في إمكاننا أحياناً أن نستخدم نتائج الفعل الذي يرتكبه الطفل كطريقة اخري في تطوير سلوكه بدل أن ننتقده مباشرة لأنه سيكون بهذا الأسلوب أكثر اقتناعاً بما هو مطلوب منه حيث أنه جرب نتيجة مخالفته لما يريده منه أبواه .
ولأوضح ما أهدف اليه من حديثي سأطرح هذا المثال الذي قد يمر بأي والدين .
ليلي طفلة في الخامسة من العمر كانت تستعد للذهاب إلي بيت صديقتها لتلعب معها في حديقة بيتها كان الطقس يميل إلي الدفء إلا أنها أصرت علي أن ترتدي جاكيت صوف تحب الوانها وتصر علي ارتدائها دائماً في فصل الشتاء .
قالت لها أمها وهي تحاول اقناعها لكي تبدل رأيها: ستشعرين بالحر إذا ارتديت هذا الجاكيت خصوصاً وأنك ستعلبين تحت اشعة الشمس صباحاً.
ردت ليلي بعناد: لا لن أشعر بالحر أريد أن البس هذا الجاكيت
عادت الأم تلح مرة أخري:
أعرف انك ستعشرين بالحر.. لكنك عنيدة
أجابت إلا هذا الجاكيت وإلا فلن أذهب
وذهبت الأم إلي خزانة ملابس ابنتها وأخرجت قميصاً جميل الألوان ومناسباً لحرارة الطقس لكن ابنتها رفضت أن ترتديه ورمته بغضب علي الأرض وعادت إلي الجاكيت الذي ارادت ارتداءه فكرت الأم قليلاً وقالت لنفسها: لماذا لا ادعها ترتدي ما تريد وسوف تشعر بالحر عند ذلك ستدرك خطأ عنادها وسيكون ذلك درساً لها تتعلم من كيف تختار ملابسها بطريقة مناسبة لحرارة الطقس .
وبدأت الأم تستخدم طريقتها الجديدة
قالت لابنتها ليلي: هل انت مصرة علي ارتداء هذا الجاكيت؟
أجابت ليلي : نعم ولا أريد غيره
ردت الأم : أنت حرة مادام هذا اختيارك
بدت الدهشة واضحة علي ملامحة الابنة وهي تري رد فعل أمها الهادئ وتساءلت : هل سيكون اليوم بارداً
أجابت الأم: لا الجو سيكون دافئاً
ردت ليلي: وأنت لا تمانعين أن ارتدي الجاكيت الذي اريده .
قالت الأم: ما دمت تريدين لا مانع لدي
وارتدت ليلي ما ارادت من ملابس لكنها سرعان ما شعرت بالحر عندما لعبت مع صديقتها في الحديقة فذهبت إلي أمها تشكر قائلة:
أمي اشعر بالحر ولا استطيع أن أواصل بهذه الملابس .
أجابت الأم: الم اقل لك في البيت إن الجاكيت لا يناسب طقس اليوم لكنك اخترته وعاندت في اختيارك.. والآن احتملي حرارة الجو إلي أن نعود إلي البيت
أجابت ليلي بتأفف: لكني لا استطيع اللعب هكذا أشعر بحرارة شديدة .
ردت الأم بحزم: وأنا لا استطيع أن أعود إلي البيت الآن انتظري إلي أن يحين وقت عودتنا لقد كان هذا اختيارك وعليك تحمل نتائجه .
وجلست الابنة جانباً تنتظر عودة أمها إلي المنزل لأنها لم تكن قادرة علي مواصلة اللعب بسبب ما تشعر به من حرارة لقد قررت مرة أخري أن تستمع إلي نصيحة والدتها وتختار الملابس المناسبة للطقس .
إذن واضح لنا في هذا الموقف أن ليلي قد تحملت نتيجة تصرفها الخاطئ ولن تعيده مرة أخري عن اقتناع ورغبة في عدم تكرار مثل هذا الموقف معها .