه ثم قال: واشعر أني لا أريد أن العب هذه اللعبة مرة اخري
أجاب الأب: أفهم ذلك الشطرنج لعبة صعبة أي شخص يحتاج إلي سنوات لكي يصبح ماهراً بها .
قال علي بعد أن ارتاح لحديث والده: أحيانا لا أعرف إلي أين أتحرك؟
علق الأب علي حديث ابنه وهو يشاركه مشاعره قائلاً: وهذا الامر يضايقك أليس كذلك ؟
هز علي رأسه موافقاً ثم قال: وأتمني لو أنك تساعدني قليلاً
رد عليه والده : لكنك لم تكن تريدني أن أضحك في المرات السابقة التي لعبنا بها .
قال علي: معك حق أتذكر ذلك لكني أريد أن تساعدني إذا طلبت منك ذلك هل توافق؟
أجابه والده بنبرة مروحية: بالطبع هل تريد أن تعلب مرة آخري؟
أجاب علي بمرح ولهفة للعب: بالتأكيد هيا بنا
لو استعرضنا الموقف لوجدنا أن تعليق والد علي عن لعبة الشطرنج بقوله: أفهم ذلك الشطرنج لعبة صعبة أي شخص يحتاج لسنوات لكي يصبح ماهراً بها بدأ وكأنه يلوم لعبة الشطرنج علي عدم اتقان ابنه لها وهو يلعبها لأنه وصفها بأنها لعبة صعبة ولم يلم ابنه وعندما شعر علي أن والده لا ينتقده بل يعترف بشعوره ويشاركه فيه جعله ذلك راغباً في أن يعبر لوالده عما يضايقه بقوله: أحيانا لا أعرف إلي أين أتحرك.
ثم اقترح الحل بنفسه علي والده بأن طلب منه أن يساعده إذا أراد مساعدته لقد شعر علي بأنه يحب لعبة الشطرنج ويريد أن يطور أداءه بها وهو ما كان يهدف اليه والده من انتقاده الإيجابي وبالطبع يستطيع الآباء تطبيق هذه الطريقة في مشاركتهم لأبنائهم في العاب اخري .