عادة ما يأخذ ابناؤنا انتقادنا لهم علي أنه هجوم عليهم فيستعدون للدفاع عن أنفسهم ولا نصل إلي الهدف الذي نقصده فلماذا إذن لا ننتقد العمل أو الفعل الذي ارتكبه الطفل لا الفاعل نفسه أي الطفل لقد جرب بعض الآباء هذه الطريقة الجديدة واستفادوا  منها في تطوير سلوك أبنائهم إلا أننا كما ذكرت سابقاً لا ننتظر أن يتحول الطفل إلي شخص مثالي بمجرد أن يحاول معه والده طريقة تربوية واحدة أو اخري فالتربية عملية تحتاج من الآباء إلي الصبر والتمرين والثبات علي المبدأ الذي وضعوه كأساسي لها وعدم التراجع عنه لأن الطفل مخلوق ذكي يدرك أين نقاط الضعف في شخصية كل من والديه فيستغلها ليسيطر عليهما لكن الحزم في استخدام الطرق التي ذكرتها والتألف بين الآباء والابناء وزرع بذور الحب والصداقة بينهم هي الأسس الصحيحة في تربيتهم وهي التي تساعد علي خلق الجو الاسري الهادئ المريح ولا ننسي أهمية المباعدة بين الولادات لما لها من دور في فهم شخصية كل طفل علي حدة واشباع احتياجاته النفسية والجسدية .
 واعود إلي صلب الموضوع الذي بدأته لاطرح هذا المثال الذي يوضح الطريقة التي ذكرتها :
تعود والد عادل أن ينتقد تصرفات ابنه البالغ من العمر تسع سنوات  بقوله: لماذا لا تأخذ حذرك أكثر من ذلك حتي لا تتسخ ملابسك .
 أو يقول له : لماذا تسبب لنا في كل مرة نجتمع فيها علي طاولة الأكل كل هذه الازعاج ألا تنتبه حتي لا تسقط الطعام علي الأرض؟
 لكن والد عادل قرر أن يبدل طريقة انتقاده لابنه فيوجهها إلي الفعل الذي احدثه ابنه وماذا يجب أن يتم من yجراء لإصلاح الأخطاء التي نتجت عنه دون أن يوجه الحديث إلي ابنه مباشرة .
وجاءت المناسبة عندما سكب عادل قليلاً من المرق علي الطاولة دون قصد فأصاب رشاشها أرضية الغرفة كاد الأب كعادته أن ينفجر في وجه ابنه ويلومه علي اهماله كعادته لكنه كبت غضبه وقال بنبرة حازمة:  هذه البقعة علي السجاد بحاجة إلي تنظيف بالصابون والاسفنج .
 انبهر عادل برد فعل ابيه الهادئ المختلف عن العادة فشعر بالخجل والامتنان لوالده لأنه لم يصرخ في وجهة عندما أخطأ وذهب بهدوء إلي خزانة التنظيف واخرج قطعة من الاسفنج وغمسها بالصابون وقام بتنظيف أرضية الغرفة ثم قال لوالده: أنا أسف يا والدي هذه المرة سأكون أكثر حذراً.
 لو أن والد عادل صرخ في وجه ابنه كعادته عندم ينتقده قائلاً: لماذا لا تنتبه يا ولد انت دائماً مهمل هكذا.
 فإن عادل سيغضب وسيدافع عن نفسه ولن يفكر في أن يجب والده بأنه سيكون اكثر حذراً في المرة القادمة لكن هدوء والده جعله يخجل من تصرفه وسارع إلي تصحيح خطئة عازماً علي عدم الإهمال والحذر عندما يتناول طعامه في المستقبل .